الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في قرية البري

13 ابريل 2010 21:11
اكتشفت أن موقع “قرية البري” في أبوظبي مكان عجيب ورائع جداً، خصوصاً قبل غروب الشمس، وهي تزاول وتخايل على استحياء بين السحاب، قبل أن تختار أن تغيب من بين قباب ومآذن مسجد الشيخ زايد الكبير. ثمة ضوضاء تأتي من البحر بسبب هدير محركات الدراجات المائية التي يمتطيها شباب المنطقة، وصوت ضحكات طفل يركض ويشاغب على عشب الشاطىء تتردد في المكان. لون مياه البحر الزرقاء ورمال الشاطىء البيضاء والمساحات الخضراء، والمباني ذات اللون البني المائل الى الصفرة تضفي على المكان ألواناً رائعة تجعلك تشعر بنوع من التناغم مع الطبيعة، ولا شعوريا يملأك احساس بالسعادة، وتميل الى تأمل المكان حتى لو كان الوقت غير مناسب.. ثمة سياح أجانب يملأون المكان، وقد ارتمى بعضهم على كراسي الشاطىء للتعرض لأشعة الشمس التي لا يرونها في بلادهم، وهناك أصحاب أعمال تراهم وهم يخططون من أجل تطوير المنطقة، أو من أجل الاستفادة من جماليات المكان لتحفيز الأفكار، وتصفية الذهن من أجل أفكار جديدة تصلح للاستثمار.. هناك أيضاً بعض القوارب واليخوت الرأسية في المارينا، وثمة اجتماع قائم على احداها فضولك يجعلك تتخيل الحوار الدائر بين الرجال المجتمعين. وفتاة وقفت بعيدا على حافة السور المطل على البحر يتلاعب نسيم البحر بشعرها وعباءتها السوداء وهي ترفع يديها كأنها تحاول الطيران. اكتشفت ان ذلك المكان على الرغم من انه لا يبعد كثيرا عن منزلي غير انني لم ارتده الا مرة او مرتين ومن اجل اجتماعات عمل سريعة، مع أنه يستحق الزيارة من أجل الترفيه والاستكشاف وتناول الطعام في مطاعمه المتنوعة، ووجدت انني لا اذهب الى الاماكن التي تكون قريبة مني على اساس انها قريبة، وسأزورها في أي وقت، وتمر الأيام ولا افعل حتى مضى اليوم على افتتاحه سنوات. هذا الامر يتكرر معي كثيراً، فلا ازور النادي الصحي المجاني القريب مني، وكذلك لا ازور منتجع المبزرة التي يأتيها الناس من كل الإمارات فقط لاننا من أصحاب المكان، كلما عدت الى العين. لا أعرف إن كان ذلك سببه الكسل أم عدم الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة الموجودة حولنا، في حين أننا قد نبحث عن مثل تلك التفاصيل في أماكن بعيدة، وتجد كثيرين يهتمون بأدق التفاصيل في مدن ودول بعيدة عن الوطن.. يبدو ان هناك اماكن رائعة كثيرة في الوطن لا تزال مجهولة لي، لابدَّ لي من استكشافها قبل الانطلاق إلى استكشاف العالم الخارجي مرة أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©