الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الإمارات في الجنادرية.. حضور استثنائي

الإمارات في الجنادرية.. حضور استثنائي
20 سبتمبر 2018 01:01

يعتبر المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» الذي يعود تأسيسه إلى عام 1985، بتوجيه ودعم من العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أحد أهم وأجمل المهرجانات التي تنظمها وزارة الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية الشقيقة كل عام كمشروع وطني حضاري، يحظى باهتمام محلّي وإقليمي ودولي، بالمقابل وجدت القيادة الحكيمة في الإمارات أن هذا الحدث الثقافي المهم، فرصة للتأكيد على أهمية التاريخ الثقافي المشترك بين البلدين الشقيقين، فكان أن وجّهت بحضور ثقافي تراثي متميز سنوياً في «الجنادرية»، بما يعكس مدى عمق وترابط علاقات المحبّة والإخاء بين الشعبين الإماراتي والسعودي، ويعكس العلاقات المميزة بين الدولتين، باعتبارهما أنموذجاً يحتذى به.
وقد سجّلت أول مشاركة لدولة الإمارات في المهرجان الذي يقام في قرية الجنادرية بالعاصمة الرياض في النّسخة الرابعة، وصولاً إلى اختيارها ضيف شرف المهرجان في نسخته الـ 29، وذلك في فبراير 2014 وهي النسخة التي حملت شعار «كوكب الأرض»، وقد أضاء جناح الإمارات الذي تشرف عليه دائرة السياحة والثقافة في أبوظبي، سماء الجنادرية، نظراً لمحتواه الثري الزّاخر بالنشاطات التي تؤكد ثوابت الهوية الوطنية لدى أبناء الإمارات من عروض فرق الفنون الشعبية، ومعارض الصور وأدوات الغوص والحرف التراثية والأنشطة البيئية البدوية، وعروض حيّة للصقارة وتأدية فنون الشلّة والربابة واليولة والعازي في الخيمة التراثية والأهازيج البحرية والصناعات البحرية التقليدية والسوق الشعبية، وندوات ومحاضرات وعروض أفلام تعكس الطفرة الثقافية في الدولة التي واكبت الطفرة الحضارية من خلال تسليط الضوء على الإبداع الثقافي الإماراتي من خلال كتّابه ومبدعيه، وغيرها من الفعاليات التي أدهشت الحضور، بما يعكس الحضور الإماراتي القوي على الساحة الثقافية الشعبية، ما يسهم في تعزيز صورة العاصمة أبوظبي كوجهة سياحية عالمية بملامح عربية خالصة.

