الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

برامج السهرة.. «أجندات خلف الكاميرات» !

برامج السهرة.. «أجندات خلف الكاميرات» !
3 أكتوبر 2019 00:26

مصطفى الديب (أبوظبي)

اعتادت الساحة الرياضية ألا تكتفي بمشاهدة المباريات فقط، فلا يشبع المشجع «وجبة التسعين دقيقة» التي هي زمن مباراة الكرة، ودائماً ما يفضل المشجع أن يظل أمام شاشات التلفزيون بعد المباريات لمتابعة التحليلات في الاستوديوهات والسهرات، ليتعرف على كل كبيرة وصغيرة كانت في الملعب، أو حتى في المدرجات.
وأصبحت البرامج ذات تأثير كبير في فكر المشاهد، وكذلك صارت من أهم مصادر المعلومات الفنية للمشجع الكروي عندما يريد الحديث عن فريقه أو حتى منافسيه، ولكن يؤخذ عليها التحيز في بعض الأوقات وظهور ميول محلليها لفرقهم في وقت آخر، بل ذهب الكثيرون إلى أن هناك من الضيوف من يدخل البرنامج بـ«أجندة خاصة» للدفاع عن فريق محدد أو للحديث بلسان مسؤول معين، بالإضافة إلى أن هناك اتهاماً دائماً بالسعي خلف الإثارة فقط، ولا شيء غيرها لا الموضوعية ولا المصداقية.
هل هذه الاتهامات صحيحة؟ وهل أصبحت برامج السهرة إثارة وحسابات وكذلك أجندات يتم ترتيب أوراقها من خلف الكاميرا؟ أردنا التعرف على الإجابات من قلب الكواليس ممن يعملون في هذه البرامج، وكذلك أخذنا آراء أولئك الذين توجه إليهم سهام النقد من لاعبين وإداريين، لتكون بمثابة محاكمة لنجوم الشاشة.
الإجابة كانت صادمة، نعم هناك من يدخل البرامج بأجندات، وهناك من يتحدث بلسان مسؤول معين أو على لسانه بناء على توجيهات منه، ولكن هناك أيضاً من يتسم بالشفافية، ويسعى دائماً للوضوح هكذا تحدث حامد الحارثي، مقدم البرامج الشهير بقنوات أبوظبي الرياضية، والذي عمل في العديد من البرامج، وقدم الاستوديوهات وكذلك السهرات في العديد من القنوات.
في البداية، قال الحارثي: «كنت من المحظوظين الذين قدموا هذين النوعين من البرامج، ومن وجهة نظري أرى أن الاستوديوهات أكثر حيادية ولا يكون فيها التحيز واضحاً كون الجميع يحلل ما يراه أمامه في المباريات، ولا يمكن التطرف برأي في مسألة واضحة أمام الجميع». وأضاف: «الآراء في التحليل تكون منطقية ومعقولة لدى كثير من المحللين، لكن هناك القليل الذي يعمل بسياسة خالف تعرف، ويسير خارج السرب حتى وإن كان خاطئاً فقط لمجرد الاختلاف».
وتحدث عن برامج السهرات حديثاً صريحاً مليئاً بالصدمات، وقال: «بكل صراحة 80% من الحسابات الخاصة تدخل في النقاشات، بل الأكثر من ذلك أن هناك أجندات محددة لبعض الضيوف، ومنهم من يتحدث بلسان غيره ويدافع عن قضايا ليست قضاياه، بل هي قضايا غيره». وتابع: «بكل تأكيد الانتماء لنادٍ أمر طبيعي، وفي الغالب أي محلل أو ضيف يكون كلامه منطقياً عندما لا يتعلق الأمر بناديه أو غريمه الذي لا يحبه، أما عندما يمس النقاش ناديه أو منافسه فلا وجود للموضوعية، حيث تدخل في الحال كل الحسابات الشخصية».
وأكد الحارثي أن هذه الظاهرة لا تقتصر على برامج تلفزيونات دورينا فقط، ولكنها موجودة في العالم كله في كرة القدم وغيرها من الألعاب الأخرى حتى كرة القدم الأميركية ودوري السلة الأميركي، فكل برامجها مليئة بالتحيز والأهواء الشخصية».
وأضاف: «حتى في دوريات كرة القدم الكبرى، هذا الأمر موجود وعن نفسي عايشته عندما عملت في الدوري الإنجليزي فهناك من هم متحيزون بدرجة كبيرة دون منطق أو عقل، وهناك من يتحدث بالعقل والهدوء، هناك أشخاص متطرفون في تحليلاتهم ومتحيزون تمام الانحياز في مقدمتهم روي كين المعروف بآرائه المتطرفة كروياً، وكذلك هناك الآن شيرر ومايكل أوين، على الجانب الآخر نجد أشخاصاً منطقيين، ويتحدثون بهدوء وعقل مثل تيري هنري وريو فرديناند».

