الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مخرجات يبررن غيابهن عن الدراما: نعاني «أزمة ثقة» مع شركات الإنتاج

مخرجات يبررن غيابهن عن الدراما: نعاني «أزمة ثقة» مع شركات الإنتاج
5 يوليو 2018 21:16
أحمد النجار (دبي) فسرت مخرجات إماراتيات بأن السبب وراء غياب بعضهن عن الإخراج الدرامي، ليس لعدم تمتعهن بالخبرة، وامتلاك الأدوات الفنية اللازمة، بل لكونهن يعتبرن السينما نافذتهن إلى العالمية، فضلاً عن عدم تلقي بعضهن عروضاً درامية جادة وسيناريوهات جاذبة، كما أرجعن ذلك إلى أسباب عديدة أهمها، مصالح شركات الإنتاج الكبرى ومنح الثقة المطلقة لأسماء مخرجين معينة، يعتبرونهم «صفقة رابحة» لنجاح العمل وانتشاره وتحقيق العائد من الإعلانات.. مخرجة مسلسلات وحول غياب بعض المخرجات عن الداما قالت المخرجة نائلة الخاجة، إن المخرجة الإماراتية التي لديها ميول سينمائية قوية، فإنها بالتأكيد سترفض الذهاب إلى الدراما كونها موقنة بأنها لن تحقق لها ما تصبو إليه، من نجومية تواكب طموحها.. فعلى سبيل المثال، -وحسب قولها- فإن تخصصها ودراستها في مجال التصوير السينمائي، فلا تجد أي عناصر جذب تربطها بالعمل الدرامي، كما أنه لا يستهويها لقب مخرجة مسلسلات، رغم ذلك لا تغلق الباب أمام أي نص درامي شائق يفجر طاقاتها الكامنة، يكون محتواه جاداً وطرحه جاذباً وملهماً، معربة عن استعدادها خوض تجربة إخراج عمل درامي، شريطة أن تتناول السيناريو بلغة سينمائية تصويراً وإضاءة ومؤثرات. ونفت أن إحجام المخرجات عن الدراما يسبب غياب الدعم والتمويل لإنتاج أعمالهن، مشيرة إلى ضرورة تطبيق خطة الاستثمار في المواد الترفيهية سواء الدراما أو السينما، تماماً كما هو الحال في إحدى البلدان التي تخصص 40 مليون يورو سنوياً لدعم إنتاج وتصنيع أعمال قوية في حقل الدراما والسينما و«الأنيميشن» وغيرها، ورأت أن ذلك يساهم في حصد مردود مادي مجز. الموسمية وندرة الكتاب وقالت المخرجة أمينة النويس، إن فكرة خوض تجربة الإخراج الدرامي، لا تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لها كونها تنحاز بالضرورة إلى قصة العمل الذي يجعلها تراهن على محتواه وجوهر قيمته، حيث يمكن صياغته واختزاله في منتج روائي أو توثيقي أو مادة فيلمية قصيرة، أما إذ كانت القصة تحتمل تقسيمها إلى حلقات تلفزيونية، فأوضحت أنها ستسعى إلى توفير التمويل لإنتاجه وإخراجه، سواء من منتجين أو تلفزيونات عبر تسويق رؤيتها وخطتها الإخراجية لإقناعهم. وذكرت أن عالم الإخراج السينمائي له بريقه الخاص بكونه يمنح صانع الفيلم صوتاً وشهرة ومكانة أكثر من مخرج التلفزيون، موضحة بأن الأعمال الدرامية لا تزال رهينة في قبضة المنتجين والمعلنين والمحطات الفضائية، فضلاً عن مشكلة البيات الصيفي وحاجز الموسمية وندرة كتاب السيناريو الشائق الذي ينتج بالمحصلة دراما حقيقية ذات مضمون يلامس هموم الناس، كما أن أزمة وجود المخرج الخليجي بحسبها، لا تزال تشكل مطباً يحول دون انخراط المخرجات إلى هذا الوسط، معتبرة أن الإنتاج السينمائي نافذة ملهمة مضيئة على عوالم ورؤى وأحلام تواكب نبض الناس، عدا عن كونها بيئة مفتوحة تحتضن مواهب شبابية صاعدة وطاقات واعدة توفر لهم مساحات إبداعية يستثمرها صانع الفيلم لإيصال صوته إلى العالم، ناهيك عن أن السينما منصة متاحة في كل وقت لا يحدها ظرف ولا مكان، على العكس تماماً من التلفزيون. احتكار سوق الإنتاج أما المخرجة ميثاء العوضي، فترى أن غياب المخرجة الإماراتية درامياً، يأتي بسبب الاحتكار الواضح في المسلسلات من قبل البعض، رغم وجود مخرجات مبدعات في الساحة الفنية، ينقصهن فقط الدعم الكافي من شركات الإنتاج لإدراجهن في مشاريع فنية كبيرة.. حيث يطمح العديد من المخرجات الإماراتيات إلى إنتاج الأفلام