الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"الزمن الجميل".. يتغنى بروائع الطرب الأصيل

"الزمن الجميل".. يتغنى بروائع الطرب الأصيل
31 مارس 2019 02:16

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

أبدع مشتركو «الزمن الجميل» في الحلقة الثالثة من العروض المباشرة على المسرح الوطني مساء أمس الأول، والتي عرضت على قناة «أبوظبي»، في تقديم وصلات غنائية، بأصوات ملأت المكان دفئاً وشجناً لتعيد جماليات الأغنية العربية، وتنقل المستمع والمشاهد في رحلة عبر زمن الطرب الأصيل، فجاءت الكلمات والألحان لمطربي أيام «الزمن الجميل» التي تغنوا بها مماثلة، لكنها قُدمت بأداء وشكل مختلفين، لتظهر هوية وشخصية كل متسابق يسعى من خلال البرنامج إلى أن يكون له حضوره الفني المستقل، وهذا ما هدفت إليه «أبوظبي للإعلام» من خلال إنتاجها للبرنامج، بتسليط الضوء على العصر الذهبي للأغنية العربية، وتذكير الجيل القديم الذي عاصر هذه الحقبة وتربى عليها، إضافة إلى تعريف الجيل الجديد بها وإعادة تقديم هذه الأغنيات المليئة بأصالة الغناء العربي التي كانت تنثر فرحاً وبهجة.

غزوة تغادر
بعد منافسة قوية بين المشتركين، ودعت المتسابقة غزوة بن إبراهيم من تونس برنامج «الزمن الجميل»، إثر حصولها على أدنى نسبة تصويت من الجمهور في نهاية الحلقة الثالثة من مرحلة العروض المباشرة، ليتأهل بذلك 8 مشتركين إلى تصفيات الأسبوع المقبل، حيث اختارت لجنة التحكيم - أنغام ومروان خوري وأسما لمنور- وضع كل من علي المديدي وموسى معيدي ويوسف الصميدعي في منطقة الأمان التي ستحميهم من الإقصاء في حال الحصول على أقل عدد من الأصوات، وتصدر المركز الأول من حيث تصويت الجمهور، المتسابق عمر ياسين بنسبة 35% من إجمالي الأصوات، وتلاه في المركز الثاني الفلسطيني أحمد عباسي بنسبة 24%، وأيوب تيجاني في المركز الثالث بنسبة 17%، وتلاه موسى معيدي بنسبة 7%، وعلي المديدي بنسبة 6%، ومحمد شطا وصابرين بنسبة 4% لكل منهما، فيما حصل يوسف الصميدعي على نسبة 2%، لينتهي مشوار غزوة بن إبراهيم بأقل نسبة تصويت والتي بلغت 1%.

مروان وأنغام وأسما (من المصدر)

حالة إبداعية
واحتفت الحلقة الثالثة بعملاقين من الفن الأصيل، الفنان الإماراتي الراحل جابر جاسم، والفنانة القديرة نجاة الصغيرة، حيث قدم المتسابقون مجموعة من أجمل أغنياتهما التي توارثتها الأجيال، وما تزال تعتبر بمثابة حالة إبداعية لم تتكرر، ليؤديها المتسابقون وسط حضور جماهيري كبير وبمرافقة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد طه، كما تميزت الحلقة بحضور الفنان القدير عبادي الجوهر ضيفاً على الحلقة، حيث استقبله الحضور استقبالاً حافلاً، مقدماً ثلاثاً من أشهر أغنياته، وهي «حبك سما»، و«وعد الحر»، و«يا بعيد الدار»، ترافقت مع عزفه الحي على عوده الخاص طيلة فقرات البرنامج.

