مشاركة أبناء الإمارات أشقاءهم في المملكة العربية السعودية احتفالاتهم باليوم الوطني، بهذا العمق والتفاعل الكبير تجسد مستوى العلاقات التي تربط بين البلدين ووشائج القربي ومتانة الروابط بين الشعبين الشقيقين. علاقات ضاربة الجذور تتجلى في كل موقع وعلى أكثر من صعيد، وتبرز في كل مفصل ومنعطف حجم المحبة ومقدار التكاتف والتلاحم بينهما، وقوة ما يجمع بين الشعبين والبلدين الشقيقين.

قد عبر وسم «معاً أبداً» الذي أطلقه أبناء الإمارات منذ أكثر من عام عن مستوى العلاقات التي أرسى دعائمها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخوه الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، وتواصلت ليومنا، وهي تشهد المزيد من التطور والنماء، وتلامس آفاقاً جديدة غير مسبوقة برعاية قيادتي البلدين، وبحكمتهما المعهودة أرسيا مداميك شراكة استراتيجية تؤطر لنموذجٍ راقٍ وساطعٍ لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الإشقاء الذين تجمعهم روابط الدم والمصير المشترك والقواسم المشتركة أرضاً ومجتمعاً وإنساناً.


تحل احتفالاتنا باليوم الوطني للمملكة، وقد شهد صيف هذا العام الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع السعودي، والذي شهد الإعلان عن الهيكل التنظيمي للمجلس لتحقيق رؤيته- أي المجلس- في إبراز مكانة الدولتين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والتكامل السياسي والأمني والعسكري، وتحقيق رفاه مجتمع البلدين، في إطار رسالة المجلس الذي جرى إعلان قيامه في مايو 2016، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة. كما عقدت اللجنة التنفيذية للمجلس اجتماعها مؤخراً في مدينة جدة، وفي رحاب «استراتيجية العزم».
ولعل أعظم صورة من صور التلاحم بين الشعبين، ما نراه من امتزاج الدم السعودي بالإماراتي، وهما ينتصران للحق على أرض اليمن، نصرة للشقيق ودفاعاً عن أمن وسلامة منطقتنا الخليجية، وهما يداً بيد و«معاً أبداً» في مواجهة التحديات والتهديدات التي تحاول النيل من منجزات ومكتسبات الشعبين في البلدين الشقيقين.