الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وكل غريب ليس للغريب نسيباًً

وكل غريب ليس للغريب نسيباًً
5 مارس 2020 03:09

الغريب من الطعام والأماكن نستوحش منه بداية ثم نتقبله دون ضرر لاحق، إلا مع تلاقي الإنسان مع الإنسان، لأن كل إنسان مع إنسان آخر يقعان في رغبات السيطرة وكل يرغب بالتغلب على الآخر لأن الأصل هو الخوف من الغريب، ولن يتآلف معه إلا إن اطمئن، وأعلى درجات الاطمئنان أن تصل لشعور اللاخطر بأن تكون أقوى منه أو مساوياً له، أو عندك حماية من نوع ما تحصّنك منه، وتكون قانونية أو مصلحية، أو بالتشارك بوجود عدو مشترك فيحتاج كل طرف للتحالف مع الآخر ضد الخطر المشترك. وهذا ما يجعل علاقات المدن غير سوية، على نقيض علاقات الريف أو القبيلة، التي تمثل عائلة كبيرة يربطها رباط عرفي مشترك، وهو ما تفقده حياة المدينة التي يتحول البيت فيها إلى قلعة محصنة، ومن تحصن البيت ضد البيت المجاور أصبح الشارع فضاء غير آمن. وكل هذا بسبب غربة الإنسان مع الإنسان الآخر، وهي الغربة التي تترجمها لوحة برلين كما نقلها بومان وذلك أنه ظهر ملصق إعلاني كبير عام 1994يخاطب الجمهور الألماني بهذه العبارات: «مسيحك يهودي، وسيارتك يابانية، والبيتزا التي تأكلها إيطالية، وديموقراطيتك يونانية، وقهوتك برازيلية، وفسحتك تركية، وأرقامك عربية، وحروفك لاتينية، وجارك وحده هو الأجنبي». وهنا نعود إلى بدايتنا حيث يستطيع البشر أن يتآلفوا مع كل غريب ما عدا غربة الإنسان مع الإنسان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©