الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدير معهد التراث لـ "الاتحاد": مشروع لإعـادة تسمية شوارع كلباء بأسمـاء تـاريخية

مدير معهد التراث لـ "الاتحاد": مشروع لإعـادة تسمية شوارع كلباء بأسمـاء تـاريخية
29 يونيو 2019 00:15

السيد حسن (الفجيرة)

كشف الدكتور سعيد مبارك الحداد مدير معهد الشارقة للتراث فرع كلباء، عن تفاصيل مشروع إعادة تسمية شوارع ومناطق مدينة كلباء بأسماء من تاريخ وتراث المدينة القديم، واستخدام كافة التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والتصوير ثلاثي الأبعاد، ليكون دليلاً مدعماً بكافة المعلومات والصور القديمة والحديثة.
وذكر في حوار مع «الاتحاد» أن المعهد يقوم حالياً بعمل الترميمات الخاصة بالقلاع والحصون الموجودة في كلباء والتي لها صلة مباشرة بالتراث الشعبي والسير التاريخية للمدينة، وحصر جميع المناطق التي يتواجد بها شجر الغاف، والعمل على إحياء غابة الغاف بمنطقة الساف القديمة، التي كانت تضم المئات من أشجار الغاف وقد أتت عليها حركة العمران الجديدة، فضلاً عن المحافظة على أشجار السدر التاريخية، التي تتواجد في مختلف مناطق كلباء ويتجاوز عمر الشجرة الواحدة منها 200 عام.
ولفت إلى أن المعهد يقوم حالياً بجمع المادة التاريخية والتراثية لكلباء ومناطقها، وتم تسيير عدد من الباحثات المواطنات لمختلف المناطق لجمع هذه المادة من أفواه كبار المواطنين المخضرمين الذين شهدوا حقبتي ما قبل النفط وما بعده، كما نقوم حالياً بحصر جميع البيوت التراثية القديمة في المدينة في محاولة منا للحفاظ عليها وترميمها وسرد تاريخها وقاطنيها منذ زمنٍ بعيد. وقال: «إن المعهد سيستحضر شخصيات التاريخ والتراث في مدينة كلباء، تلك الأسماء العظيمة التي قطنت المدينة وساهمت في نهضتها عبر التاريخ، والهدف هو إعادة تسمية شوارع ومناطق وضواحي المدينة بهذه الأسماء، وهي محاولة جادة ومتخصصة وعميقة المعنى لكي تتعرف الأجيال إلى تلك الشخصيات والتعلم من حكمتها ومعاناتها، وهذا المشروع الكبير سنقوم بتنفيذه بالتعاون مع بلدية كلباء ودائرة التخطيط والمساحة وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يولي اهتماماً كبيراً بالمشاريع التراثية والتاريخية والثقافية وما يخص إنسان هذا المكان، كما سيتم إصدار خريطة تراثية تحمل الأسماء الجديدة للمناطق والشوارع مستلهمة أسماء الشخصيات التاريخية والتراثية والثقافية التي عاشت ودفنت في كلباء. وسيتم كتابة كل هذا وتسجيله في إصدارات متخصصة للمعهد، كما سيتم استخدام كافة التقنيات الحديثة من ذكاء اصطناعي وتقنيات التصوير بالبعد الثلاثي لإنتاج مادة تراثية وتاريخية وبشكل حديث يلاقي إقبال الأجيال، كما سيتم إطلاق موقع متخصص لمعهد تراث كلباء ضمن منظومة معهد الشارقة للتراث، يمكن من خلاله لجميع الزائرين لكلباء الحصول على المعلومات والوصول إلى المواقع التراثية بسهولة ويسر ومن ثم زيارتها والتجول فيها.
