الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أوروبا قلقة من الوجود الصيني في البلقان

أوروبا قلقة من الوجود الصيني في البلقان
10 ابريل 2019 18:59

 يتزايد قلق الغرب من الاستثمارات الصينية المندرجة ضمن مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها بكين عام 2012، والتي تموّل بموجبها مشاريع البنية التحتية والطرقات في الدول التي تقع في نطاق هذه الاستراتيجية.

وأثارت هذه الاستثمارات حفيظة الاتحاد الأوروبي، خصوصاً في منطقة البلقان التي تعتبر المنطقة الهشة والفقيرة في جنوب شرق أوروبا.

وتشكل استثمارات الاتحاد الأوروبي المباشرة في صربيا والبوسنة ومونتينيغرو وشمال مقدونيا وألبانيا وكوسوفو، سبعين في المئة من الاستثمارات الأجنبية، وهو رقم أكبر بكثير من نسبة واحد في المئة من الاستثمارات الصينية بحسب معطيات المفوضية الأوروبية للفترة بين 2007 و2016.

لكن منذ ستة أعوام، زاد الصينيون نشاطهم خصوصاً من خلال قروض بفوائد مخفضة سمحت لهم بمنافسة الاتحاد الأوروبي.

وتحتضن مدينة سميديريفو في شرق بلغراد أكبر مصنع فولاذ في صربيا، وقد اشتراه الصينيون. وقبل عامين من وصول الصينيين، انسحبت الأميركية "يو إس ستيل" وباعت الموقع وديونه بسعر رمزي إلى الحكومة الصربية. واليوم، أعلن متحدث باسم الشركة أنّها تنمو وارتفعت عائداتها بنسبة 37 في المئة.

ودفعت "قصة النجاح" هذه، الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إلى إقناع الصينيين عام 2018 باستثمار منجم النحاس في "بور" بجنوب البلاد. وبات يدفعهم نحو الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، ويحلم بتحوّل بلده إلى مركز لتطوير "سيارات طائرة".

وتشكل منطقة البلقان باب دخول إلى جنوب أوروبا. وهي جزء مهم من "طرق الحرير الجديدة" التي تبتغي الصين تشييدها لتطوير صادراتها.

ويثير هذا الأمر قلق بروكسل. وعبّر المفوض الأوروبي لتوسيع الاتحاد يوهانس هان عن "القلق من الآثار الاقتصادية - الاجتماعية والمالية التي يمكن أن تترتب عن الاستثمارات الصينية" في هذه المنطقة الفقيرة.

ويشير المسؤول الأوروبي إلى مونتينيغرو الصغيرة حيث تفجّر الدين العام حتى وصل إلى سبعين في المئة من إجمالي الناتج المحلي بعدما حصلت الدولة على قرض بأكثر من 800 مليون يورو من أحد المصارف الصينية بغية فتح طريق سريع في جبالها. وبذلك، يلوح شبح "ديبلوماسية الديون".

ويقول يوهانس هان، إنّ "هذه الاستثمارات الصينية ترافقها غالباً روابط"، ما يضع، وفقاً له، هدف "تحسين الاستقرار والتنمية الاقتصادية للبلقان" في خطر.

ويتحجج الاتحاد الأوروبي أيضاً بسيرلانكا كمثال على "ديبلوماسية الديون"، إذ اضطرت أخيراً بسبب عجزها عن سداد ديونها المستحقة للصين، إلى بيع حصة هائلة في مشروع ميناء هامبانتوتا إلى الصينيين من أجل تخفيف عبء الدين.

وعلى الرغم من ذلك، يشرح المتخصص بالشؤون الصينية في مركز "كارنيغي – تسينغوا للسياسات العالمية"، مات فرشن أنّ "دول البلقان العاجزة مالياً، لا باب أمامها نحو الأسواق المالية الأوروبية، وهذا يمكن أن يعرض للخطر هدف تحسين الاستقرار والتنمية الاقتصادية في البلقان".

وقال مات فيرشن الخبير في شؤون الصين في المركز الفكري "كارنيغي تسينغوا سنتر للسياسة الشاملة"، إن "دول البلقان مفلسة ولا تستطيع الوصول إلى أسواق المال الأوروبية، وهي ليست في موقع يسمح لها برفض المال".

وما يزيد من أهمية الأمر، أن هذه الأموال تأتي بلا التزامات في مجال مكافحة الفساد، إحدى أولويات الاتحاد الأوروبي في المنطقة.

وسيشكّل ملف "طرق الحرير الجديدة" موضوعاً رئيساً في قمة "16+1" التي ستنعقد الجمعة في مدينة دوبروفنيك بكرواتيا، وتجمع الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية.

وبين 2007 و2017، أعلنت الصين عن قروض بقيمة 12 مليار يورو لمشاريع إنشائية في هذه الدول، ثلثها لصربيا وحدها.

وتأتي البوسنة في المركز الثاني بنسبة 21 في المئة، ثم مونتينيغرو، وفقاً للبنك الأوروبي للاستثمار.

ومع اندفاع الصين الهائل نحو مبادرة الحزام والطريق، تتزايد الانتقادات الأوروبية والغربية عموماً من استعمالها القروض والديون التي تعطيها للبلدان، ذريعة للهيمنة الاقتصادية والسياسية عليها.

ولهذه الغاية، يدرس الاتحاد الأوروبي إطلاق خطة بديلة لآسيا يقول إنها لن تثقل كاهل الدول المستفيدة بأي ديون لا تستطيع سدادها.

وردت الصين على هذه الادعاءات بالقول إن مشاريع مبادرة "الحزام والطريق" جلبت استثمارات فعالة إلى الدول المعنية وعززت الاقتصاد المحلي وحسنت من مستوى معيشة الشعب، ومرّت بدراسات جدوى قوية ومراجعات صارمة للقروض، مع متطلبات إلزامية بشأن نسبة الاستثمار العقاري إلى إجمالي الاستثمار ونسبة الأصول إلى الخصوم وعائدات رأس المال.

وتم إطلاق مبادرة "الحزام والطريق" رسمياً عام 2012، ولكنها تتضمن أيضاً مشاريع تمولها الصين والتي بدأت قبل ذلك.

المصدر: وكالات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©