26 مايو يوم الكاتب الإماراتي، يوم تزهر الكلمات على شجرة الوعي، وتتفتح أزهار الحياة على أغصان الندى المفتوح باتجاه الأفق. عوّدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على إشراقات صباحية، تصفو فيها الذاكرة، وتصحو المشاعر على فتوحات عظيمة في مجال الفكر، وفي محيط الثقافة، ودوماً نحن على موعد مع فيض سموه وتدفق أنهاره باتجاه الأحلام الزاهية، وإبهارنا بعطاء لا يجف، وسخاء لا يكف وبريق يملأ أفنية حياتنا بالفرح، والامتنان لرجل كرَّس حياته من أجل إضاءة سماواتنا بأقمار نورها من بياض السجية لقائد عرف أن الثقافة هي العقل الذي ينتج حضارة الأمم، وهي الوعاء الذي يحمل منجزات الأمة إلى الآخر.
فالكاتب هو الضمير الذي منه وإليه تذهب الحياة إلى المعاني الرفيعة، وبه ترتفع الهامات وتسمو القامات، ويزدهر الوجود بما تبدعه القرائح، وما تبلغ به فصاحة الأحلام.

يوم الكاتب الإماراتي يستوجب على من يعنيهم الأمر أن يكونوا بمستوى المسؤولية، وتحمل ما يناط بهم من التزام أخلاقي تجاه الوطن، فهم قادة الرأي الذين تلقى على عاتقهم ثقافة السلام، ووجدان الكلمة المحبة للحياة، والتضامن مع الآخر ضد كل ما يؤرق العالم من شرارات الكراهية، ويعرقل المسيرة الحضارية الإنسانية، وكل ما يقف في وجه الأنهار الذاهبة إلى أعشاب السعادة البشرية.

يوم الكاتب الإماراتي هو يوم صعدت الأبجدية سلم المجد، وخلدت في الذاكرة أن هناك اتحاداً لكتاب الإمارات، يولد على أرض المحبة والسلام، ليكون إضافة جديدة إلى المؤسسات الثقافية الأخرى والمعنية بالدور التنويري، في هذا البلد العريق.
وتقول الحكمة الصينية «إذا أردت أن تعيش لسنة، فازرع بذرة، وإذا أردت أن تعيش لعقد من الزمن، فاغرس شجرة، وإذا أردت أن تعيش كل الحياة، فثقف الناس ونورهم».
وهذا هو الدور الذي يتبوأه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، حيث يعمل على تكريس العمل الثقافي كجوهر لأي تطور يمس مرافق المجتمع، وهو النهج الذي يتبناه كل من يؤمن بما للثقافة من دور في بناء منزل في الجغرافيا الحضارية، ويعمل على ترسيخه كل من له صلة وثيقة بالكلمة، والشيخ سلطان هو الشجرة الثقافية التي يتفيأ تحت ظلالها كتاب الإمارات.