لم يتبق الكثير على انطلاق كأس آسيا التي تستضيفها الدولة مطلع العام المقبل، وفي وقت نبدو واثقين فيه وكلنا طمأنينة بأن الفوز بذهبية التنظيم ليس سوى مسألة الوقت الذي سوف تجري فيه المنافسات، وأن ضيوفنا القادمين من مختلف بقاع القارة الآسيوية سيكونون على موعد مع نسخة ليس لها مثيل وغير قابلة للتكرار، فهذا هو ديدننا، وهكذا تعودنا، خصوصاً أن الاستعدادات تجري على قدم وساق منذ حصلنا على شرف التنظيم، والعمل متواصل في كل مكان، من أجل لحظات تبقى في الذاكرة وحدث ليس للنسيان.
في المقابل، سمعنا كلنا منذ بداية هذا العام عن مشروع آسيا 2019، والذي أعلن عنه اتحاد الكرة ومع هذا لم نرَ شيئاً على أرض الواقع، ولا تبدو الثقة في أفضل حالاتها فيما يتعلق بالمنتخب واستعداداته للمشاركة في هذه البطولة كمنافس، وهو أقل طموح لنا كبلد مضيف، وهناك حالة من عدم الارتياح يعيشها كل من يتابع تحضيرات الفريق والشكل الذي ظهر عليه في مبارياته الودية الأخيرة، ولا شك في أن هذا الأمر يبدو خطيراً للغاية، فلا يمكن أن ندخل البطولة بمثل هذه الحالة من التذبذب وانعدام الثقة والتشكيك في قدرات اللاعبين وجهازهم الفني.
ومع كل هذا اللغط الموجود، والرسائل السلبية التي لا بد أنها تصل إلى اللاعبين، خصوصاً أنها وجدت بيئة مثالية للانتشار في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي واستحواذها على عقول الناس، بات الأمر بحاجة إلى تدخل فوري، وخلية أزمة حتى لو تم تشكيلها لغرض مؤقت، يتم من خلالها اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة المنتخب، وإعادة بناء جسور الثقة بين اللاعبين والجماهير، وهذه الجماهير تعتبر لاعباً أساسياً وعنصراً مهماً نعول عليه كثيراً في مشوار المنتخب المرتقب خلال البطولة القارية.
الغريب أن المسؤولين عن المنتخب يشاهدون كل هذا يجري أمامهم، ولكنهم صامتون فلا يحركون ساكناً، ولا يخرج أحد منهم ليقدم لنا رؤية الاتحاد للمشهد الحاصل، وكأن لا شأن لهم، أو أن القضية لا تعنيهم، مع أن هذا هو صميم عملهم، فلا بد أن يوضحوا للشارع الرياضي كل تفاصيل إعداد المنتخب والطريقة التي من خلالها سيصل إلى الجاهزية المطلوبة، والسبل التي يعملون عليها من أجل رفع معدلات الثقة والمبادرات الجماهيرية والبرامج التحفيزية واستراتيجية الالتفاف حول المنتخب من قبل كل شرائح المجتمع، هذا هو دور الاتحاد الطبيعي، وتلك هي خلاصة الموضوع، ولأن الشيء بالشيء يذكر، ما هي أخبار المشروع؟