من النادر أن تسمع أو تقرأ أو تشاهد حواراً مع سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، مالك مانشستر سيتي الإنجليزي، لهذا كنت مهتماً جداً بمتابعة الحوار الذي أجراه سموه مع «الديلي ميل» البريطانية، بمناسبة مرور عشر سنوات على شرائه لـ «العملاق النائم».
بالمناسبة أتذكر أنني عندما ذهبت لجار المان سيتي الأكبر، وهو مانشستر يونايتد، وقابلت آنذاك مدربه أليكس فيرجسون، ونجمه البلغاري بيرباتوف، وصورت إعلاناً لـ «صدى الملاعب» في «أولد ترافورد»، وقتها شاهدت لوحة إلكترونية عليها رقم 33 وسألت ما هذه فقالوا: هي عدد السنوات التي لم يحرز فيها جارنا مان سيتي أي لقب، أي أنه ورغم ابتعاده عن منافسة اليونايتد آنذاك، إلا أن عيونهم كانت عليه، لأنه الجار اللدود، وأعتقد أنه لهذا السبب أطلق سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان عليه لقب العملاق النائم الذي يملك القاعدة الأساسية للنجاح، إن توافرت له الظروف لذلك، ولهذا آثر أن يستثمر فيه، وليس في نادٍ ناجح جاهز.
وكلنا تفاجأنا بالسرعة التي قلب فيها السيتي الطاولة على الجميع، بعد انتقال ملكيته إلى الإمارات، فقد كنا نتوقع سنوات من الصرف والانتظار، قبل أن يحقق لقب الدوري، ولكنه فعلها بعد أقل من 3 سنوات، وبشكل دراماتيكي ما زلنا نتذكره حتى الآن، عندما هزم السيتي فريق كوينر بارك رينجرز وتورج بطلاً بـ 89 نقطة، وحسم اللقب بفارق الأهداف عن غريمه اللدود مان يونايتد، لتكون بذلك هي المرة الأولى التي يُحسم فيها اللقب الإنجليزي بفارق الأهداف.
ورغم كل النجاحات التي تحققت، إلا أن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، يرى أن السيتي لم يحقق بعد كل طموحاته، فهو يريد المعادلة الأصعب في كرة القدم، وهي المتعة والجاذبية والنتائج والألقاب، وهذا لن يتحقق سوى بالتخطيط والمتابعة، وهو ما يفعله يومياً مع معالي خلدون المبارك، رئيس مجلس إدارة مانشستر سيتي، حتى باتت رؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وطريقته وفكره، بمثابة المعيار الجديد في إدارة كرة القدم .
عشر سنوات من الشراكة بين الإمارات ومان سيتي كانت درساً في الاستثمار الناجح والقوة الناعمة، والإدارة المبدعة بدون تدخلات مباشرة، كما يحدث بين مالك تشيلسي إبراموفيتش وإدارة ومدرب ناديه مثلاً.
وهنا لابد أن أشيد بتغطية أبوظبي للإعلام وقنواتها الرياضية وصحيفة الاتحاد وملحقها الرياضي بهذه المناسبة، فخرجت الاحتفالية من المحلية إلى العالمية.