منارة ثقافية في الرياض
ووصف الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية، مشاركة الإمارات في الجنادرية في نسخته الـ 32، بـ (الاستثنائية)، نظراً لتمتّع جناحها الذي ضمّ 45 نشاطاً تظهر مدى التّقارب الكبير في العادات والتقاليد بين البلدين الشقيقين، وكذلك تسليط الضوء على جانب مهم وحيوي من تاريخ الدولة، ونجد من هذا الوصف مدخلاً للحديث عن نجاح الإمارات في مشاركتها المتواصلة المستدامة في الحدث، ففي هذه النّسخة على سبيل المثال لا الحصر، تابع الجمهور محتويات 3 معارض فنّية هي: معرض صور (العلاقات الإماراتية السعودية) و(الصور التراثية) و(الإمارات قديماً وحديثاً)، وهو ما يؤكد في السياق أن هناك توجهاً إماراتياً راسخاً حقيقياً لتجاوز فكرة (الاحتفالية) إلى تأسيس (حالة ثقافية)، ما دفع العالم إلى التّطلّع إلى النموذج الثقافي الإماراتي، والتعرف إلى ملامح الدولة العصرية التي تبدو واضحة في كل مناحي الحياة في الإمارات، وما حققته من إنجازات نوعية ونهضة كبيرة خلال فترة زمنية وجيزة.
وقد استقبل جناح الإمارات في النسخة الـ31 من «الجنادرية» التي نظمت برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، وحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قرابة المليوني زائر، وتابع سموه فعالية سباق الهجن السنوي الكبير، والذي حمل الرقم الثاني والأربعين، وقدّم سموه جائزتي المركز الأول والثاني، هدية باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك تحت مظلة برنامج احتفالي ضخم ضم أكثر من 500 نشاط حرصت على الارتقاء بالوعي الثقافي والحسّ الوطني عبر تقديم المعلومات المهمة والتاريخية والثقافية والتراثية والسياحية عن الإمارات، بهدف تعريف الجمهور بموروث الإمارات الثقافي والعلاقة التي تربط بين البلدين الشقيقين في مجال (ثقافة التراث) المشتركة، مع تسليط الضوء على العناصر الثقافية التراثية التقليدية الإماراتية التي تم إدراجها على قائمة (اليونسكو) للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، حيث ركزت عديد فعاليات الجناح على موضوع (الاحتفاء بمنطقة العين) عبر تسليط الأنوار الكاشفة على عناصر العمارة التقليدية فيها، وكذلك الحرف التقليدية التراثية المتنوعة التي تشمل جميع مناحي الحياة.
ويحرص جناح الإمارات في كل نسخة من المهرجان على تقديم فعاليات وبرامج تعزز قيمة الموروث الشعبي لدى جمهور الحدث، من خلال القرية التراثية، التي تحتوي أركاناً مهمة مثل ركن «المنتجات التراثية»، ويشمل بعض المنتجات الشعبية والحرف اليدوية والمهن التقليدية، وركن (الأكلات الشعبية التقليدية) وركن (القهوة العربية) الذي يعتبر من أهم الأركان تفاعلاً مع الزوار الذين يتوافدون بأعداد كبيرة للاستمتاع بالعرض الحيّ لطريقة صناعة وإعداد القهوة العربية الأصيلة على الطريقة الإماراتية، وركن (البراجيل) التي تمثل معلماً مميزاً لمساكن الإمارات وطرز عمارتها التقليدية، إلى جانب (المسرح الدائم) الذي يتم من خلاله عروض تعبيرية للفلكلور الإماراتي مثل الرزفة والحربية، وغيرها من الرقصات الشعبية والأهازيج التي تمثل جانباً من الفنون المهمة في الموروث الشعبي المحلي، وغالباً ما تلقى مثل هذه العروض إقبالاً كبيراً من جمهور الجنادرية بجنسياته كافة.
قصر الحصن
فقد شاركت الإمارات في الجنادرية في الفترة من 3 إلى 17 أبريل 2013 بالنّسخة الـ 28 من المهرجان، بجناح مميز لفت إليه الأنظار، حيث تمّ تصميمه كقرية تراثية على شكل مجسّم بنسبة 50% من الحجم الحقيقي لقصر الحصن، والذي يعتبر من أقدم المعالم والمباني العمرانية في العاصمة أبوظبي، ورمزاً لنشأتها، ومنارة تاريخية وثقافية عريقة للمنطقة، وكان ذلك لافتاً للمهتمين بشؤون العمارة التقليدية والجمهور، فقصر الحصن الذي يعكس التاريخ والإنجازات في أبوظبي بصورة متواصلة منذ القرن الـ18 ولغاية اليوم، يمثل لنا أكثر من مبنى، فقد كان يضم ديوان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك بعد تولّيه حكم إمارة أبوظبي، وفي هذا القصر التاريخي، وضعت الخطط والملامح الأساسية لبناء الإمارة الحديثة، هذا إلى جانب أن جناح الإمارات في هذه النّسخة سجّل نفسه خياراً أولياً للنخبة من الشعراء وهواة الصيد بالصقور وعشاق الفنون الشعبية وراغبي اقتناء التّحف والمشغولات اليدوية التقليدية، كما حفّزت محتويات الجناح هواة التصوير لتوثيق رحلتهم مع التراث بوجود مشاهد عدة معبّرة عن الموروث الإماراتي تستحق التصوير والتوثيق، وبذلك وجدت التقنية الحديثة بأشكالها المختلفة من هواتف ذكية وكاميرات تصوير رقمية ووسائل اتصال متطورة ضالتها في الجناح الإماراتي.

فضاء فكري وتراثي
كانت الإمارات وما زالت سبّاقة على الدّوام للمشاركة في الحدث الثقافي الكبير الذي أصبح فضاء فكرياً أدبياً وفنياً وموعداً منتظماً مفتوحاً يوفّق بتواز لأنشطته وبرامجه بين الأصيل والجديد، وذلك استناداً إلى النّهج الثقافي الرفيع الذي تتبناه القيادة الحكيمة في الدولة، ووجدت هذه المشاركة دعماً غير محدود من اللجنة السعودية المنظمة للمهرجان، ومن ذلك المشاركة النّوعية للإمارات في النّسخة الـ 30 من الجنادرية، وأقيمت في الفترة من 3 إلى 20 فبراير 2016، تحت رعاية وحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، وقدمت الإمارات من خلال جناحها 38 نشاطاً تراثياً وثقافياً وترويجياً وتفاعلياً وجماهيرياً، ومن أبرزها تقديم صور حية من (البيئة الزراعية) وما تتضمنه من حرف الصناعات التقليدية التي تعتمد أكثرها على منتجات النّخيل، وأيضاً تنظيم معرض صور العلاقات الإماراتية السعودية، ونجح الجناح الذي تم تصميمه وفق طرز العمارة الطينية التقليدية في جذب أنظار الزوار الذين أبدوا إعجابهم بالمزج الفريد بين الموروث الثقافي لدولة الإمارات والحاضر المشرق الذي تعيشه في مختلف المجالات، واعتبرت هذه المشاركة فرصة ثمينة لتعزيز الوعي بإمارة أبوظبي ودولة الإمارات كوجهة سياحية مميزة في السوق السعودية، بما يخدم جهود الترويج السياحي والثقافي للمحتوى التراثي الأصيل للدولة، مع تسليط الضوء على الدور الفاعل للتراث في تشكيل الهوية الوطنية والثقافية لمجتمع الإمارات، بما يعزز تميز المجتمع وخصوصيته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©