الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكهوف العُمانية عالم من الأسرار يجذب السياح

الكهوف العُمانية عالم من الأسرار يجذب السياح
31 ديسمبر 2012
للكهوف العمانية أهمية سياحية تكمن في كونها برنامجاً دائماً لمحبي المغامرات والإثارة الرياضية غير التقليدية، وتتجلى القيمة الجمالية للكهوف بما فيها من عذرية لم تصل إليها أيادي العصرنة ولا تزال بكراً في عطاءاتها. وتقدر أعمار بعض الكهوف في السلطنة بأكثر من 25 ألف سنة ما يفتح آفاقاً أكثر رحابة للراغبين بدراسة الكهوف في واحدة من أفضل المناطق الجيولوجية في العالم. يوسف البلوشي (مسقط) - تنتشر الكهوف في أنحاء سلطنة عمان مشكلة أسراراً يجري العلماء عليها تجاربهم لكشف طلاسمها وفك رموزها خاصة أن عددها يبلغ نحو ألفي كهف، وهي بذلك تنضم إلى دائرة الأسرار العمانية التي تحتوي أكثر من ألف أثر ما بين قلاع وحصون وبيوت أثرية يرجع بعضها إلى تاريخ ما قبل الإسلام، وألوف الأشجار الضخمة الكثيفة والنباتات الطبيعية النادرة التي تعود إلى ملايين السنين، كما تؤكد محتويات متحف التاريخ الطبيعي، إلى جانب العثور على 142 قطعة من النيازك مصدرها القمر وكوكب المريخ، والتي تشكل قيمة علمية مهمة على المستويات الإقليمية والدولية، بل صنفت قطعة واحدة منها تزن 233.4 جرام من بين أهم 18 قطعة مريخية تم العثور عليها حتى الآن في العالم. أهمية اقتصادية عن الأهمية الاقتصادية للكهوف، يقول خالد العنقودي، من محبي زيارة الكهوف واكتشاف عوالمها وأسرارها، إن هناك أهمية اقتصادية للكهوف إذ تسعى الجهات المعنية بالسلطنة إلى استغلال المياه الموجودة في هذه الكهوف، خصوصاً أن المخزون المائي يحتفظ بدرجات عالية من البرودة ما يشكل فرصة للسياح للتجوال بالقوارب المطاطية للمرور من تحت تكوينات الكهوف الجيولوجية. ويتابع «أما الأهمية العلمية فتتجلى في مجسماتها الجيولوجية، وكتلها الصخرية، وفتحاتها الغريبة وعمقها وظلامها التي تحتاج كلها لتقنيات تمكن من رؤية معالمها وشواهدها ومنظومة من الأسرار تتكشف رويداً رويداً على أيدي الباحثين والعلماء لتكشف حلقة مفقودة في سلسلة تاريخ المنطقة وجغرافيتها». وحول تاريخ الكهوف العمانية التي تبلغ أكثر من 2000 كهف، يقول غانم صالح، من وزارة التراث والثقافة، إنه يتوجب دراسة تاريخ الكهوف، ومعرفة تفاصيلها لتكون مثل أشهر كهوف العالم. ويقول المغامر بدر مراد من ولاية صور «يعتبر كهف مجلس الجن أشهر وأهم الكهوف العمانية وهو ثالث كهف في العالم، إذ يتسع كمدرج لسبع طائرات فمساحته 4 ملايين متر مكعب تحيط به مغارات عدة، ويقع في هضبة سلمى في جبل بني جابر بسلسلة الحجر الشرقي، وكهف «العراقي» في ولاية عبري، وكهف «الهوتة» بولاية الحمراء بتشكيلاته المثيرة للغرابة، خصوصاً بحيرته المائية التي يبلغ طولها 950 متراً وأسماكها النادرة ومنها أسماك بلا عيون، وكهف «جرنان» بولاية ازكي ويعد أكثرها غموضاً نظرا لصعوبة الوصول إليه في ضوء الأساطير التي تنسج حواليه». ويضيف مراد «يعتبر كهف «الهوتة» مثالا نموذجياً لذلك التعريف الذي يقول إن الكهوف هي النظائر تحت الأرضية لما نراه على سطح الأرض من أودية ومجار مائية، إذ إن لهذا الكهف فتحتين يدخل من أحدهما ماء الوادي المنحدر من أعلى الجبل وتسمى هذه بـ «الهوتة» أما الأخرى (الفلاح) فيخرج الماء عبرها بعد توغله داخل أروقة الكهف ودهاليزه المتصلة، وهذا الكهف غني بتراكيبه وأشكال البديعة كالصواعد والهوابط، وفيه أمثلة نموذجية لما يسمى بصواعد جذع الشجرة والصواعد المركبة كالمصاطب والصواعد متناسقة القطر، كما إنه يزخر بعدد لا بأس به من الأحواض الجافة، ويوجد أيضاً في بحيرة الكهف أنواع من الأسماك العمياء نادرة الوجود». أنماط جديدة تسعى عدة جهات عامة وخاصة بالسلطنة إلى خلق أنماط سياحية جديدة، واستغلال الأماكن السياحية المتنوعة بهدف تعزيز برامج التدفق السياحي، وتشجيع السياحة الداخلية، وتأسيس مشاريع سياحية بيئية تسهم في تنمية وتطوير القطاع السياحي في السلطنة. حيث تقوم بأعداد دراسة لتنفيذ مشاريع مشابهة لتطوير وتأهيل بعض الكهوف الرئيسة في محافظات السلطنة المختلفة لتهيئتها للاستغلال السياحي المنظم مثل كهفي «طوي اعتبر» و«طيق» في محافظة ظفار. وهناك أيضاً خطة لتنمية سياحة المغامرات في الجبال كجبل شمس والجبل الأخضر، بالإضافة إلى الكهوف الأخرى والمشي في الجبال، وعدة مشاريع تعلق بسياحة المغامرات. إلى ذلك، يقول خالد اللواتي، من وزارة السياحة، إن وزارة السياحة تبذل جهودا مضنية بصدد تنفيذ دراسات علمية جيولوجية تتعلق بدراسة خصائص الكهوف ومميزاتها، تليها دراسة هندسية معمارية لتطوير تلك الكهوف والسبل المثلى لاستغلالها بحيث يكون لكل كهف خصوصية تميزه عن الآخر، وأن الوزارة تقوم بإعداد وثائق لتلك الدراسات لطرحها أمام الشركات العالمية المتخصصة في دراسات الكهوف، وكيفية استغلالها خاصة في محافظة ظفار وتحديدا عن كهف «طيق» وحفرة «طوى اعتبر» بهدف تهيئتها للاستغلال السياحي المنظم. في هذا الإطار، يقول داود سليمان، من وزارة البيئة، إن للكهوف أهمية كبيرة نظراً إلى كثرة مرتاديها واستقطابها أعداداً كبيرة من السياح الذين تتنوع هواياتهم بين المغامرة والترفيه والرياضة، مؤكدا أن مشاريع تطويرها ستساهم في تنشيط السياحة البيئية لتلك المواقع المتميزة ببيئتها الطبيعية البكر والمتمثلة في الغطاء النباتي الكثيف، ووجود الأحياء البرية والطيور واعتدال المناخ، وستعمل على تدفق السياح طوال العام إلى تلك الأماكن الخلابة، وتعتبر الكهوف في السلطنة ضمن المناطق الجيولوجية المخبأة في باطن الأرض، وهي كنوز طبيعية استغرق تكوينها آلاف السنين، وتنفرد بخصائص وتكوينات نادرة وهي تراث وطني يتطلب ضرورة صونها ورعايتها كجزء مهم من التراث العماني الطبيعي والبيئي والسياحي. مقومات الجذب يؤكد يقول الباحث البيئي سالم الحمر «تتشكل تلك الكهوف أحد مقومات السياحة البيئية التي تتمتع بها، التي تعد مصدر جذب سياحي، ولها زوارها الذين يفدون إلى السلطنة لمشاهدتها من مختلف أنحاء العالم حيث تساعد بشكل كبير في جذب