منفذ حدودي واحد يحمل اسماً مختلفاً بحسب الطرف الذي تقدم منه، فمن الجانب الإريتري «زالامبيسا»، ومن الإثيوبي «سرحا»، دبت فيه الحياة من جديد، بعد أن كان منطقة أشباح، إثر إغلاق دام أكثر من 20 عاماً. ومن شاهد مواطني البلدين يرقصون ابتهاجاً وفرحاً بطي صفحة مؤلمة من أطول نزاع دام بين بلدين جارين، تجمعهما عوامل وقواسم تاريخية واجتماعية مشتركة، يدرك معنى التعطش للسلام، والحاجة للاستقرار، ونبذ الكراهية والحروب والنزاعات.
افتتاح معبر «زالامبيسا» ـ «سرحا» الذي تزامن مع بدء العام الجديد وفق التقويم الإثيوبي، جاء ثمرة المصالحة التاريخية بين البلدين، والتي رعاها صانع السلام والأمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مجسداً الرسالة التاريخية للإمارات، ونهج وقيم الخير والنور والسلام التي أرساها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
إنها إمارات الخير والمحبة لا تألو جهداً لتعزيز التآلف والتقارب بين الشعوب والدول، انطلاقاً من قناعة راسخة، ورؤية ثاقبة، بأن أمن واستقرار أي منطقة في عالمنا المضطرب يكون لمصلحة تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، ويقود إلى تنمية وازدهار مجتمعات تلك البلدان وشعوبها عامة.
الأدوار الناجحة، والمساعي الطيبة التي تبذلها الإمارات في كل مكان، جعلت من اسمها قرين الخير ونشر الفرح والسلام والاستقرار، مما استفز أبواق الشر ومنصات الفتنة التي تدعم وتروج للتطرف والإرهاب الممولة من إيران وقطر، فطفقت تهذي كعادتها في تشويه كل جميل في حياتنا، وتطلق الأكاذيب والافتراءات في محاولة بائسة يائسة للتشويش على الجهد الريادي الذي تقوم به الإمارات وحلفاؤها وشركاؤها من القوى المحبة للخير والسلام. ويهدفون من وراء كل ذلك التستر على المخطط الخبيث لأسيادهم في طهران، وأذرعهم من الميليشيات الحوثية الإرهابية الإيرانية، وعصابات «حزب اللات» اللبناني، وممارساتهم الإجرامية، وهم ينشرون الموت والخراب أينما حلوا في منطقتنا، شواهد عبثهم وإجرامهم واضحة للعيان في مناطق غير بعيدة عنا، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن أو ليبيا، وتآمرهم لزعزعة الاستقرار في البحرين والكويت، واستهداف المملكة العربية السعودية بالصواريخ والخلايا الإرهابية والجواسيس.
الممارسات الرخيصة لتلك الأبواق المأجورة لن تنال من حقيقة الشمس الساطعة للإمارات، ودورها لخير الإنسان أينما كان، وهنيئاً لشعبي إثيوبيا وإريتريا الصديقين افتتاح منفذ «زالامبيسا» - «سرحا».