الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أول بيت إماراتي موفر للطاقة.. تحفـة معماريـة شُيـدت في 100 يـوم

أول بيت إماراتي موفر للطاقة.. تحفـة معماريـة شُيـدت في 100 يـوم
17 أغسطس 2019 00:39

آمنة الكتبي (دبي)

أبدع مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء في تشييد أول بيت في دولة الإمارات يلبي شروط المحافظة على البيئة ويجمع التقنيات الذكية وأنظمة الاستشعار، والتقنيات المبتكرة في عزل الجدران، والألواح الشمسية ذات خلايا ضوئية لإنتاج الكهرباء، ليشكل خطوة نوعية في الهندسة المعمارية وعلوم الاستدامة.
وتم بناء البيت الذي يعتبر إنجازاً علمياً ونموذجاً هندسياً وتحفة معمارية عصرية ذكية ومستدامة، عقب عدد من الدراسات والتجارب العلمية، فهو يتيح توفيراً بنسبة 85% في الطاقة مقارنة بالبيوت التقليدية، وتم تشييده في مدة قياسية لا تتجاوز المئة يوم، وقد جرى تشييده ليكون أنموذجاً تستفيد منه الهيئات والجهات المعنية بإسكان المواطنين، وكذلك يستخدمه الطلاب الجامعيين في إقامة الورش والأبحاث الخاصة بدراساتهم الأكاديمية.
ويقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بإتاحة الفرصة للمعنيين والجهات المهتمة كافة في قطاعات الطاقة والاستدامة للاطلاع على هذا الإنجاز الذي يعتبر الأول في منطقة الخليج، والذي يطبق شروط ومعايير البيت المعزول غير النشط في استهلاك الطاقة، وقد حصل على شهادة اعتماد كأول بيت يحقق شروط ومعايير هذا النوع من المنازل، في الأجواء الحارة والرطبة للغاية من العالم، من معهد «باسيف هاوس» في ألمانيا.
وعند تصميم البيت، تم الأخذ بعين الاعتبار ظروف المناخ والبيئة المحلية في الإمارات، إذ يقوم هذا البيت المستقل عن شبكة الكهرباء والصديق للبيئة بتشغيل أنظمة التبريد والإضاءة والأجهزة الإلكترونية المنزلية، اعتماداً على الطاقة التي يتم توليدها من مصادر طبيعية متجددة، حيث يحوّل الطاقة الشمسية، عبر لوحات الخلايا الضوئية بكفاءة عالية، إلى طاقة كهربائية تلبي احتياجاته كافة.
ويوظف هذا البيت أحدث التقنيات وأنظمة الاستشعار فائقة الذكاء، ويمتلك أنظمة تكييف تعتمد المياه المبردة، ويقوم بفلترة الهواء ويضخ هواء متجدداً ونقياً في أرجاء المنزل كافة، ويحافظ على ثبات درجة الحرارة ومستوى الرطوبة على مدار اليوم وطوال العام، وقد تم تحقيق ذلك من خلال تقنيات العزل الحراري والهوائي التي تشكل نظاماً متكاملاً مدمجاً في بنية البيت، للوصول إلى بيئة داخلية معتدلة الحرارة.

تقنيات عزل مبتكرة
تم اعتماد أنظمة عزل عديدة عالية الكفاءة تؤمن غلافاً من العزل الحراري تحيط بالبيت، تتمثل باستخدام أنواع من الأخشاب المعالجة، إضافة إلى المواد العازلة المقاومة للماء والرطوبة والحريق المصادق عليها، ويعد نظام العزل متكاملاً وجديداً كلياً تم استخدامه في الأسقف والجدران وغيرها، فقد اعتمد في بنائه مواد بناء وتشطيبات عالية الكفاءة وغير موصلة للحرارة في مواد الربط والتجميع وإطارات النوافذ والأبواب، وتم اختيار المواد اعتماداً على دراسات تفصيلية لخصائص تلك المواد واختبارات محاكاة دقيقة.

أنظمة التبريد
ويرتبط نظام التبريد بنظام توليد الطاقة الموجود في البيت والمعتمد على الطاقة الشمسية التي ينتجها البيت ذاته باستقلالية تامة عن شبكة الكهرباء العامة، ويقوم نظام التبريد بخفض درجة حرارة الهواء عند ملامسته للمياه المبردة التي تمر بشبكة من الأنابيب، وهذه الشبكة موزعة بدقة بالغة وبتصميم هندسي مدروس في أرضيات البيت، كما ينتشر الهواء المتجدد بسرعة مثالية ليضمن مستويات راحة مثلى لقاطنيه، لتلافي تيارات الهواء المندفعة من أجهزة التكييف الاعتيادية.

تقنيات ذكية
تم اعتماد التقنيات الذكية الحديثة وأجهزة الاستشعار وتجهيزات الإضاءة التي تعمل بالاستشعار عن بعد، بحيث تضمن استهلاك أقل قدر من الطاقة، بمعدلات إضاءة مناسبة ليست ساطعة ولا تجهد العينين، وتعمل التقنيات الذكية على حفظ درجة حرارة البيت من خلال التحكم بالستائر، ورفع درجة حرارة الماء أو خفضها، فعندما تسطع الشمس في مكان بالقرب من النافذة، تُسجل أجهزة الاستشعار ذلك، ويتم إرسال الأوامر أوتوماتيكياً لفتح الستائر في المكان وبالزاوية المطلوبة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©