عدد اليوم
دينا جوني (دبي)
على النقيض تماماً ما يشاع عن تراجع الإنتاجية وانخفاض الكفاءة والقدرة على أداء العمل خلال ساعات الصيام، تؤكد الدراسات العلمية أن شهر رمضان يرتبط إيجابياً بتحسين القدرات العقلية، ورفع مستوى الإنجاز والإنتاج العلمي، بحسب الدكتور أسامة اللالا استشاري النشاط البدني وأسلوب الحياة في وزارة التربية والتعليم.
لكن يتعين على الطالب الصائم اتباع بعض الإرشادات والسلوكيات العلمية والصحية المتعلقة بساعات النوم وتناول الأطعمة الصحية، لكي يشعر بالحيوية أثناء الصيام، وأيضاً من أجل أن يتجنب حالة الخمول والكسل التي قد تحدث بعد الإفطار نتيجة الإفراط في تناول الطعام.
ويقول الدكتور اللالا: «إن الدراسات تؤكد أن الصيام بمعناه ومفهومه الصحيح يؤدي إلى تحسين الوظائف المعرفية، مثل زيادة القدرة على التركيز والتحليل والاستيعاب والتذكر والصفاء الذهني والتخطيط واتخاذ القرار، كما تتحسن الذاكرة قصيرة المدى والتفكير الإبداعي، وذلك نتيجة لزيادة مستويات المادة الرمادية في المخ المسؤولة عن المحافظة على صحة الخلايا العصبية».
وحدّد استشاري النشاط البدني وأسلوب الحياة في وزارة التربية والتعليم 10 سلوكيات صحية يمكن للطلبة اتباعها خلال شهر رمضان المبارك، من أجل تعزيز الصحة الجسمانية والذهنية لأقصى حد خلال الشهر الفضيل، لتحسين مستويات التحصيل العلمي والأكاديمي والوقاية من الأمراض.
ويضيف الدكتور اللالا: «استعد لشهر رمضان مبكراً من خلال تعديل السلوك الغذائي والتقليل من السكريات والمشروبات المنبهة الغنية بالكافيين، مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة».
استهل الإفطار بالرطب والتمر أو الماء، لاحتوائها على سكريات الجلوكوز والفركتوز سريعة الهضم والامتصاص. فمستويات السكر بالدم في نهاية اليوم تكون منخفضة جداً لدى الصائم، ويمكن تعويضها بالرطب أو التمر التي تعدّ غذاء للدماغ والخلايا العصبية، ومصدراً للطاقة، وتهيئ الجهاز الهضمي والمعدة على استقبال الطعام وهضمه بيسر. كما يساعد سكر التمر على توفير الطاقة اللازمة لحرق الدهون بالجسم، والتي لا تحترق بشكل كامل إلا بوجود السكر. يمكن للطالب بعدها الصلاة والراحة لمدة تتراوح بين 20 و30 دقيقة بعد صلاة المغرب لإراحة الجهاز الهضمي، وإعطائه الوقت الكافي لإفراز العصارات الهضمية، والوقاية من عصر الهضم والإمساك، ثم تناول الوجبة الأساسية من دون إفراط وإسراف.
تجنب تناول السوائل الباردة والمثلجة عند بدء الإفطار، لأنها تؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية للجهاز الهضمي، والإحساس بالانتفاخ والألم، وعدم إفراز العصارات الهضمية، وبالتالي الإصابة بعسر الهضم وإطالة مدة بقاء الطعام في المعدة، الأمر الذي يصيب الطالب بالصداع والتعب.
احرص على النوم بشكل كافٍ ليلاً، لأن زيادة ساعات السهر، والخلل بمواعيد النوم والاستيقاظ، يؤدي إلى التعب والإرهاق، وضعف المناعة، والإصابة بالصداع خلال النهار في رمضان.
لا تهمل وجبة السحور، لأنها تساعد على إمداد الجسم بالطاقة في النهار، وتحافظ على مستويات السكر بالدم في فترة الصيام، وتنشط الجهاز الهضمي، وترفع معدل التمثيل الغذائي، وتقي من الجوع والعطش والصداع، وتساعد على الأداء الجيد والتركيز خلال النهار.