جابر ونجاة
وتنوع أداء المتسابقين الذين قدموا أغنية واحدة لكل من نجاة الصغيرة وجابر جاسم، حيث شهد البرنامج تقديم خمس أغنيات لنجاة، حيث أدت التونسية غزوة بن إبراهيم أغنية «أما براوة»، والفلسطيني أحمد عباسي قدم أغنية «عيون القلب»، فيما غنى المتسابق المغربي علي المديدي أغنية «القريب منك بعيد»، والمصرية صابرين النجيلي أدت أغنية «إلا أنت»، والمصري محمد شطا اختتم المنافسات بأغنية «عاليادي اليادي»، فيما قدم أربعة متسابقين أغنيات للراحل جابر جاسم، حيث أدى المشارك اليمني عمر ياسين أغنية «غزيل فلة»، واليمني موسى معيدي أغنية «نسيتونا حبايبنا»، والعراقي يوسف الصميدعي لأغنية «سيدي يا سيد ساداتي»، في حين تألق المغربي أيوب التجاني بأغنية «آه يا ويلي».
ملاحظات وانتقادات
وحظي جميع المشتركين بفرصة الاستماع إلى ملاحظات وانتقادات لجنة التحكيم، إلا أن أبرز المواقف كانت باختلاف انتقادات أنغام وأسما وخوري، بشأن المشتركة صابرين النجيلي، حيث أشارت أسما إلى أن الإحساس لم يصل إليها رغم قوة أدائها الصوتي، في حين أكدت أنغام أن الأغنية وصلت إليها بصوت صابرين وشخصيتها وإحساسها، حيث كانت مبدعة ومحترفة في الانتقال بين المقاطع والألحان، وهو ما أكده مروان خوري أيضاً.
والجدير بالذكر أن شركة «بيراميديا» للاستشارات والإنتاج الإعلامي هي المنتج المنفذ للبرنامج.

عبادي الجوهر يقدم روائعه على المسرح (من المصدر)

لمسة وفاء.. وباقة شكر
عبر الفنان عبادي الجوهر عن سعادته الكبيرة لوجوده في الحلقة الثالثة من العروض المباشرة لبرنامج «الزمن الجميل»، معتبراً أنه برنامج متخصص ومختلف عن باقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية، خصوصاً أنه يبحث عن الصوت الطربي، الذي يعيد إحياء أيام الزمن الجميل، موجهاً شكره لـ«أبوظبي للإعلام» على إنتاجها هذا البرنامج المميز الذي يحتفي بعمالقة الطرب الأصيل في كل حلقة من حلقاته، فهي حقاً لمسة وفاء خصوصاً أنهم أساس الفن والغناء العربي في المنطقة، إلى جانب اهتمامها بإحياء التراث الغنائي الجديد، وتغيير ذائقة الجمهور والعودة إلى الماضي والذكريات الجميلة، من خلال أداء أغنيات لعمالقة الفن بأصوات شابة، تملك الموهبة الحقيقية والصوت القوي، موجهاً نصيحة لكل المشتركين بأن يحافظوا على ما وصلوا إليه من مراحل متقدمة في البرنامج، وأن يستمروا في تقديم الأغنيات الطربية التي تناسبهم وتناسب أصواتهم، إلى جانب مواصلة الجهد فيما بعد انتهاء البرنامج لكي يثبتوا أنفسهم في الساحة الغنائية، خصوصاً أن «الزمن الجميل» ساعدهم في إظهار إبداعاتهم الغنائية وأعطاهم مزيداً من الشهرة والانتشار عبر قناة مهمة هي شاشة «أبوظبي»، وما يتبقى هو الحفاظ على التميز والتفرد، وتقديم الأعمال الغنائية التي ترقى بالمستوى.