أحمد سعيد: البعض يبني والآخر يهدم
قال أحمد سعيد، المشرف على فريق الجزيرة، إن هناك فوائد عديدة للبرامج الرياضية، منها النقد البناء والتحليل الموضوعي، ويستفيد منها الكثيرون، سواء لاعبين أو مدربين، وكذلك إداريين، ولكن هناك منها من يهدم أيضاً عندما يكون التحليل غير موضوعي، ويحمل أهواء شخصية، وآراء غير منطقية لا تمت للواقع بصلة؛ ولذلك نتمنى من الجميع الحيادية حتى تستفيد الساحة الرياضية، خصوصاً أن هذه البرامج تعتبر مرجعية للكثيرين ممن لا يستطيعون مشاهدة جميع المباريات.
وطالب سعيد بالبعد عن الأجندات والأهواء الشخصية والتحلي بالمنطق والعقل من أجل رياضة الإمارات، وقال: «على الجميع أن يتمهل في الحكم على الأمور، فلا منطق ولا عقل يقول إنك تستطيع أن تحكم بفشل تجربة أو نجاحها، من أسبوع أو اثنين أو حتى شهر أو اثنين، ولنا في الهولندي تين كات خير مثال، حيث انتقده الجميع في بداية عمله مع الجزيرة وكانت الانتقادات لاذعة وغير منطقية، وبعد مرور الوقت كادوا يصنعون تمثالاً له مع أنه الشخص نفسه الذي كانوا ينقدونه أشد الانتقادات؛ لذلك كل ما نطلبه هو الصبر والمنطق والعقل».

الذوادي: الرأي والمعلومة والإثارة مثلث التميز
قال رياض الذوادي، محلل قناة أبوظبي الرياضية، إن البرامج والسهرات تعتمد في أساسها على ثلاثة محاور رئيسية وفق الدراسات العلمية، هي الرأي والمعلومة والإثارة، ولا يمكن أن نجُبّ محوراً ونأخذ الآخر، وقتها سوف يكون هناك خلل، ولن يظهر البرنامج بالشكل الذي يريده المشاهد.
وأضاف: «البعض يعتقد أن الإثارة مصطنعة، لكن في كثير من الأحيان هي ليست كذلك، حيث تتدخل طبائع الأشخاص الذين يتناقشون، لاسيما أن من بينهم من يتحدث دوماً بصوت عالٍ دون قصد، ومن بينهم صاحب الوتيرة الهادئة، وكلها أمور طبيعية ليست مصطنعة».
وأضاف: «الإثارة جزء من تركيبة بعض الأشخاص، ونحن لا نصطنعها، المهم هو عدم الخروج عن النص والمألوف الذي يعاقب عليه القانون، والبرامج بشكل عام؛ السياسية والرياضية والاجتماعية، في العالم أجمع تعتمد هذه السياسة، ونحن لسنا بحالات شاذة، والمهم كما قلت الحيادية والرأي الصحيح».
وأكد الذوادي أن التعصب يكون عند الجماهير، وأنهم هم من ينظرون إلى هذا الشخص على أنه غير حيادي ويصطنع الإثارة.

فوزي: نقبل كل شيء إلا التجريح الشخصي
أكد محمد فوزي، لاعب الجزيرة والمنتخب الوطني، أن برامج السهرة والاستوديوهات التحليلية لها فوائد عديدة عندما تتحلى بالموضوعية والعقلانية والتحليل المنطقي، وكذلك أكد أن لها أضراراً عندما تبتعد عن كرة القدم، وتتفرغ لأمور ليس لها علاقة بالساحرة المستديرة. وقال: «نحن كلاعبين، وأنا عن نفسي أقبل النقد في الأداء وفي كل ما يتعلق بكرة القدم، ولكن لا أقبل النقد القائم على تجريح شخصي، أو ما يتعلق بحياتي الشخصية». وأضاف: «حتى لا يفهم البعض خطأ، أنا لاعب كرة قدم، ومن يريد أن ينتقدني فله ما يشاء، ولكن فقط يتحدث عن الكرة، عن تقصيري في الأداء في النواحي الهجومية في النواحي الدفاعية في التدريبات في الانصياع لتعليمات المدرب، لكن أن يدخل النقد في شخصي فهذا أمر به تجريح، ويشعر اللاعب وقتها بظلم شديد».

عبد الرحيم جمعة: مفيدة بشروط
أكد عبد الرحيم جمعة، مدير فريق الظفرة، أن البرامج الرياضية مفيدة إلى درجة كبيرة من خلال عرضها للسلبيات وسردها لأمور يمكن للمدرب أو اللاعب، وكذلك الإداري، أخذها في الاعتبار. وقال: «ما يؤخذ على هذه البرامج، هو عدم الحيادية في أوقات كثيرة والدخول في موضوعات ونقاشات أخرى لا علاقة لها بالكرة والملعب». وطالب جمعة من يجلسون في الاستوديوهات بضرورة مراعاة حقوق الكلمة والرأي وتأثيره في مستقبل الكثيرين، متمنياً أن تكون الحيادية هي المبدأ العام على الشاشة، أو على الأقل المبدأ الغالب والسائد بدرجة كبيرة عليها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©