لا تظن أن الفقير هو من لا يملك شيئاً.. قد تكون أنت، لكن ليس بالضرورة أن يكون في إمكانك أن تحصل على كل ما تريد.. حتى تلك الأشياء التي كنت تظنها بسيطة وممكنة.. لن يكون في مقدورك أن تجلس مع أطفالك لمشاهدة دورة الألعاب الأولمبية، طالما لن تدفع.. لن تشاهد أبناء بلدك وهم يرفعون علم بلادك أو يعتلون منصة التتويج، فاللجنة الأولمبية الدولية خرجت هي الأخرى عن الخط، وسارت في ركاب المتاجرين، حتى بالمبادئ.
من دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في طوكيو 2020، والتي ستشهد 321 منافسة، سيلقي الاحتكار بظله الكئيب، وسيصبح المشاهد العربي مجبراً على الدفع إن أراد أن يشاهد، وعليه أن يضيف عبئاً جديداً على أعبائه المتراكمة، وربما على البعض إن أرادوا أن يلبوا رغبة أبنائهم في المشاهدة، أن يتخلوا عن مأكل أو عن مشرب أو عن شيء قد يبدو أكثر ضرورة من ترف مشاهدة هذه الألعاب.
دعونا نتجاوز فكرة أنهم باعوا، وأن من يقرأ بين السطور، يستشعر أن هناك ما حدث ويحدث في الخفاء، خاصة أن العرض الذي تقدم به اتحاد الإذاعات العربية، فاق ما قدمته القناة المحتكرة، التي يبدو أنها تعمل على ما هو أبعد من النقل.. يبدو أنها تعمل بخطة ممنهجة وضعها من وضعها، لتغييب أطفال العرب.. يبدو أنها تعمل من الآن، على ترجمة طلبات «الآسياد» لهدم البلاد والعباد.
دعونا نسأل: هل في الإمكان أن نفعل شيئاً في مواجهة باخ ورفاقه، الذين يسيرون على خطى «فيفا بلاتر».. هل يمكن من الآن الوقوف في وجه كل هذا العبث الذي يخالف مواثيق اللجنة الأولمبية وأبجدياتها، ويخرج بها عن الخط الذي وضعه من أرادوا لهذا التجمع أن يكون منارة للسلام والعدل والمساواة والتقريب بين الشعوب، ونأى بالربحية بعيداً من أجل رسالة نبيلة تبدو في طريقها للانهيار.
أعتقد أن الاتحادات الرياضية عليها دور كبير، في مواجهة هذا المد الشرس، والتصدي للخروقات التي تجرد الألعاب الأولمبية من جوهرها، ولا بد من التحرك لصناعة تكتلات تقف في وجه باخ ومن معه، والذين باتوا طرفاً في تنفيذ أجندة، حقيقتها أنها تسعى لهدم المثل والعبث بمستقبل الطفل العربي، الذي يغلقون في وجهه نوافذ الأمل وأبواب الأمنيات.
كما أعتقد أن ورقة الأمل التي قدمها اتحاد الإذاعات العربية للجنة الدائمة للإعلام العربي ومجلس وزراء الإعلام العرب في يوليو الماضي، والتي أقرتها 21 دولة عربية ورفضتها دولة وحيدة، تمثل عنواناً كاشفاً لما يحدث في الخفاء، وعلى الرغم من أن الورقة والمجتمعون أكدوا على مجموعة من الأخلاقيات والضوابط مثل حماية المشاهد والمستمع العربي وتمكينه من متابعة الأحداث، واحترام هذا الحق من دون مقابل، وهي أبجديات لا يختلف عليها اثنان، إلا أن الموقف المنفرد من دولة واحدة، يؤكد أن الأمر «كبير» وليس مجرد «تشفير».

كلمة أخيرة:
أحياناً ومن غرابة ما يحدث.. تشعر بأن القائمين على أي بناء مبهر لم يعد لديهم سوى التفكير في هدمه