السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كان» يعرض أفلاماً تثير الحفيظة السياسية

«كان» يعرض أفلاماً تثير الحفيظة السياسية
23 مايو 2010 21:04
كثر الحديث قبل انعقاد الدورة 63 لمهرجان كان السينمائي عن حضور السياسة كطرف قوي يتداخل مع أيامها المكتظة بالحضور المنوع للفن والمشاهير الأفلام التي بعضها يولد وردود فعل حادة على فيلم ما يتناول جانبا سياسيا. وعلى هذا الأساس انقسم المهتمون في متابعة هذا الشأن إلى فريقين: فتوقع الأول أن يكون حضورها ضعيفا خاصة أن الأفلام التي تحوي موضوعات سياسية قليلة نسبيا أيضا عدم بروز دلالات تشير إلى استغلال الحضور الإعلامي المكثف إلى جانب للسينمائيين والإعلامين. أما الطرف الثاني فقد ابتهج لما اعتبره برهانا على حضور السياسة من خلال لجنة التحكيم واختيارها المبكر للمخرج الإيراني جعفر بناهي عضوا فيها على الرغم من معرفتها التامة باستحالة حضوره بسبب اعتقاله في سجن أفين في إيران قبل مدة قصيرة. ومن أجل لفت الانتباه إلى غيابه تركت اللجنة كرسيه فارغا وأعلنت تضامنها معه وطالبت بإطلاق سراحه بعد أن تسربت الأخبار عن احتجازه وعدد من أصدقائه بسبب شروعه بالإعداد لفيلمه الوثائقي الجديد عن الانتخابات الإيرانية الأخيرة وما رافقها من تطورات وأحداث سياسية. وعلى المستوى الأوروبي أعلن وزير الثقافة الإيطالي ساندرو بوندي مقاطعته للمهرجان بسبب عرضه للفيلم الوثائقي “دراكولا” من إخراج سابينا جوزانتي تناولت فيه الطريقة التي عالج فيها رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني أحوال المتضررين من الهزة الأرضية التي أصابت مدينة “أكويليا” العام الماضي. ووصف الوزير الفيلم بأنه محض دعاية ويسيء إلى الحقيقة والشعب الإيطالي. فضلا عن ردود فعل بعض السياسيين الفرنسيين على دعم المخرج الجزائري الأصل بوشارب بسبب فيلمه “الخارجون عن القانون” معتبرين أنه فيلم ضد فرنسا لأنه يمس مرحلة من تاريخ فرنسا إبان احتلالها للجزائر. أما رد الفعل الإيطالي فجاء على فيلم “دراكويلا” وهي الكلمة التي استخدمتها المخرجة كمزيج بين الشخصية المرعبة دراكولا والمدينة المنكوبة والذي أثار ردود أفعال سياسية، فهو فيلم وثائقي معني مباشرة في الحالة العامة التي يعالجها ونقصد هنا حالة الناس الذين وجدوا أنفسهم يقيمون في الشوارع طويلا بعد أن وعدهم بيرلوسكوني بحل سريعا لمعاناتهم. لقد وعدهم بشقق جميلة فيها كل مستلزمات الراحة وحتى الطعام والشراب ولكن الحقيقة التي وجدها كانت مغايرة فقد وجدوا أنفسهم يسكنون بيوتا مؤقتة وسط الشارع وصاروا إثرها عرضة للمارة ورقابة الجيش والشرطة التي كانت تحسب عليهم أنفاسهم خشية من أي ردة فعل غاضب منهم. وكشفت مخرجة العمل من خلال المقابلات التي كانت أجرتها مع الناس والمعنيين بالأمر حجم الغش والخداع الذي مورس على ضحايا الكارثة الطبيعية. والفيلم مقنع سينمائيا ومؤثر وربما يكون واحد من الأشرطة الجريئة التي تفسر لماذا جاءت ردة الفعل الرسمية بالشكل الذي شاع في كان وأفرح الكثيرين لأنهم مرة أخرى أدركوا أهمية السينما وما الذي يمكنها فعله. والمفاجأة التي انتظرها الجميع جاءت مع عرض فيلم أوليفر اسياس “كارلوس” الذي اختلف الناس على تسميته فالمتعاطفون معه اعتبروه مناضلا ضد الظلم والمعارضون اعتبروه إرهابيا. وسجل الفيلم رقما قياسيا في طوله، الذي زاد عن الخمس ساعات والنصف، لأنه أنتج في الأساس كفيلم تلفزيوني. خلال هذا الوقت رسم الشريط صورة دقيقة لهذه الشخصية المثيرة للجدل، عبر متابعة سيرته وبداية نشاطه الذي أمتد على مساحة واسعة من الجغرافية كانت المنطقة العربية واحدة من أكثرها تفاعلا.
المصدر: كان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©