العالمية بدلاً من المسلسلات المحلية، سعياً إلى جذب الانتباه إلى الوسط الفني في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وعن إمكانيات المخرجة الإماراتية، قالت إنه تتوافر لديها الخبرات والمهارات اللازمة للإخراج، لكن لا يوجد دعم كافٍ للكفاءات المحلية، فضلاً عن نقص في التمويل اللازم، والذي يلقي بظلال الرعاية غالباً على أسماء معينة تستحوذ على الساحة الفنية بخبرات كلاسيكية قديمة وببضاعة أفكار كاسدة ومحدودة. ميثاء تعمل كاتبة سيناريوهات إلى جانب أنها مخرجة ومنتجة، لكن في حال تم عرض سيناريو لتخرجه، فإنها بالتأكيد لن تردد في قبوله مع ضرورة أن تكون فكرته مرضية لشغفها وطموحها. قفزات نوعية ورأى منتجون إماراتيون، أن هناك فرصاً كبيرة أمام المخرجات الإماراتيات لإثبات حضورهن في حقل الدراما، وتوقعوا أن يروا مسلسلات محلية قادمة من توقيع مخرجات تظهر قدرتهن على الإبداع وإحداث قفزات نوعية في الشكل والمضمون، ستضاف بالطبع إلى رصيدهن السينمائي اللامع. وقال المنتج الإماراتي سلطان النيادي، إن منح الفرصة لمخرجة لا تمتلك الخبرة والإبداع، يعتبر مغامرة خاسرة، من دون أن يشكك بقدرات المرأة الإماراتية في قيادة مسلسل، بعد أن قادت طائرة وتدرس علوم الفلك لتغزو الفضاء، ولا يعتبر النيادي بأن صانعات أفلام الـ 10 دقائق، يمكن المراهنة عليهن حتى لو انتزعن جوائز عالمية، فالرهان الحقيقي الذي يدفع المنتج للمجازفة هو بإنتاجهن فيلماً روائياً طويلاً حيث تظهر خبراتهن وتقنياتهن بشكل أوضح، وأضاف: هناك فرص كبيرة أمام المخرجات الإماراتيات لإثبات حضورهن في حقل الدراما، ولفت إلى أن الحلول كثيرة بتأهيلهن إخراجياً من خلال ورش العمل محلياً أو خارجياً، والتسلح بالخبرات والإمكانات من منطلق بأن صياغة الرؤية الإخراجية في صناعة الأفلام القصيرة تختلف جوهرياً عن التلفزيون. جودة المحتوى أكد عبدالله بن خدوم مدير التخطيط البرامجي في سما دبي، أن التلفزيون المحلي جهة محايدة، فيما يتعلق بالإنتاج الدرامي، حيث يتم استقبال الأعمال من شركات الإنتاج وتخضع للجنة تقييم خاصة، موضحاً أن المحطة المحلية ترحب بأي أعمال درامية من إخراج إماراتيات، مشيراً إلى أن الشرط المهم هو جودة المحتوى وقوة الفكرة والرسالة التي يطرحها المسلسل على المجتمع. وقال: أما بخصوص المخرجات فلا توجد لدينا أي تحفظات على قيادتهن للعمل الدرامي، بل إننا سندعم تجربتهن، ونسعى لإنجاحها، ونأمل أن نجد المناخ الملائم لترجمة هذا الدعم والتشجيع لمخرجات محليات لإنتاج أعمال درامية تحقق الصدى والأثر والتأثير، فنحن عندما نتعامل مع المنتج الدرامي فإننا قطعاً نلتفت بالضرورة إلى شهرة الأسماء ولمعانها في عالم الإخراج، وتركيزنا ينصب على الإبداع سواء لمخرج أو مخرجة. الاستثمار أكد الناقد الفني والمخرج حمد سيف الريامي، بأن هناك مخرجات في مجال الفيديو كليب والمسلسلات الخليجية، مثل نهلة الفهد التي أخرجت أعمالاً سينمائية خليجية، وهناك المخرجة الإماراتية نجوم الغانم أخرجت أفلاماً وثائقية مع أن تخصصها في الإخراج التلفزيوني، معتبراً بأن المخرج الذي يخرج عملاً سينمائياً له ثقل أكبر من مخرج التلفزيون. وأضاف: المخرجات الإماراتيات لا يشكلن سوى نسبة قليلة وضئيلة من عدد المخرجين الذكور، لكننا نأمل احتضان مواهب جديدة، والسعي إلى تأهيلها في الإخراج التلفزيوني، كوننا نفتقر لبصماتهن.. ونفى أن يكون غيابهن سببه قلة الدعم أو هيمنة الذكور على الساحة.وقال: لدينا على سبيل المثال 40 يعمل في مجال الإخراج، منهن 20 مخرجة إماراتية، يمكن استقطابهن واستثمار طاقاتهم وخبراتهم ضمن ورش فنية أو دورات تدريبية، وعمل لهن دعاية وترويج والاستفادة من خبراتهن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©