السياحة داخليا وخارجيا، مثل كهف المرنيف في المغسيل، يبدو أنها خارج أجندة التطوير والاستغلال سياحيا حتى الآن، رغم أن الكثير منها يصلح أن يكون استراحات ومطاعم من خلال إضافات بسيطة واستغلال الطبيعة الموجودة وإشراك القطاع الخاص في هذا الموضوع خاصة أن هناك إقبالا كبيرا على هذا النوع من المشاريع». ويقول الحمر «تعتبر تلك الكهوف أحد المكونات الطبيعية التي تجتذب كل من عشق اكتشاف المجهول، وهذه المتاحف الجيولوجية المخبأة في باطن الأرض، تنفرد بخصائص وتكوينات نادرة استغرق تكوينها وتزيينها آلاف السنين وهي كنوز طبيعية وتراث وطني يتطلب ضرورة صونه ورعايته باعتباره جزءا مهما من تراث السلطنة الطبيعي والبيئي»، لافتا إلى أن معظم الكهوف في السلطنة توجد في جبال محافظتي شمال الشرقية وجنوبها ومحافظات الداخلية والظاهرة ومحافظة ظفار ومن أشهر كهوف محافظة ظفار كهف طيق وصحور وحفرة الإذابة بطوي أعتير وكهف عين حمران (كهف الخفافيش) وكهوف وادي دربات وكهف المرنيف بالمغسيل وكهف عين أرزات. ويؤكد أن كهف وادي دربات من الكهوف الفريدة من نوعها وهي تتميز بتنوع الترسبات المعلقة في أسقفها وهي تختلف عن غيرها من الكهوف حيث إن الوادي شطرها، ولم يبق منها سوى أنصافها أو تجاويفها وأقواسها. ويرجح أن وادي دربات كانت به سلسلة من الكهوف تكون أقدمها أعلى الوادي وتكون أحدثها أسفلة، مشيرا إلى أ، زيارة كهوف وادي دربات توفر فرصة للاطلاع على فن النقش على الصخور الذي تركة لنا الإنسان البدائي الذي سكن هذه الكهوف. كما يستمتع زوار الوادي بالمناظر الجميلة الخلابة لشلالات وادي دربات الذي تنساب مياهه الكثيفة من ارتفاع (100 متر) بعد هطول الأمطار الغزيرة، وكذلك بمناظر بحيرات الوادي والحياة البرية. كهف طيق يعد كهف طيق في محافظة ظفار من أكبر الكهوف المكتشفة على مستوى العالم حيث يعد أكبر بـ 75 مرة من كهف مجلس الجن في شمال السلطنة، وأكبر بنحو 57 مرة من كهف سيرواك في ماليزيا، الذي يعتبر أكبر كهف في العالم قبل اكتشاف كهف طيق. وقد أتاح هذا الكشف التعرف على الكهف ما يساعد في زيادة الدراسات الجيولوجية، ويرجع الجهد الذي كان الفضل فيه للسكان المحليين الذين أرشدوا فريق المغامرين السلوفانيين في عام 1997 إلى موقع الكهف. وتكون هذا الكهف في صخور الحجر الجيري الفني بمستحثات المرجان والحيوانات الصدفية والرخويات ومتحجرات المستحثات المجهرية. ومدخل الكهف يمتد على مساحة (40 مترا طولاً و45 مترا عرضاً) به نفق ارتفاعه نصف متر يؤدي إلى غرفة جوفية يرتفع سقفها إلى 5 أمتار. وللكهف مدخل منبسط وبه قناة عرضها متر واحد تمتد لنحو 30 مترا وتنتهي في غرفة جوفية، وتسكن هذا الكهف مئات من الخفافيش، وهي أساسية للتوازن البيئي في المنطقة. ولزيارة هذا الكهف ينصح باصطحاب مرافق من سكان المنطقةـ وعدم البقاء فيه لأكثر من 30 دقيقة لأن الهواء لا يصله بالكميات الكافية. كما أن نسبة الرطوبة به عالية وروائح الخفافيش قد تكون مضرة بالصحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©