الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الإعلام.. «ممنوع عند الهزيمة»!

الإعلام.. «ممنوع عند الهزيمة»!
13 يناير 2020 00:27

مراد المصري (دبي)

تدفع وسائل الإعلام، وتحديداً الصحافة، ضريبة دائمة، في ظاهرة تتكرر في كل موسم كروي، وهي المعاناة من قلة اللاعبين المتحدثين في «المنطقة المختلطة» عقب المباريات، سواء بسبب ظروف المباراة نفسها حيث توجد وفرة في عدد المتحدثين عند الفوز، فيما لا يوجد من يتحدث عند الخسارة، التي يصعب معها التوقف مع أحد اللاعبين لدقائق معدودة، أو من ناحية أخرى فإن الأمر يرتبط بمهارات التواصل المفقودة عند عدد كبير من اللاعبين والنجوم، وربما القلق من مراجعة الإدارات في بعض الأحيان لتصريحات أو كلام من بين السطور، لتكون جميعها عوامل مختلفة تؤكد أن محاورة الإعلام هي مهارة لا يتقنها الكثير من اللاعبين.
ويسلط الإعلام الضوء على المنافسات الرياضية أكثر من باقي الأنشطة المجتمعية، سواء الفنية أو الاقتصادية أو الثقافية وغيرها، ويتضح ذلك من عدد القنوات الفضائية والمحلية الرياضية المتخصصة وعدد ساعات البث ونسبة المشاهدة وعدد صفحات الملاحق الرياضية والصحف والمجلات الرياضية المتخصصة، والتي تعد الأكثر تداولاً بين الناس في كل مكان قياساً بنظيراتها الفنية والاقتصادية، التي قد تستهوي فئة معينة، ولكنها لا تحظى بمتابعة دائمة ومستمرة من جميع فئات المجتمع.
واعتبر بدر حارب، اللاعب السابق ومدير الفريق السابق بنادي الوصل، أن اللاعبين يجب أن يسعوا لتطوير مهاراتهم في هذا الجانب وعدم انتظار النادي لتعليمهم كيفية الحديث مع وسائل الإعلام، وأن يتابعوا النجوم حول العالم وحتى اللاعبين الأجانب في دورينا، في كيفية حديثهم مع وسائل الإعلام، سواء وقت الفوز أو الخسارة، وإدراك الحقوق والواجبات المرتبطة بهم، ومنها الاستفسار عن هوية رجل الإعلام، الذي يريد سؤالهم في المنطقة المختلطة، وإمكانية الاعتذار عن عدم الإجابة عن أحد الأسئلة الموجهة لهم.
ورداً على اللوم من بعض الإدارات الذي يجعل اللاعبين يحجمون عن الحديث مع الصحافة، قال: «لا يوجد عتب من الإدارة في المطلق العام، ولكن يجب أن يدرك اللاعب الجوانب التي يمكنه الحديث فيها، ربما يتعرض للوم من الإدارة في حال قام بالحديث عن جوانب فنية أو أمور مرتبطة داخل غرف الملابس لا يمكن البوح بها للخارج، لكن أن يتحدث عن المباراة والفريق والأمور المرتبطة به فهو اعتيادي، لكن الأهم في كيفية تعلم المخاطبة الصحيحة، وانتقاء المفردات الصحيحة لتجنب «دس السم في الدسم» فيما يتعلق بتصريحاته بوقت لاحق».
من جانبه اعتبر المدرب البرازيلي جورفان فييرا، صاحب المسيرة الطويلة في ملاعبنا، أنه كمدرب يحتاج للاعبين يجيدون التحدث مع وسائل الإعلام وقت الخسارة أكثر من وقت الفوز، وقال: «الجمهور يحتاج من يبرر له ويعتذر ويوضح الصورة الحقيقية عند الخسارة، وهذا الأمر يتطلب وجود لاعبين مع المدرب بشخصية وقدرات مماثلة، فوقت الفوز الجميع يجيد التحدث».
وتابع: «بالنسبة لي شخصياً، لم أمنع أي لاعب من الحديث مع الإعلام، ولم يسبق أن شاهدت إدارة تقوم بذلك أمامي، لكن بالطبع فإنني دائماً أركز على محاذير معينة في الحديث، منها عدم الفائدة من انتقاد التحكيم بعد المباراة، مهما كانت الأخطاء».
من جانبه يرى، البريطاني ريك بيفين، المتخصص في التسويق الرياضي، أن المسؤولية الأكبر تتحملها الأندية نفسها التي يجب أن تدرك أن تداول اسمها في وسائل الإعلام يعني المزيد من التغطية والقيمة التقديرية التي تساعدها في جانب التسويق، وهو ما يعني ضرورة تشجيع اللاعبين على الحديث مع وسائل الإعلام، ومن ناحية أخرى التركيز على تثقيف وتعليم اللاعبين قواعد التواصل، من أجل الحصول على الصورة الإيجابية اللازمة في مختلف الظروف، سواء عند الفوز أو الخسارة، وقال: «تلعب وسائل الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي، دوراً رئيسياً ومتنامياً في عالم اليوم بجميع مجالاته الحياتية، وفي مقدمتها الجانب الرياضي الأكثر ارتباطاً بمختلف فئات المجتمع ولجميع الأعمار، حيث تعد الرياضة أكبر وأهم رابط لمختلف فئات الأسرة الواحدة والمجتمع الواحد، بل وبين المجتمعات بعضها مع البعض الآخر في الدول المختلفة، فإن الأندية أحياناً تعيش في عزلة على هذا الجانب، ولا توليه أهمية كبيرة لاعتبارات مختلفة، منها الخوف من ردة فعل الجمهور».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©