السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حكاية المنزل رقم «13» في دبي

حكاية المنزل رقم «13» في دبي
5 أغسطس 2018 01:37

 

 

في المنزل رقم (13)، في حي الفهيدي التاريخي بمدينة دبي، تتجلى بشكل عملي مقولة أو حكمة الفنان التشكيلي الشهير بابلو بيكاسو: «كل طفل فنان، والمشكلة هي كيف تبقى فناناً عندما تكبر؟».. ففي هذا المنزل التي تتخذه مؤسسة السركال الثقافية (ACF)، مقراً لنشاطها الصيفي، ثمة حكاية جميلة عن معارض وورشات لطلاب المدارس والجامعات والمهتمين، وجلسات تصوير، وأنشطة فنية وثقافية متنوعة، تؤدي إلى تحقق الحكمة البيكاسوية: أن تحافظ على المبدع مبدعاً.
المؤسسة هي في حد ذاتها لوحة تركيبية مفاهيمية، يتوسطها مقهى فني تتفرع منه أركان المعروضات الأخرى مثل: ركن الكتب الذي يضم عناوين مختلفة تتمحور حول الفن والسفر والتصميم والعمارة وثقافة المنطقة والتاريخ الإماراتي، إضافة إلى استضافة تواقيع الكتب، وركن الأزياء الذي يضم معروضات لأزياء تراثية بلمسة عصرية تؤكد على إمكانية «ارتداء الفن» أيضاً، وركن المنزل الذي يعرض تصاميم ديكورية فنية منزلية مناسبة للحياة الحديثة بين الكتلة والفراغ وتصاميم الإضاءة والظل.
وفي ركن الإبداع الذي يضم أعمال العديد من الفنانين الإماراتيين والعرب والعالميين، نشاهد لوحات تشكيلية، فانتازية، تعكس خرافة الثيمة الموضوعية، وواقعيتها، ومنها لوحات الكلام والصمت والصراخ للفنان باسم ريس، لوحات المكان الواقعي التاريخي الذي ترسمه الفنانة كازسيا دزيكوسكا ضمن سلسلة حكائية، لوحات الخط التشكيلية المعبّرة بتجريدية عن الحرف العربي كما في أعمال الفنان عامر الطيب، كما نشاهد تصاميم ومجسمات مختلفة، منها ما يجسد الفولكلور الإماراتي مثل البرقع المزين بالخط العربي، ومنها الخزفي الذي يجسد المرأة قلباً كبيراً من العطاء يشبه (ماتروشكا) الروسية، ومنها الخشبي الذي يتناوله الفنان أيمن غريب.
لا تقبع المؤسسة في ما تقدمه من فعاليات وراء جدران المكان، وإنما تخرج كثيراً إلى الأماكن العامة، إلى الحياة، فهي تشارك في معرض (سكة الفني) و(موسم دبي للفنون)، وتقدم أنشطتها في دبي مول، وغيره من المراكز التجارية. بقيت الإشارة إلى أن المؤسسة التي أسسها أحمد بن عيسى بن ناصر السركال عام (2015)، تتوخى دعم الفنانين والمصممين الناشئين الإماراتيين والمقيمين في الدولة من مختلف الجنسيات، وهي في حراكها الفني والثقافي، تضيف مع نظيراتها في حي الفهيدي الأثري، مشهداً حركياً ثقافياً معاصراً متناغماً مع المكان التراثي الذي يشهد زيادة مضطَّردة، ولافتة، للرواد من داخل الإمارات وخارجها.. ربما لأنه يذكّر كل زائر بوطنه كونه ينطوي على البعد الإنساني الماكث في ذاكرة كل منا وطفولته.. إنه يذكّرنا ببيت المتنبي الشهير: «لك يا منازل في القلوب منازل».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©