عدد اليوم
محمد صلاح (رأس الخيمة)
قضت محكمة الجنايات في رأس الخيمة أمس، برئاسة المستشار سامح شاكر، وبإجماع الآراء بالإعدام على«ا، س، ب» آسيوي الجنسية في التهم المنسوبة إليه بهتك العرض بالإكراه، والاستغلال الجنسي لحدث.
وتكشف وقائع القضية جانباً من شخصية الجاني الذي تجرد من مشاعره ليترك لنفسه الأمارة بالسوء أن يعتدي على فلذة كبده في غيبة ضميره وغفلة عقله وجمود قلبه، حيث راح يستغل براءة ابنته منذ سنواتها السبع الأولى، حينما دفعها لمشاهدة الأفلام الإباحية على هاتفه، لعدة سنوات طويلة لم تتنبه لها المجني عليها إلا عندما بدأت تدخل مرحلة البلوغ، لكنها لم تكن تعلم أن هذا الوالد قد أفقدها خلال السنوات الماضية أعز ما تملكه هذه الفتاة التي وضعها حظها العاثر أمام هذا الوحش الكاسر الذي لم يرحم براءتها في غيبة الأم التي كانت كثيرة السفر والترحال لبلدها الأصلي، تاركة ابنتها لتلقى مصيرها.
لم تستطع المجني عليها البوح لسنوات طويلة لوالدتها، أو لأحد من أقاربها، خاصة بعد أن أدركت كل ما يجري حولها، حيث راحت تقاوم هذه الاعتداءات بمفردها، وفي تحقيقات النيابة أكدت الضحية أنها اتخذت قرار مقاومة هذه الاعتداءات، خاصة بعد أن وثقت علاقتها بإحدى زميلاتها في المدرسة، والتي كانت قد التقت بها للمرة الأولى، بعد رسوبها في الدراسة، فتحت لها صديقتها قلبها وبيتها فراحت تقص عليها ما تتعرض له على يد والدها من اعتداءات، وفي إحدى الليالي قاومت المجني عليها ونجحت في الفرار من منزل ذويها في فترة متأخرة من الليل، وراحت تعدو بسرعة في الشوارع حتى وصلت إلى منزل زميلتها، حيث فوجئت أسرة هذه الزميلة بمن يقرع جرس الباب فجراً ليفاجأوا بالفتاة التي ما إن فتح باب المنزل حتى ألقت بنفسها بين ذراعي والدة صديقتها. كان هذا الموقف نقطة التحول في حياة الفتاة التي قصت حكايتها كاملة، وهي قبل أن تنفك من ذراعي والدة صديقتها التي هدأت من روعها، قبل أن تحملها في الصباح بصحبة زوجها وصديقتها لمركز الشرطة للإبلاغ عن الواقعة، وقبل بلوغ الشمس كبد السماء كان الجاني خلف القضبان، لتبدأ التحقيقات في هذه الواقعة حتى صدور الحكم في حقه بالإعدام.
