السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مراكش التي كانت.. ترميم رمزي لذاكرة المدينة

مراكش التي كانت.. ترميم رمزي لذاكرة المدينة
9 ابريل 2019 01:36

محمد نجيم (الرباط)

للشاعر والإعلامي المغربي ياسين عدنان، صدر قبل أيام قليلة، كتاب «مراكش التي كانت»، ضمن منشورات «مرسم» في الدار البيضاء، وهو كتاب جمع بين دفتيه صوراً نادرة وكتابات عدد من الكتاب المغاربة عن مدينة مراكش واستحضار ذكريات طفولتهم في أمكنة من المدينة الحمراء. وهي محاولة موفقة لترميم المدينة ورسم خريطة لها مستعصية على المحو. فالكتابة عن المدن كتابة ضد المحو والانفلات والنسيان، لذلك، يقول معد الكتاب: «علينا نحن أيضًا أن نكتب. أن نُنقِذ ما يمكن إنقاذه من مراكش التي نعرف. مراكش التي نحبّ. فها هي صفحاتٌ أخرى من كتاب المدينة تتعرّض للمحو أمامنا ونحن عاجزون. فبسبب العولمة والانفتاح والنموّ تتغيّر ملامح المدينة. يتذكّر جيلنا، كما الأجيال السابقة علينا، العديد من معالم مراكش التي انمحت خلال العقود الأخيرة. وإذا كنا غير قادرين على إيقاف النزيف، فلنجرّب في الأقل حفظ الذاكرة».
ويقول ياسين: استدرجت أصدقاء من أدباء مراكش ومبدعيها للمشاركة في عملية الترميم هذه. ترميمٌ رمزيٌّ للمدينة. تطريسٌ عاشقٌ لصفحاتها الممحوّة. اشتغال جماعي على ذاكرة الحمراء. هكذا طلبتُ من الأدباء الذين تفضّلوا بالمساهمة في هذا المؤلَّف، أن يراود كل واحد منهم ذاكرتَهُ عن مخزونِها ونبدأ لعبة الاسترجاع فنتذكّر بعض معالم المدينة التي ضاعت. نوع من الانتصار للذاكرة والتنبيه إلى أنّ التحوّلات التي انخرطَتْ فيها مراكش، على إيجابيتها أحياناً، قد تكون قاسيةً على الذاكرة والوجدان. وإلّا فما فقدَتْه الحاضرة من معالم في العقود الأخيرة رهيبٌ جدّاً: قهوة المصرف، الفضاء الأثير لشاعر الحمراء محمد بن إبراهيم ورفاقه.. مقهى ماطيش، ملاذ أديب مراكش الكبير خوان غويتيسولو، قبل أن يتناهب فضاءَه بازارٌ وتيليبوتيك.. مقهى السربون التي فقدت روحها وذاكرتها وعمقها الثقافي حينما تحوّلت إلى فضاء سياحي ركيك اسمه مقهى ومطعم أرگانة.. «دلالة» ابن يوسف، حيث كنا نتابع أيام الجمع في طفولتنا الدلّالين يطوفون بأمهات الكتب على الحاضرين، والكتب تُباعُ تِباعًا في مشهد استعراضي مدهش.. سينما «بالاص» التي كانت مسرحاً وصالة سينما وتحفة معمارية فريدة قبل أن تتحوّل إلى طلل لا يزال قائماً حتى الساعة في قلب شارع يوغوسلافيا.. «دار البارود» التي أطلقت عدداً من الرموز الفكرية والثقافية والسياسية للمدينة، وكان طلبتها يسمونها جامعة ابن يوسف رغم أنها مجرّد مؤسسة للتعليم الإعدادي والثانوي الأصيل، لكنها ظلت على امتداد تاريخها بمثابة جامعة حقيقية في الوجدان المراكشي العام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©