أن تدير.. تلك ليست مشكلة، فإن كنت تستطيع بإمكانك أن تأتي بمساعدين، تراقب عملهم.. تبارك نجاحهم، وتتدخل لتصحيح المسار.. لكن ما لا يستطيعه الكثيرون أن تكون لديك رسالة.. عندها عليك أن تلم بكل التفاصيل.. أن تجعل كل من حولك، يدركون مغزى الرسالة، ويسعون لترجمتها إلى واقع، وهو أمر صعب ومتشعب وكثير التفاصيل، والأهم، أنه مغزول بالمشاعر، التي قد تبدو لا محل لها من الإعراب في عالم الرياضة والاستثمار الرياضي على وجه التحديد.
الرسالة التي بعث بها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أكبر من خطاب تهنئة بما تحقق، وأكبر من رسالة شكر لمن حرسوا الحلم، حتى بات ساطعاً كضوء الشمس.. إنها منهاج عمل، وأعتقد أن المعنيين بالرياضة والكرة في الداخل هنا عليهم أن يقرؤوا هذه الرسالة جيداً، وأن يستوعبوا ما فيها، لأنها عنوان للنجاح.. النجاح الذي صنعناه نحن في الخارج بعزيمة وإرادة وتخطيط إماراتي، قاده سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وبات عنواناً للنجاح في العالم.. نجاح على كل الأصعدة.. فني ومادي وجماهيري أيضاً.
الخطاب الذي صاغه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، يمثل خريطة عمل وإنجاز.. صاغه بقلب قائد ومحب للسيتي.. خاطب الجماهير بلغة تنفذ إلى القلب مباشرة دون واسطة، حين أعلن أنه يفتخر أنه أحدهم، وأن يكون سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أحدهم، فهذا يعني الكثير ويختزل الكثير.
بعد مرور عشر سنوات على رحلة «القمر السماوي».. رصد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الرحلة من البداية بكل تفاصيلها من 2008 والتوقيع مع روبينيو والفوز بكأس إنجلترا عام 2011 لأول مرة منذ 35 عاماً.. كما رصد تفاصيل الموسم الماضي الذي حمل أرقاماً قياسية لكل محبي كرة القدم، وأكد أن كل الاختبارات التي مر بها النادي في عشر سنوات أثبتت الولاء ودفء المشاعر، وقادت الحلم الأكبر نحو بناء امبراطورية مانشستر سيتي في العالم كله، وكيف أصبح على لسان الجميع حول العالم، وله أفرع تقوم بذات الدور، وتحمل نفس الرسالة في أستراليا واليابان وأميركا وأوروجواي وإسبانيا. الأهم في الرسالة ما صاغه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان عن تأثير «سيتي» في المجتمع داخل مدينة مانشستر، وما قدمه سواء للجمهور هناك أو للمعاقين أو الأكاديمية التي قدمت لدنيا الكرة 100 موهبة منهم 9 مواهب في الفريق على مدار السنوات الماضية، والدخل المالي للعام الحالي الذي تجاوز 500 مليون جنيه إسترليني، ضمن أربع سنوات، يربح فيها النادي على التوالي، وعشرة أعوام، لم تعرف سوى الاستقرار.
سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي يتتبع طقوس الجماهير ليعرف معانيها، والملم بأدق أسرار النادي، والذي يؤكد دوماً أن الجمهور هو الباقي، بعد أن يرحل الجميع، يعيد الكرة إلى مهدها.. إلى الحياة.. لكن سموه يدير كل ذلك باحتراف بالغ الدقة.. سموه يؤكد -رغم أنه لا يريد- أن كل هذا النور «صناعة منصور».
كلمة أخيرة:
قمة الشيخ منصور أبعد كثيراً من «إيفرست».. لذا سموه يرى أنهم مازالوا في منتصف الطريق