حكايات عن عمالقة الفن
يستوقف برنامج «الزمن الجميل» الجمهور عند زمنين في كل حلقة من حلقاته المباشرة كانت تعيش فيهما الأغنية العربية والخليجية عصرها الذهبي، حيث يتغنى المشتركون بأعذب الألحان وأرق الكلمات التي أداها نخبة من العمالقة، وفي حلقة أمس الأول تم الاحتفاء بالفنان جابر جاسم ونجاة الصغيرة، وعمل فريق عمل البرنامج على تقديم قصص وحكايات هؤلاء العمالقة، والتي كانت تقدم أثناء الحلقة أسفل الشاشة على قناة «أبوظبي»، حيث ذكر «الزمن الجميل» المشاهد بمسيرة الفنان الإماراتي جابر جاسم الذي يحسب له تطور الغناء الإماراتي، ونقل الأغاني ذات الكلمات العادية إلى أغان من صميم بيئة الإمارات، بنكهة فريدة تشتم منها رائحة المكان والزمن الجميل مثل أغنية «ياشوق هزنيه هوى الشوق» و«غزيل فلة» و«ضاع فكري» و«سيدي يا سيد ساداتي».
غنى ولحن جابر جاسم عددا كبيرا من قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومنها «يا خفيف الروح كيف إنتو» و«يا شفا قلبي من أعواقه»‏‏ و«إرحموني لو تكرمتوا» و«بالوصل وأنا من اشفاقه»، وفي أوائل شهر أكتوبر عام 2001 رحل عن عالمنا، بعد أن قدم أكثر من 200 قصيدة بصوته.
أما نجاة الصغيرة، فقد اكتشف والدها موهبتها وعذوبة صوتها وشجعها على الغناء وأخذ يتردّد بها على المسارح ومتعهدي الحفلات وكان عمرها 7 سنوات، ولهذا السبب لقبت بـ«نجاة الصغيرة»، وقدمها والدها للمرة الأولى في حفل وزارة المعارف عام 1944 ولم يكن عمرها تجاوز بعد الست سنوات، وكان لها عدد كبير من الأشقاء الفنانين وهم النجمة سعاد حسني، الملحن عز الدين حسني، وعازف التشيللو سامي حسني.
وكان أول مكتشفي نجاة الصغيرة الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي طالب بإيقافها عن الغناء للحفاظ على صوتها وهي طفلة، ثم أصبح أول من تبناها ووقف إلى جانبها حينما وصلت لسن الشباب، حيث قدمت نجاة مع عبد الوهاب عددا ضخما من الأغنيات وكانت أشهرها «لا تكذبي» و«كل ده كان ليه».
وكانت لنجاة قصة أخرى مع أم كلثوم، فذات ليلة في حفلة للإذاعة لأم كلثوم على مسرح الأزبكية، تأخرت كوكب الشرق عن الحفل، فاستعانوا بنجاة لتقدم الأغنية التي كان من المفترض أن تغنيها أم كلثوم في وصلتها الأولى، وهي «غلبت أصالح في روحي»، وبينما يصفق الجمهور لها ارتبكت نجاة حين رأت أم كلثوم جالسة على مقعد في الكواليس تنصت إليها وهي تؤدي أغنيتها، فكادت أن تتوقف عن الغناء، لولا أن رأت أم كلثوم تضم لها يديها مشجعة، فاستعادت أنفاسها وغنت كما لم تغن من قبل، وعندما انتهت تركت التصفيق والهتاف وهرولت نحو أم كلثوم التي فتحت لها ذراعيها واحتضنتها.

كواليس
- «كامل العدد»، كان شعار المسرح الوطني في الحلقة الثالثة من العروض المباشرة، حيث توافد عدد كبير من الجماهير العاشقة لأغنيات الطرب الأصيل، لسماع أغنيات الزمن الجميل بأصوات المتسابقين الواعدين الذين أصبح لهم متابعون ومعجبون من مختلف أنحاء الوطن العربي، حيث حمل الحضور لافتات وملصقات بصور أسماء كل مشترك يريدون أن يفوز بلقب «الصوت الذهبي».
- حرصت مجموعة من أهل الثقافة والإعلام على حضور الحلقة الثالثة من العروض المباشرة، من أبرزهم لجين عمران والكاتب سلطان العميمي وأريام، وخلف الكواليس التقت لجين عمران بضيف الحلقة الفنان عبادي الجوهر، حيث التقطت معه الصور التذكارية معبرة عن عشقها لفنه منذ صغرها.
- انتشرت تعليقات إيجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تويتر» عن برنامج «الزمن الجميل»، فأسفل الشاشة وخلال الحلقة ظهرت تعليقات متابعي البرنامج الذين أشادوا بفكرته المميزة، وأصوات مشتركيه القوية، شاكرين في الوقت نفسه «أبوظبي للإعلام» لإنتاجها هذا البرنامج الضخم الذي أعاد بداخلهم الحنين، من خلال الاحتفاء بالأغنيات العربية الأصيلة لكبار عمالقة الفن.
- علي المديدي وصابرين النجيلي، نالا نصيب الأسد من الحفاوة والتصفيق الحار من قبل الحضور، لدرجة أن أعضاء لجنة التحكيم لم يستطيعوا إعطاء رأيهم عنهما بعد أدائهما المميز، بسبب الهتافات باسمهما، الأمر الذي أدخل البهجة والسعادة في قلوب لجنة التحكيم، خصوصاً أن المشتركين أصبح لهم جمهور كبير، معبرين عن فخرهم في الوقت نفسه بهذه الأصوات التي ستغمر عرش الأغنية العربية طرباً.
- لحظة وصول الفنان عبادي الجوهر خلف الكواليس استعداداً لأداء أولى أغنياته ضمن الحلقة، حرص العديد من الإعلاميين والإعلاميات لإلقاء التحية عليه، والتعبير عن حبهم الشديد له ولما قدمه من فن راق عبر مسيرته الفنية الطويلة، وبكل رحابة صدر استقبل الجوهر الجميع في الغرفة المخصصة له، لالتقاط الصور الفوتوغرافية، بعدها التقى بالفنانة أنغام وأخذا يتبادلان حديثاً يعبر عن حبهما وصداقتهما الكبيرة بينهما.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©