وأفاد بأنه تم بالفعل حصر عدد كبير من البيوت القديمة التي مر عليها 150 عاماً سواء داخل مدينة كلباء أو في وادي الحلو وغيرها من المناطق التابعة لها، وبعض من هذه البيوت ما زال موجوداً والآخر تمت إزالته، وتتواجد في مناطق الحصن، والمنطقة الممتدة شمال وجنوب بيت الشيخ سعيد بن محمد القاسمي ومنطقة سهيلة الساحلية والمحطة وخور كلباء القديمة وطريف القديمة والسوق، وما هو موجود من البيوت القديمة سيتم إعادة ترميمه والاعتناء به والترويج له باعتباره مزاراً تراثياً مهماً بالمنطقة، وما أزيل منها سيتم جمع كافة المعلومات عنها وتوثيقها عبر إصدارات المعهد.
وأشار إلى أن مشروع إعادة إحياء وترميم الحصون والقلاع في مدينة كلباء من المشاريع التراثية المهمة، التي يعمل عليها المعهد حالياً، ومنها حصن كلباء وحصنا خور كلباء اللذان تم ترميمهما والانتهاء منهما في عام 2018 الماضي، كما تم الانتهاء من ترميم حصن الغيل بمنطقة الغيل، ومن المتوقع خلال الفترة القادمة البدء في ترميم برج المربعة.
وأوضح أن المعهد قام بحصر 10 من الآبار القديمة جداً، والتي سيتم إحياؤها وإعادة الروح التراثية لها من جديد، ومنها بئر المسموت في وادي سام، وعمره يتجاوز مئات السنين، وبئر الرمث في منطقة كلباء الحديثة، وبئرا الصافية وحمد في منطقة السور، وجارٍ إعداد هذه الآبار كمناطق جذب تراثي للمجموعات السياحية، كما سيتم إدراجها ضمن المناطق التراثية المحمية من قبل الجهات الرسمية.
وقال الدكتور الحداد: «تم حصر أشجار السدرة القديمة في مدينة كلباء، وتم حصر 3 أشجار ضخمة منها، يتجاوز عمرها 200 عام على الأقل، ومن هذه الأشجار شجرة السدرة بجوار حديقة السدرة بوسط كلباء، وشجرة السدرة بمنطقة سور كلباء، وشجرة السدرة بوادي سام، وجارٍ البحث عن المزيد من الأشجار التي يتجاوز عمرها 200 عام أو تبدأ من 50 عاماً فما فوق، وسيتم التعاون مع بلدية كلباء وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بهدف وضع سياج مميز حول هذه الأشجار وإدراجها ضمن التراث المحلي وتجريم قطعها أو المساس بها».
ولفت إلى أن المعهد يسعى في الوقت الحالي، لإعادة إحياء غابة الغاف التي كانت موجودة في منطقة الساف والتي اشتهرت بها في الزمن الماضي، مشيراً إلى أن هذه الشجرة العظيمة التي تم اتخاذها رمزاً وشعاراً لعام التسامح، تواجدت في مدينة كلباء بكثافة شديدة، لدرجة أنها شكلت غابة في منطقة الساف، إلا أن الطفرة العمرانية أتت على الكثير منها، وسيقوم المعهد بإعادة إحياء هذه الشجرة في منطقة الساف وغيرها من مناطق مدينة كلباء، وهي متواجدة ولكن ليس بالقدر الذي كانت عليه قبل عصر النفط.

مواطنات يجمعن التراث
قال الدكتور سعيد الحداد مدير معهد الشارقة للتراث في كلباء: «نقوم حالياً بتسيير قوافل من المواطنات الباحثات والمتخصصات في جمع التراث الشفهي وتدوينه وكتابته بالطريقة التاريخية، ومع كل يوم تنطلق الباحثات المواطنات للقاء شخصيات مواطنة مخضرمة من الرجال والنساء من كبار المواطنين، ويجمعن عنهم كافة الروايات الخاصة بالمكان والإنسان والزمان، ويتم تجميع كل هذه الروايات لتدوينها ونشرها للتاريخ».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©