عدد اليوم
محمد حامد (دبي)
في ظل التقدم الكبير في تقدير قيمة اللاعبين من الجوانب كافة في الوقت الراهن، سواء القيمة المالية أو القدرات الكروية والبدنية، وكذلك السمات الشخصية التي تساعد على بقاء اللاعب طويلاً في الملاعب أو تعجل بإنهاء مسيرته فهل يمكن إلغاء الطريقة المعتادة في إبرام صفقات وانتقالات اللاعبين والتي تتم بمقابل مالي، والاعتماد على الطريقة البدائية التي استخدمها الإنسان قبل اختراع المال، وهي «المقايضة»؟!
في حال كانت هناك صعوبة في استخدام هذه الطريقة عملياً، فإنه يمكن اعتبار ما يتضمنه هذا التقرير مجرد سيناريو من صنع الخيال، ولكنه استند على شيئين، أولهما أن نظام المقايضة معمول به «جزئياً» وفي بعض الحالات في الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين «NBA، وهو أعلى نظام احترافي في جميع اللعبات على المستوى العالمي، كما أن صحيفة«ماركا» المدريدية طرحت في استطلاع شامل للرأي عبر موقعها الإلكتروني أسماء بعض النجوم وطلبت من الجمهور التصويت على مقايضة هؤلاء النجوم بأسماء أخرى، فماذا حدث؟
وبالنظر إلى فائدة المقايضة فإنها سوف توفر الملايين التي تدخل الحسابات البنكية للوسطاء والوكلاء، كما أنها سوف تنقذ كثيراً من الأندية من شبح الإفلاس، والصفقات المبالغ في تقديرها مالياً، حيث يتم في بعض الأحيان تقدير قيمة اللاعب بـ50 مليون يورو، ويتم بيعه بأضعاف هذا الرقم بسبب عوامل ضغط مثل البريق الإعلامي، أو مهارة الوكلاء في التسويق لهذا اللاعب أو ذاك، كما أن السيناريو العكسي يحدث في كثير من الأحيان، حيث يتم بيع بعض اللاعبين بأقل من قيمتهم المالية.
وبعيداً عن مزايا ومساوئ نظام المقايضة في صفقات كرة القدم، فإن السيناريو برمته يظل افتراضياً وإن شئنا الدقة خيالياً، فهل يقبل عشاق الملكي التنازل عن خدمات القائد سيرخيو راموس مقابل الحصول على نجم دفاع البارسا جيرارد بيكيه مثلاً؟
بيكيه مقابل راموس يظل استطلاعاً مثيراً في جميع الحالات، وبعيداً عن مقارنة القدرات الكروية لكل منهما، فإنه بيكيه اكتسب بعضاً من شهرته من هجومه على الريال وجماهيره، وفي المقابل يشتهر راموس بالولاء المطلق للملكي، مما جعل الجماهير تصوت برفض انتقال بيكيه الافتراضي للريال، وبلغت نسبة الرفض 80%.
أما محمد صلاح نجم ليفربول والمرشح مع لوكا مودريتش وكريستيانو رونالدو للقب أفضل لاعب في العالم، فتم طرح اسمه للذهاب إلى أتلتيكو مدريد، مقابل انتقال أنطوان جريزمان بطل المونديال ويوروبا ليج إلى صفوف الريدز، وجاء التصويت الجماهيري بنتيجة تؤكد تعادل الكفة، فقد صوت 50% بالموافقة، و50% بالرفض، مما يعني أن صلاح وجريزمان بينهما تقارب في المستوى والتأثير من وجهة النظر الجماهيرية على الأقل.
ليونيل ميسي نجم البارسا وقائد التانجو في كفة، وكل من نيمار وكليان مبابي في كفة أخرى، وبالنظر إلى مقاييس المنطق وصغر عمر الثنائي الموهوب وتقدم ميسي في العمر على الرغم من استمراره في التوهج، فإن السيناريو المنطقي يدفع جمهور البارسا وعشاق ليو للموافقة على الصفقة، إلا أنهم رفضوا ذلك، ولكن بنسبة بسيطة عن هؤلاء الذين وافقوا، فقد بلغت نسبة من صوتوا بنعم 48%، فيما رفض 52% هذه الصفقة الافتراضية.
78 % رفضوا فكرة مقايضة لوكا مودريتش بمواطنه إبفان راكيتيتش، وهو تصويت يبدو منطقياً إلى حد بعيد، فقد أصبح لوكا واحداً من أفضل نجوم كرة القدم، وأكثرهم تأثيراً على المستوى العالمي سواء بما يقدمه مع الريال أو ما يفعله مع منتخب كرواتيا، خاصة في مونديال روسيا، مما جعله يفوز بلقب الأفضل في أوروبا، وهو المرشح الأوفر حظاً للفوز بلقب أفضل لاعب في العالم، وعلى الرغم من أن راكيتيتش يعد أحد أفضل نجوم وسط الملعب في العالم، إلا أن مودريتش نجح في عميق الفجوة معه في السنوات الأخيرة.
إيسكو أم هازارد؟ وهل يمكن وضع كورتوا في بورصة المقايضة مقابل أوبلاك؟ وماذا عن سواريز حينما تتم مقارنته مع كين؟ الإجابة وفقاً للتصويت الجماهيري الذي قامت به صحيفة ماركا، يؤشر إلى وجود تقارب كبير بين هؤلاء النجوم، ولا يوجد فارق كبير في التصويت لأحدهم على حساب الآخر، حيث تراوحت هذه النسبة بين 48% و52% مما يعني أن جمهور كل فريق يرى لاعبه هو الأفضل بنسبة كبيرة.
