محمد الحلواجي (الشارقة) - في سبيل نشر الوعي السلوكي الصحي في المجتمع بأسلوب إبداعي مبتكر، احتفلت إدارة متاحف الشارقة مؤخرا بيوم الصحة العالمي في متحف الشارقة العلمي، ضمن مبادرتها الخاصة بالمسؤولية المجتمعية «لأننا نهتم»، فنظمت برنامجا يؤكد أهمية تعزيز الثقافة الصحية لدى الجمهور، حيث شارك فريق طبي من مستشفى عجمان التخصصي بعمل العديد من الفحوص الطبية المجانية للحضور، كفحص السكري وضغط الدم وقياس كتلة الجسم، كما شاركت كل من شركة «بفايزر» وجامعة الشارقة بتقديم محاضرات توعية متنوعة حول كيفية التشخيص المبكر للأمراض المزمنة، وطرق علاجها، والتعريف بأهمية فيتامين (باء 12)، ومحاضرة حول كيفية التعامل مع الأطفال الانتقائيين.
حياة أفضل
هيئة الصحة بدبي شاركت في الحدث بتعريف المشاركين بطبيعة الهرم الغذائي وأهمية الغذاء الصحي وتأثيراته على معدل نمو الطفل، في حين شارك مركز الشارقة بتنظيم محاضرة توعية حول صحة الفم والأسنان، شملت معلومات مهمة حول كيفية الحصول على أسنان سليمة مدى الحياة، كما كان لبلدية الشارقة مشاركة مهمة أيضاً في البرنامج، حيث قدم رئيس شعبة التثقيف الصحي محمد نايف العابد محاضرة بعنوان «الألعاب الخطرة على الأطفال»، كما تخلل البرنامج مشاركة من مركز الحارث الخاص بتقديم عرض في رياضة الكاراتيه بإشراف الكابتن محمد فوزي، إضافة إلى الورش العملية التطبيقية المختلفة الموجهة للصغار والكبار أيضاً مثل ورشة «صحتي هي طريقي لحياة صحية أفضل».
إلى ذلك، قالت منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة «تعد الاحتفالات التي تقام في الدولة على هامش يوم الصحة العالمي، بمثابة دعوة للتكاتف الجماعي لزيادة الوعي الصحي بهدف حماية صحة الناس وعافيتهم، وزيادة الوعي لدى الناس بالتحديات الصحية التي تواجه المجتمع، وتثقيف المجتمع بالطرق المناسبة لإيجاد حلول صحية تنعكس إيجابياً على صحة الفرد وعلى صحة المجتمع ككل. كما أوضحت عطايا على أن هذه الفعالية جاءت لتؤكد على المبادرات التي تحرص الإدارة باستمرار على إطلاقها، والتي تعكس اهتمامها الشديد برعاية برامج المسؤولية الاجتماعية، حيث إن المسؤولية الاجتماعية في متاحف الشارقة تمثل المرآة العاكسة للاهتمام بجمهور زوارها، كما أنها تتسم بالتنويع وتحظى بالاستجابة والتفاعل الإيجابي».
ألعاب خطرة
عن مشاركة البلدية، قال محمد نايف العابد رئيس شعبة التثقيف الصحي ببلدية الشارقة «قدمنا من خلال شعبة التثقيف الصحي بالبلدية، وبحضور طلبة المدارس، محاضرة مهمة تسلط الضوء على ألعاب الأطفال الخطرة، حيث ركزنا في المحاضرة على أهمية الاهتمام بالطفل ورعايته وتنمية قدراته البدنية والذهنية، إلى جانب التعريف بألعاب الأطفال الخطرة».
وأضاف «لم نغفل تعريف الحضور بفوائد اللعب للأطفال، حيث إنه ينمي الذكاء والقدرة الحركية والجسمية لدى الطفل، ويستهلك طاقة الطفل الزائدة، كما يساعد اللعب الطفل في تشكيل فكره ورؤيته للعالم من حوله، ويساعده أيضا في جعله فردا اجتماعيا، عبر مشاركته لإخوته وأقرانه بما يملك من ألعاب، ومن ناحية أخرى أوضحنا المخاطر المحتملة لألعاب الأطفال، خاصة تلك التي يتم تشغيلها بواسطة التيار الكهربائي أو البطارية، كما أن اللعبة المؤلفة من أجزاء صغيرة قد تؤدى إلى اختناق الطفل نتيجة ابتلاعه قطعا منها». وتابع «أوضحنا احتمالات التسمم الناتج عن ألعاب الأطفال المصنوعة من البلاستيك، والتي يدخل في تركيبها مواد تعطيها مرونة ونعومة، بالإضافة إلى احتوائها مواد كيميائية سامة أو معادن ثقيلة مثل (الرصاص والكادميوم والدايوكسين) والتي تكون سامة للطفل، أما بعض الألعاب التي تصدر وتحدث أصوات وحركات، فقد تزعج الطفل وتسبب له التوتر والخوف وقد تؤثر على حاسة السمع لديه، كما أن الألعاب ذات الأطراف الحادة قد تعرض الطفل إلى إصابات جسدية، فبعض الألعاب تؤدي إلى إصابات وأذى للعيون مثل ألعاب الليزر، والبنادق والمسدسات والسهام والمفرقعات، وكذلك هي الحال مع ألعاب (الأتاري) والكمبيوتر ذات المخاطر على بصر الطفل».
متعة وفائدة
من ناحية أخرى، أوضح العابد «شرحنا لطلبة المدارس والمشاركين في الورش بمتحف الشارقة العلمي أيضا، أهم متطلبات السلامة للعب الأطفال، وأهمية بطاقة السلامة المرفقة مع الألعاب (البيانات وإرشادات الاستخدام)، وفي المحور الأخير قمنا بشرح الشروط الفنية لشراء لعب الأطفال.
وأكدنا أن اللعبة التي يتم شراؤها يجب أن لا يكون فيها جوانب حادة أو زوايا مدببة حتى لا تؤذي الطفل، وأن تكون ثابتة الألوان حتى لا تضر الطفل إذا وضعها في فمه، وألا تكون ذات شرائط طويلة أو حبال حتى لا تلتف حول رقبة الطفل مما قد يؤدى إلى اختناقه، وأن تكون اللعبة أيضاً ملائمة لخصائص ومحددات نمو الطفل في مختلف المراحل.
وأن تتفق مع ميوله وتساعده على تحقيق حاجاته النفسية، وألا تكون اللعبة صغيرة جدا مما يسهل على الطفل ابتلاعها، وألا تكون كذلك قابلة للكسر أو الاشتعال، وألا تكون أيضا مصنَّعة من مواد يمكن للطفل أن ينزع جزءاً منها بأسنانه، وأن تكون اللعبة سهلة الحمل بالنسبة للطفل، وغير ثقيلة.
وأخيرا يجب أن تتوافر في اللعبة المتعة قدر الإمكان، حيث أن المتعة ستقود الطفل إلى التعلم، وتزيد من انتمائه لوطنه وهويته وتراثه».
ويشار إلى أن متحف الشارقة العلمي الواقع في منطقة حلوان بالشارقة، يعد صرحا فريدا من نوعه بين سائر المتاحف الأخرى، لكونه يقدم المعارف العلمية بطريقة سهلة ومبسطة من خلال معروضاته المشوقة، وعروضه العلمية التي يقدمها الرواد العلميون بالمتحف، إلى جانب ورش العمل التي تغطي فروعاً كثيرة من العلوم، والمخصصة لطلبة المدارس على وجه الخصوص في سائر المناسبات الهامة على مدار العام.
عدد اليوم
