- «الواحد يا أخوان يتملكه العجب مما يرى أحياناً، يكون ربيعك معك في طولك ووزنك، ومرات تخبّ عليه، لأن القصر شين مرات، مثله مثل الطول الزائد عن اللازم حين يتحول إلى هبل واضح، وما له علاج، يغيب عنك فترة، ويوم تشوفه في البادي ما تعرفه، وإذا به مِصَكّ، هذاك سيره، من أولئك الذين يشبهون سائقي العربات التي تجرها أحصنة، والتي تعتمد عادة على مظاهر القوة البدنية التي يتحلى بها الحوذي، والذي يمكن أن يفك «برغي» بأصبعين، هؤلاء الأشخاص الواحد منهم ما يواحي له يروح «الجيم» أسبوع.. أسبوعين، ولأنه هالعرض، ووارم، وهوبيس من أكل ذيك الأبياب والدرامات الملصقة عليها صوراً لهرقل، تقول أكل خيول أو عفاريت، ما تدري، والواحد من هذيلا الزارّين على عمارهم، ما يصدق يرفع «كوطيين عنص»، حتى تلقى مشيته تغيرت، وأيديه ما يتلاقن، ومزرر بذيك الفانيلة اللي قصورها تتطرر من الضيق اللي تانسه، زين روف بحالك شوي، ترى مشية البطريق ما تيوز لكل أحد، ولا أعتقد أننا مقبولون على حصار طروادة قريباً»!
- «وحدهم المطمئنون الذين قضوا أشهر الصيف هنا، مكافحين، مجالدين، صابرين، لا حر الدنيا أثرّ فيهم، ولا رطوبة مدن الساحل غيّرت منهم، في حين العائدون من إجازة الصيف تعرفهم بسيمائهم في الصباح المدرسي، هناك إجهاد غير عادي بادياً عليهم، وتذمر من رطوبة قاسية بشدة، تجعلهم لا يطيقون شعر حواجبهم، وإرهاق يعجل بهشاشة عظام قبل انتهاء عقد العمل، مع ارتخاء في الفك السفلي، حيث تجد الواحد منهم فاغراً فاه، يصفق اليمنى باليسرى لأي سبب كان، وبالتأكيد جيوبه فارغة، وما يكاد ينفك من متطلبات لامرأة قبل وبعد السفر، ورسالتان نصيتان في هاتفه تحثّانه على دفع القسط المدرسي الأول الذي فات أوانه، وهو يصرّ أن ولده بعد لم يفتح دفتراً ولا كتاباً، خاصة أن مؤشرات بطاقاته الائتمانية وصلت لحدّها الأقصى في تلك الإجازة المفرحة في بداياتها، ولا نية لتجديد القرض ليس من طرفه، ولكن من طرف ذلك الموظف الذي بصفة مرابٍ في فرع البنك المتواري، كان حلم ليله، وما أن يرى رقم هاتفه في الصباح المبكر حتى تتقلص أمعاؤه فجأة، ولا يجد من طرفه حباً له في تلك اللحظة أو بعد الظهيرة التي يصرّ فيها على الاتصال به متأخراً، وبعد أن يراجع كل الحسابات، ويجد لديه فراغاً، فيجدّ في التواصل مع زبائن البنك المتعثرين، خاصة من أصحاب الإجازة الصيفية المرهقة»!