الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ندوة "العلاقات الإماراتية - الآسيوية".. توصيات بإقامة تحالف أمني وسياسي بين دول آسيا

ندوة "العلاقات الإماراتية - الآسيوية".. توصيات بإقامة تحالف أمني وسياسي بين دول آسيا
25 سبتمبر 2018 00:04

عمر الأحمد (أبوظبي)

أكد مشاركون في ندوة «العلاقات الإماراتية - الآسيوية: مسارات استراتيجية»، على أهمية إنشاء تحالف أمني وسياسي على المستوى الآسيوي بهدف التعاون بين الدول الآسيوية في حماية الدول من المخاطر الأمنية، وعدم الإتكاء على المساعدة الأمنية الأميركية، مشيرين إلى تراجع الدور الأمني للولايات المتحدة تجاه حلفائها في قارة آسيا في ظل المخاطر الأمنية المحيطة بالمنطقة، وهو مايحتم على دول القارة إنشاء هذا التحالف والذي هو أحد أشكال الشراكة بين دول آسيا ومجلس التعاون الخليجي، خصوصاً في ظل العلاقات المتطورة مع العملاقين الآسيويين «الصين والهند».

استراتيجية الإمارات
وقالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز «الإمارات للسياسات» في افتتاحية الندوة التي عقدها المركز بالشراكة مع مؤسسة «أوبزيرفر للبحوث» بالهند أمس، في فندق فورسيزن بأبوظبي، إن «دولة الإمارات تبنت منذ نحو عقدين استراتيجية تنويع الشراكات الاستراتيجية، من أجل خلق خيارات وبدائل لتحالفاتها الدولية، توفر لها هوامش أوسع في حركتها ضمن النظامَين الإقليمي والدولي».

خيارات تجاوز الأخطار والتهديدات
وتناولت الجلسة الأولى من الندوة، محور الهيكل الأمني لدول الخليج والمسارات المستقبلية للتعاون مع آسيا، حيث قال الدكتور سمير ساران رئيس مؤسسة «أوبزيرفر» للبحوث إن «هناك خيارين لتجاوز الأخطار والتهديدات التي قد تنشأ في منطقة آسيا: الأول هو تشكيل ما يشبه المجموعة الآسيوية من قوى رئيسة، مثل الصين والهند والإمارات، تقوم بوضع نظام أمني إقليمي، أو خيار عقد شراكات أمنية واقتصادية بين منطقة جنوب آسيا وغرب آسيا، بحيث ترتكز مثل هذه الشراكات على الهند والإمارات والسعودية، ثم يتم توسيع هذه الشراكات لتشمل كل دول القارة»، مشيراً إلى أن هذه الشراكة ستؤثر بشكل فعال في إحلال السلام والتنمية في آسيا، إضافة إلى التأثير في المجتمع الدولي.

اتفاقيات تعاون دفاعي وأمني
من جانبه قال المدير التنفيذي لمجموعة «مراقبة الخليج» الدكتور ظافر العجمي، إن منطقة الخليج تعد ضمن المجال الحيوي للهند بوصفها قوة كبرى في آسيا، لذا وقّعت دول الخليج والهند اتفاقيات للتعاون الدفاعي والأمني. مؤكداً على الدور الذي يمكن أن تلعبه الهند في الأمن الإقليمي لمنطقة الخليج، لاسيما في مجال الأمن البحري، وتحديداً في مكافحة القرصنة وتهريب السلاح والإرهاب.

دور قوي للإمارات
بدوره، اعتبر الدكتور راجا موهن، مدير معهد «جنوب آسيا» للدراسات بجامعة سنغافورة، أن دولة الإمارات تلعب دوراً قوياً في المنطقة وفي الساحة الدولية، خاصة في الوقت الذي لم تعد فيه الجغرافيا ثابتة في هذا العالم، بسبب طبيعة السياسة والتوجهات الاقتصادية.
وأضاف أن تراجع دور الولايات المتحدة في العالم وفي آسيا يفرض على القوى الآسيوية اتخاذ ترتيبات للبحث عن أمنها، سواء بشكل فردي أو جماعي.

علاقات الدول ومصالحها
وفي الجلسة الثانية التي تناولت «التواصل الآسيوي - الخليجي: دبلوماسية الممرات»، قال أستاذ السياسة الدولية في جامعة «سأوياما-غاكوين» اليابانية الدكتور تسوتومو كيكوتش، إن إنشاء منطقة المحيط «الهندي - الأطلسي» كمنطقة جديدة ترتبط بشكل وثيق بالوضع الأمني والاقتصادي في هذه المنطقة ومحيطها، مؤكداً أن عناصر عديدة تؤثِّر في بناء هذه المنطقة الجديدة، إلا أنه شدد على أن الدول العظمى ليست أهم عنصر في تحديد مستقبل المنطقة، حيث تلعب العلاقات بين دولها ومصالح هذه الدول، والدول الصغيرة أدواراً مهمة في صياغة هذا المستقبل.

توجه صيني لتعزيز العلاقات مع دول الخليج
وأكد الخبير في الشؤون الصينية خليفة الطنيجي، أن الصين لديها توجه واضح لتعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، واختيار الإمارات كأول دولة يزورها الرئيس الصيني بعد إعادة انتخابه، تؤكد أهميتها في التوجه الصيني، وهناك بالمثل رغبة من جانب دول الخليج في تعزيز التعاون مع الصين.

تغيير قواعد اللعبة
بدورها ذكرت ريتيكا باسي، الباحثة في مؤسسة «أوبزيرفر للبحوث»، إن الهند تنظر إلى التواصل مع دول الخليج العربي بوصفه عاملاً يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة، وتبحث عن بيئة تسهِّل التواصل والمصالح.

حرب إلكترونية
وناقشت الجلسة الثالثة كيفية تعزيز التعاون الإماراتي - الهندي في مجال الأمن الإلكتروني والفضائي وتحول الإمارات من الحكومة الإلكترونية إلى حكومة الذكاء الاصطناعي، وتنبأ المتحدثون أن الحرب القادمة هي الحرب الإلكترونية المعلوماتية، وحاولوا الوصول للحل الأمثل لكيفية صد الهجمات الإلكترونية.
كما تناولت الجلسة أهمية التعاون الإماراتي - الهندي في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والأمن الإلكتروني. وقال الدكتور محمد الكويتي المستشار التنفيذي في جهاز استخبارات الإشارة، إن هناك ثلاثة محاور لاستخدام هذه التكنولوجيا، المحور الأول هو وضع السياسات التنظيمية في كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا بحيث تضمن سرية المعلومات، والمحور الثاني هو تسهيل استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة ودمجها في القطاعات كافة، ثم المحور الثالث وهو الدعم البشري لنشر ثقافة الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هناك العديد من المبادرات الإماراتية التي تدعم هذا الاتجاه. وأشار أن الإمارات تستعين بالخبرات الهندية لتعزير آمنها الإلكتروني ومواجهة الهجمات الإلكترونية والجرائم والإرهاب الإلكتروني.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©