عدد اليوم
لا يزال فيروس كورونا المستجدّ يسجّل مزيداً من الإصابات والوفيات ويدفع قادة دول العالم إلى اتخاذ تدابير متفاوتة الصرامة وعزل أنفسهم لمكافحة تفشي مرض كوفيد-19 الذي وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه "أسوأ أزمة صحية منذ قرن".
مع تسجيل 134 ألف إصابة وأكثر من 5040 وفاة في جميع أنحاء العالم، يعيق الوباء مجريات الحياة اليومية لمئات ملايين الأشخاص مع إغلاق المدارس والأماكن العامة والحدّ من التنقلات وإقفال حدود عدد كبير من الدول وإلغاء أو إرجاء الأنشطة الرياضية والثقافية.
في العاصمة الإسبانية مدريد، أعلن رئيس بلدية، اليوم الجمعة، أنه سيأمر بإغلاق المطاعم والمقاهي.
ولا يأبه الفيروس بالحدود وبالطبقات الاجتماعية، فقد ثبُتت الخميس إصابة زوجة رئيس الوزراء الكندي صوفي غريغوار ترودو وستبقى في الحجر الصحي. وقال مكتب رئيس الوزراء إن "رئيس الوزراء بصحة جيدة" إلا أنه سيخضع للعزل لمدة 14 يوماً.
في اليوم السابق، أُعلن في أستراليا عن عزل الممثل الأميركي توم هانكس وزوجته، والجمعة عن عزل وزير الداخلية بعد عودته من واشنطن حيث التقى إيفانكا ترامب ابنة الرئيس دونالد ترامب ومستشارته ومسؤولين آخرين أميركيين ودوليين.
ودعت أستراليا، اليوم الجمعة، رعاياها إلى إعادة النظر في مشاريع سفرهم إلى الخارج مهما كانت الوجهة.
وأثار المنع الموقت لدخول المسافرين القادمين من أوروبا إلى الولايات المتحدة، الذي أعلن عنه ترامب مساء الأربعاء، صدمة في جميع أنحار القارة.
تدابير متفاوتة:
انضمّت فرنسا، إحدى الدول الأكثر تأثراً في أوروبا، إلى قائمة الدول التي أغلقت مدارسها وحضاناتها وجامعاتها ومنعت التجمع لأكثر من مئة شخص. وطلب ماكرون من المواطنين، الذين يفوق سنّهم السبعين عاماً، البقاء في منازلهم، إلا أنه لم يُؤجل الجولة الأولى من الانتخابات البلدية المقررة بعد غد الأحد.
وقال ماكرون إن إغلاق الحدود لمكافحة انتشار الفيروس سيكون على الأرجح ضرورياً في الأيام والأسابيع المقبلة، "لكن يتوجب إقراره على المستوى الأوروبي".
وستكلّف التدابير المتخذة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي الفيروس بما في ذلك دفع تعويضات للعاطلين عن العمل جزئياً، الدولة الفرنسية عشرات مليارات الدولار.
وثبتت إصابة شخصين على متن سفينة سياحية تخضع للحجر الصحي قبالة ساحل إقليم مارتينيك الفرنسي، هما راكب وأحد أفراد الطاقم.
من دون تأخير، اتخذت دولتان أوروبيتان قرارات مماثلة: فقد أعلنت سلوفاكيا إغلاق حدودها أمام المسافرين الأجانب باستثناء البولنديين المنخرطين كثيراً في الاقتصاد المحلي وكذلك تشيكيا التي أعلنت إغلاق حدودها بالكامل اعتباراً من الاثنين أمام الأجانب الراغبين بالدخول إلى أراضيها وكذلك أمام التشيكيين الراغبين بالسفر إلى الخارج.
وقررت لوكسمبورغ إغلاق المدارس حتى نهاية الشهر الجاري ومنع الزيارات للمسنين في دور العجزة والمستشفيات لاحتواء الفيروس.
من جهتها، أعلنت الحكومة البرتغالية، اليوم الجمعة، حال الطوارئ كي تتمكن من تعبئة عناصر الدفاع المدني والشرطة والجيش في الجهود المبذولة للسيطرة على تفشي الفيروس.
وسيكون للسلطات الصحية الدنماركية الحق بإرغام المصابين بفيروس كورونا المستجدّ على تلقي العلاج بعد أن تبنت مساء الخميس عبر آلية طارئة قانوناً استثنائياً يسمح بمنع التجمعات لأكثر من مئة شخص.
في أميركا اللاتينية، عززت دول عدة قيودها على الرحلات القادمة من أوروبا وآسيا.
بدورها، منعت سنغافورة دخول وعبور المسافرين الذين زاروا خلال الأيام الـ14 الأخيرة إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا، وذلك اعتباراً من الاثنين.
ويستمرّ الوباء في إحداث اضطرابات في الحياة اليومية في عدد كبير من الدول على غرار إيطاليا حيث تجاوز عدد الوفيات الألف شخص فيما تخطى عدد الإصابات 15 ألفا. وقد أُغلقت المحال التجارية باستثناء الضرورية منها.
وأعلنت النمسا إجراءات لاحتواء فيروس كورونا المستجد من بينها تعليق الرحلات الجوية مع فرنسا وإسبانيا وسويسرا.
وتقرر أيضاً فرض حجر على بلدتين في ولاية تيرول (غرب) وغلق المحلات التجارية غير الأساسية.
وأعلنت إيران الجمعة عن 85 حالة وفاة جديدة، في أعلى حصيلة وفيات ليوم واحد يتم تسجيلها منذ بداية انتشار الوباء في هذا البلد، ليبلغ عدد الوفيات الإجمالي 514. وقررت طهران إخلاء الشوارع في أنحاء البلاد خلال 24 ساعة لاحتواء الفيروس.
ويتسبب الوباء أيضاً بفوضى عارمة على الصعيد الرياضي.
فقد أُلغي الجمعة سباق جائزة أستراليا الكبرى، المرحلة الأولى من بطولة العالم للفورمولا واحد التي كانت مقررة في نهاية الأسبوع في ملبورن.
توقفت مسيرة الشعلة الأولمبية، ولن تستأنف، وذلك بعدما احتشد المئات في مدينة "سبارتا"، متجاهلين النصيحة بالبقاء في المنزل بسبب تفشي فيروس كورونا.
وذكرت اللجنة الأولمبية اليونانية أن الشعلة ستسلم إلى اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2022، في حفل يقام بأثينا يوم الخميس المقبل.
وأضيئت الشعلة الأولمبية في مدينة "أولمبيا" اليونانية القديمة، أمس الخميس، حيث أقيم الحفل من دون جمهور بسبب تفشي كورونا.
ومن المقرر أن تصل الشعلة الأولمبية إلى اليابان يوم الجمعة المقبل، على أن تجوب 47 محافظة خلال 121 يوماً، بداية من فوكوشيما، التي تبعد 250 كيلومتراً شمال شرق العاصمة طوكيو.
ومن المقرر أن تصل الشعلة إلى الحفل الافتتاحي للأولمبياد يوم 24 يوليو المقبل إذا لم يلغ تنظيم الألعاب الأولمبية من الأساس جراء كورونا.
