الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدينة الملاهي حكاية الطفولة المتجددة

مدينة الملاهي حكاية الطفولة المتجددة
27 يونيو 2010 21:13
تشارك والدة مايا ابنتها في ركوب السفينة التي تتأرجح بطريقة يتوقف القلب معها، أو هكذا يتراءى لراكبها في مدينة الملاهي، وتقول: إن لمدينة الملاهي سرّاً خاصاً وسحراً مميزاً لأنه يثير التحدي ويختبر مدى قوة الإنسان. وتضيف “ربما الكبار يفرحون بمدينة الملاهي أكثر من الصغار، فبالنسبة لي لا أخجل، وابنتي ممسكة بي، من إطلاق صرخات الرعب مع تأرجح السفينة “الأرجوحة” بطريقة غريبة إلى أن تنقلب بنا رأساً على عقب.. ونحن نعلم أنه لن يصيبنا مكروه لا قدّر الله، ونكون قد راقبنا من سبقنا إلى التحدي والتسلية والصراخ المرح”. وتوافق أنها “تنفّس عن غضبها”، فمشاغل الحياة وهمومها اليومية بحاجة إلى مكان تفرغ فيه الطاقة السلبية لدى المرء... وبالنسبة للصغار تختلف الحكاية. إنه حب المغامرة والتحدي، فترى الأولاد في مدينة الملاهي في أبوظبي الكائنة مقابل “المارينا مول”، يتحدون بعضهم البعض في ركوب بعض الألعاب التي تقع تحت صفة “الخطرة”. إنها تلك الألعاب التي تعتمد إما على السرعة أو على الانقلاب رأساً على عقب... هو تحد للجاذبية بشكل علمي مدروس، إذ تكفل السرعة عدم وقوع المرء من مقعده، وهو مثبت به أساساً تحسباً لأي خطأ فني. وللصغار ثمة القطار والمراجيح الصغيرة بألوان وأشكال تثير اهتمامهم، فيشعرون أنهم في العيد، خصوصاً في الليل حيث يكثر الإقبال على مدينة الملاهي، فترقص الأضواء في عيونهم ويتمرجحون معها فرحين بتجربة جديدة تخرجهم من نمط الحياة اليومية. يركض ولد ويسأل والده أن يعطيه “الفيشة”، فقد استخدم واحدة في لعبة، ويريد الانتقال إلى لعبة ثانية. أبو فهد يوزّع “الفيش” على ولديه وبنته بالتساوي، ولكن يبقيها معه كي لا تسقط من جيوبهم الصغيرة، ويراقب مع زوجته تحركاتهم وانتقالهم من لعبة إلى أخرى. ويقول “يطالبوني دائماً بالمزيد، حتى لو قلت لهم أنهم لعبوا بما فيه الكفاية، وقد آن الأوان للرجوع إلى المنزل، فالأولاد يفرحون هنا، وربما يشعرون بأنهم أقوياء، ويثبتون أنفسهم أمام الأهل وأمام أترابهم. وغالباً ما أعجز عن إثنائهم في مطالبتهم بالمزيد، فأتوجه للإتيان بفيشات بالتساوي بين الجميع، وبهذه الطريقة يعرف كل منهم حدوده وأنه لا يحق له أن يتميز عن شقيقه أو شقيقته”. يحذر الأهل بالنسبة لاختلاف الأعمار في ركوب بعض الألعاب، وكذلك ثمة من يراقب من إدارة مدينة الملاهي، فالصغار لهم ألعابهم الخفيفة من مثل دوائر المراجيح وركوب القطارات وسواها، وللصغار الذين يعتبرون أكبر بعض الشيء لهم ألعاب فيها إيحاء بالخطورة يثير التحدي في النفوس. “هل تريد أن نجرّب هذه اللعبة مرة ثانية”؟ يسأل ولد زميله الذي يقول أنه يريد الذهاب لتجربة شيء آخر، فيبدأ الأول بتحدي الثاني “أنت خوّيف (خائف)”... وهكذا يسيرون ويتحدون بعضهم البعض في الألعاب التي يتخيلون أن القلب يتوقف فيها عن الخفقان، ينقلبون متحدين الجاذبية بقوة نادرة قد يفتقد إليها الكبار في بعض الأحيان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©