الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراما رمضان.. استسهال وتكرار وسطحية

دراما رمضان.. استسهال وتكرار وسطحية
14 مايو 2019 04:25

سعيد ياسين (القاهرة)

تعرضت غالبية المسلسلات التلفزيونية، التي تعرض حالياً، لهجوم شديد من نقاد ومؤلفين ومخرجين كثيرين، والذين أكدوا أن الدراما المصرية شهدت استسهالاً وتراجعاً كبيراً، سواء على صعيد الكم أو الكيف، وأيضاً في الشكل والمضمون.

استسهال
وقال الدكتور وليد سيف، أستاذ النقد في المعهد العالي للنقد الفني، إن هذا الموسم الدرامي الرمضاني شهد بداية رديئة، وظهر فيه الاستسهال والاستظراف والمواقف والأحداث المكررة، والاعتماد الكامل على الممثل، وجاءت الموضوعات والأفكار والتفاصيل منقولة ومتوقعة، وظهر النجوم وكأنهم يمثلون بأموالهم أو علاقاتهم ونفوذهم، أو بفهمهم للموضوعات المطلوبة، وتم تفصيل الدراما لحسابهم، إما لترسيخ صورتهم الثابتة، أو لمجرد تغيير الجلد، كما أن الأكشن، الذي اعتمدت عليه بعض المسلسلات جاء مستهلكاً.
وقد هاجم سيف أصحاب المسلسلات الكوميدية، مؤكداً أنهم تسببوا في تأخرها عشرات السنين، وهي تضحك أصحابها فقط، وتوقف عند مسلسل «طلقة حظ» من بطولة مصطفى خاطر، وقال: مصطفى خاطر موهوب، ولكنه رسب في أبجديات الدراما، حيث أساء اختيار الشخصية في «طلقة حظ» ولعب دور شاب غبي وجبان وسلبي وضعيف ومتردد، وشخصية بهذه التركيبة لا يمكن أن تثير الضحك، لأن ألف باء أي بطل كوميديا أن لا تثير شخصيته الشفقة على طول الخط، وأن الكوميديا لها أصول لابد من اتباعها، لأنها ليست إفيهات فقط.

ترهل وتراجع
وقال الناقد طارق الشناوي: ليس مهماً أن أتناول مسلسلاً بعينه، بقدر ما نتأمل الرقعة الدرامية برمتها، وما أصابها من ترهل، وما تعانيه من تراجع، مع ملاحظة أن الشاشات العربية التي تقدم دراما سورية ولبنانية وخليجية استطاعت للمرة الأولى أن تسرق اهتمام الناس، وهناك اعتقاد راسخ لدى الدولة، وأيضاً القطاع الأكبر من الجمهور، بأن المأزق الحقيقي يكمن في غياب الرقابة، والحل يأتي فقط مع زيادة قبضتها الحاكمة، وأشار إلى أن هناك الكثير من التجاوزات التي لا تقع تحت طائلة قانون الرقابة، ولكنها أشد ضراوة بسبب افتقادها الروح الفنية، حيث إن الساحة بقواعدها الجديدة ضيقت الخناق على أغلب نوافذ الإنتاج الموازية فتوقفت، أو توجهت لميديا أخرى، جزء من المشكلة له علاقة بالتنافس الذي غاب هذا العام، وبذلك يتراجع بالضرورة المستوى الفني، ويتناقص العدد وتغيب الجودة أيضاً، وفتح الباب للقنوات لتبحث في دفاترها القديمة، وتعيد بث أعمال درامية من المكتبة، ليس من باب الحنين للماضي، ولكن لأن بها فعلاً قدراً من الحداثة الفكرية، حتى لو لم تساعدها التقنيات المتاحة، مما دفع الناس مجدداً لمشاهدتها.

استخفاف وتكرار
وقال المخرج محمد فاضل: التأليف أصبح عبارة عن ورشة فنية، والإخراج أصبح منسقاً للعمل وليس إبداعاً، وظهر أكثر من مخرج تحت مسمى وحدة ثانية وثالثة، وأن ما يقوله أو يطلبه النجم أو النجمة لا راد له أو مناقشة مضمونه، مع انتشار ظاهرة كتابة العمل لنجم معين، أي «يتم تفصيل النص على مقاس النجم أو النجمة»، بهدف تحقيق الربح على حساب المحتوى أو المضمون.
وقالت المؤلفة انتصار صابر: مسلسلات رمضان التي شاهدتها هذا العام استخفاف باهت، وتكرار، وقصص محروقة ودراما سطحية، مع احترامي لمسلسلات أخرى لم أشاهدها ويجب أن أراها، وتساءلت: لماذا كل نجم ونجمة يريد اللحاق بالسباق الرمضاني، ويكون كل همه توقيع العقد من دون الاهتمام بالمضمون، ولماذا أصبح التأليف مجرد سرقة فكرة من هنا وهناك وقص ولصق، وطالبت بضرورة البحث عن دماء وروح جديدة، والابتعاد عن نظام الشللية والمصلحة.

كأنها مسلسلات
قال المخرج أشرف عبدالهادي: نحن نقدم أعمالاً كأنها مسلسلات، أي كأننا نقوم بالإنتاج، وبالطبع لا يوجد منتج بالمعنى العلمي للمصطلح - باستثناء عدد قليل جداً- وينسحب هذا على كل المراحل المكونة للعملية الفنية، وبالتالي فنحن كأننا ننتج ونخرج ونمثل، وبناءً على ذلك فالحكاية كلها وهمية، ولا تحتوي على أي أثر فعال يمكن أن يؤثر في المجتمع، والخلاصة أننا لا نملك كوادر حقيقية الآن مؤهلة لصناعة فن جيد.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©