الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في فرنسا.. الحياة تبدأ بعد النجمة الثانية !

في فرنسا.. الحياة تبدأ بعد النجمة الثانية !
10 سبتمبر 2018 23:52

محمد حامد (دبي)

للأمثال الشهيرة وجوه متعددة بين التراثي والتاريخي والاجتماعي، وهي ترتبط بثقافات وحضارات الشعوب، وفي الظرف الراهن يبدو المزاج الثقافي والحضاري الفرنسي أكثر انحيازاً للمجد الكروي، الذي حققه المنتخب بحصوله على لقب المونديال الروسي، مما يوحي بظهور مثل كروي جديد يقول: «الحياة تبدأ بعد النجمة الثانية»، في إشارة إلى أن فرنسا لا تزال تعيش بهجة التتويج المونديالي حتى الآن، وجاءت الاحتفالية مساء الأحد على أرض استاد فرنسا الدولي، لتؤكد أن الحياة في فرنسا بدأت بعد النجمة الثانية، أي عقب الحصول على لقب المونديال للمرة الثانية في تاريخ الكرة الفرنسية.
فقد احتفل الفرنسيون بالمجد المونديالي في المباراة الأولى بين جماهيرهم، وحققوا الفوز على هولندا في دوري الأمم الأوروبية بهدفين لهدف، كما جذب نجولو كانتي الأضواء بخجله الشديد الذي منعه من تقبيل الكأس على العكس من بقية اللاعبين، الذين لم يكتفوا بتقبيل ومعانقة الكأس الغالية، بل تسابقوا في الرقص والاستعراض الذي يضاهي أشهر الفرق الاستعراضية، وفي الليلة ذاتها عاد أوليفييه جيرو من بعيد بتسجيل هدف الفوز، ليتفوق تهديفياً على الأسطورة زين الدين زيدان.
ليس هذا فحسب، بل إن الأهم هو المستقبل الذي يتمثل في كيليان مبابي الذي استمر في بث رسائل الاطمئنان للملايين من عشاق منتخب الديوك، بهدفه في الشباك الهولندية، حيث يمثل مبابي «أمل فرنسا» في السنوات العشر المقبلة. تلك كانت أهم ملامح الليلة التاريخية على أرض استاد فرنسا الدولي بضاحية سان دوني، وسط حضور 80 ألف فرنسي جاؤوا ليحتفلوا باللقب المونديالي، وكأنهم حصلوا عليه بالأمس، وليس في منتصف يوليو الماضي، وشعار الجميع من لاعبين وجهاز فني وجماهير وإعلام أن «الحياة في فرنسا تبدأ بعد النجمة الثانية».

1- جيرو وزيزو
صحيح أنه لا مجال للمقارنة بين جيرو وزيزو، سواء فيما يخص المركز وكذلك المهام داخل الملعب، أو القدرات والمهارات، وكذلك على مستوى النجومية والشعبية، إلا أن لغة الأرقام تنصف جيرو على حساب زيزو، فقد رفع المهاجم الفرنسي رصيده من الأهداف الدولية إلى 32 هدفاً، ليحتل المرتبة الرابعة في قائمة أكثر نجوم منتخب فرنسا تهديفاً على مدار التاريخ، ليتفوق على زيدان الذي يحتل المركز الخامس بـ31 هدفاً، والمفارقة أن جيرو فعلها وسجل هدفاً بعد 10 مباريات من التعثر والتوتر، فقد ظل 3 أشهر خاض خلالها 10 مباريات دولية من بينها كأس العالم، ولم يسجل أي هدف، حتى جاءت ليلة الاحتفالية باللقب المونديالي، ليتمكن من زيارة الشباك الهولندية مانحاً الديوك فوزاً معنوياً مهماً، كما أنه تجاوز محنته التهديفية.

2- مبابي العاشر
كعادته في المباريات الأخيرة، يواصل مبابي رحلة التوهج، فقد سجل الهدف الأول لفرنسا في المرمى الهولندي، ليرفع رصيده إلى 9 أهداف دولية، وهو لم يتجاوز الـ19 ربيعاً بعد، حيث يبحث عن هدفه العاشر قبل أن يبلغ 20 عاماً في ديسمبر المقبل، وكان للرقم 10 قصة أخرى مع النجم الواعد المتوج بلقب أفضل لاعب شاب في مونديال روسيا، فقد شارك في 10 أهداف لمنتخب فرنسا منذ بداية 2018، محرزاً 8، وصانعاً هدفين، وجاء مونديال روسيا ليشهد تألقه اللافت، فقد أبهر العالم وخطف الأضواء من الجميع وعلى رأسهم رونالدو وميسي، وسجل 4 أهداف، لتتم مقارنته مع الأسطورة المونديالية بيليه الذي كان قد أبدع في كأس العالم قبل أن يبلغ 20 عاماً، وخطف النجم الباريسي لقب الأفضل في المباراة الأخيرة أمام هولندا.

3- رئة الخجل !
هو رئة فرنسا، والأكثر قدرة على قطع الكرات، والتصدي لخطورة المنافسين، فضلاً عن بناء الهجمات، وعلى الرغم من أنه أحد أكثر اللاعبين تأثيراً في معجزة فوز ليستر سيتي بالبريميرليج، وعودة تشيلسي لمنصات التتويج، وتربع فرنسا على عرش المونديال، إلا أن كانتي ليس رئة كروية فحسب، بل هو رئة للخجل، ما يجعله يبدو خارج الملعب، وكأنه لا يجيد شيئاً في الحياة سوى ممارسة كرة القدم، فقد تم تقديم نجوم فرنسا لاعباً لاعباً أثناء الاحتفالية المونديالية، وشعر كانتي بالخجل إلى حد أنه امتنع عن تقبيل الكأس، وتسابق اللاعبون في تكريمه ودفعه لكسر حاجز الخجل، وغنوا له بمشاركة الجماهير أغنيه تقول: أووه نجولو كانتي.. أووه نجولو كانتي، هذا القصير الصغير أوقف ميسي، لترتسم الابتسامة على وجهه المكتسي بمزيد من مشاعر الخجل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©