الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"ديربي مدريد".. صراع "الأخوة الأعداء"!

"ديربي مدريد".. صراع "الأخوة الأعداء"!
29 سبتمبر 2018 00:05

وليد فاروق (دبي)

شاءت حظوظ ريال مدريد أن تكون مواجهته الأولى بعد سقوطه الكبير أمام إشبيلية، بثلاثية نظيفة، ضمن منافسات المرحلة السادسة من الدوري الإسباني لكرة القدم، أمام جاره «اللدود» أتلتيكو مدريد في ديربي العاصمة الإسبانية الشهير، ضمن منافسات الجولة السابعة من «الليجا»، والذي يحتضنه استاد سانتياجو برنابيو اليوم.
ويحتل ريال مدريد المركز الثاني في جدول الترتيب برصيد 13 نقطه بفارق الأهداف عن برشلونة المتصدر بنفس الرصيد، ومتفوقاً على اتلتيكو الذي يحل ثالثاً برصيد 11 نقطة.
ولن تكون المواجهة الجديدة بين «الأخوة الأعداء» في مدريد، مجرد مباراة جديدة تجمع قطبي العاصمة، ولكنها بمثابة مواجهة ثأرية من جهة بالنسبة للميرينجي، الذي خسر أول ألقابه في الموسم الحالي، بخسارته كأس السوبر الأوروبي أمام غريمه «المدريدي»، في حين ستكون نفس المباراة بمثابة نقطة الانطلاق الحقيقية نحو المنافسة والوصل إلى المركز الثاني - على الأقل - بالنسبة لـ«الروخي بلانكوس»، وفي نفس الوقت تأكيد التفوق على غريمه وجاره.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد وضع ريال مدريد ومدربه جولين لوبيتيجي نفسه في مأزق خطير، بعد الخسارة الكارثية الأخيرة أمام إشبيليه بعدما تسللت الشكوك لجماهير الملكي في قدرته على قيادة الفريق هذا الموسم، خاصة بعدما خسر حتى الآن 3 مباريات هامة أمام اتلتيكو مدريد في السوبر الأوروبي، وتعادل مع بيلباو، ثم خسر من الفريق الأندلسي، ولا يزال مشوار الدوري لم ينقض منه سوى 6 جولات فقط، والسابعة أمام أتلتيكو مجدداً.
وتشاء الظروف أن تكون الخسارة الأولى للريال بعد ساعات معدودة من فوز عدد من لاعبيه بحضور قوي في تشكيلة العالم المثالية، في اختيارات الفيفا على رأسهم ثلاثي الدفاع رافايل فاران، وسيرجيو راموس، ومارسيلو، ومعهم الكراوتي مودريتش الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم، ولكن كل هؤلاء لم يشفعوا لفريقهم النجاة من كمين إشبيليه والسقوط أمامه بثلاثية قاسية.
وبالطبع فإن تحقيق الفوز ستقلب الوضع لمصلحة الملكي، بمعنى أنها ستكون فرصة مواتية أمام مدرب منتخب إسبانيا السابق، لضرب عدة عصافير بحجر واحدة، في حالة فوزه على الروخي بلانكوس، إذ سيعوض هزيمته في السوبر الأوروبي، بجانب مواصلة السعي نحو اعتلاء صدارة الليجا، فضلا عن استعادة ثقة الجمهور من جديد، وتجاوز أزمة السقوط أمام إشبيلية.
ويفتقد ريال جهود صانع اللعب إيسكو الذي خضع لجراحة هذا الأسبوع لعلاج التهاب الزائدة الدودية، كما تحوم شكوك حول مشاركة مارسيلو بعد إصابته في الساق أمام إشبيلية.
على الجانب الآخر، يخوض الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدردي هذا «الديربي» بسجل رائع من النتائج في سانتياجو برنابيو إذ لم يخسر هناك في الدوري منذ ديسمبر 2012، عندما كان جوزيه مورينيو يتولى تدريب ريال مدريد، علاوة على أنه فرض تفوقه في أولى مواجهة تجمعه مع الإسباني لوبيتيجي بفوزه عليه في مباراة السوبر الأوروبي.
وبعدما جمع فريقه 5 نقاط فقط من أول 4 مباريات بدا أن أتلتيكو عاد للطريق الصحيح بفوزين مقنعين أمام خيتافي وويسكا، ليصبح الآن على بعد نقطتين من ثنائي الصدارة برشلونة وريال مدريد.
وبرغم المعنويات الإيجابية التي تفرض نفسها على لاعبي أتلتيكو ومدربهم، قبل مواجهة الليلة، إلا أن الفريق يخشى تفاقم إصابة نجمه الأوروجوائي، خوسيه ماريا خيمينيز الذي يعاني آلاماً عضلية، وكذلك المونتينيجري ستيفان سافيتش، المصاب.
في نفس الوقت، يأمل الإسباني دييجو كوستا، مهاجم أتلتيكو مدريد، الذي يمر بأسوأ مراحله مع فريقه أن يشهد هذا«الديربي» إفطاره عن مرحلة صيامه عن التهديف في الليجا، والتي طالت كثيرا ووصلت إلى 15 مباراة متتالية حتى الآن، وعادل بهذا«الصيام» سجله السابق، والذي كان قد فعله أيضا بين عامي 2010 و2011.
وشارك كوستا في الليجا هذا الموسم في 6 مباريات لم يسجل فيها أي أهداف، حيث اكتفى بصناعة هدف وحيد، وهو مؤشر سلبي للغاية قبل الديربي اليوم.

الأرقام الدفاعية تميل لمصلحة راموس
لن تكون المواجهة بين قطبي «مدريد» على صعيد الهجوم فقط، والهدافين القادرين على هز الشباك، ولكنها ستكون أيضاً مواجهة صعبة على مستوى المدافعين في كلا الفريقين، حيث سيحاول كل فريق حرمان منافسه من هز شباكه ونيل زمام المبادرة من أجل اقتناص نقاط المباراة الثلاث الهامة في صراع المنافسة على قمة الليجا.
ويبرز على صعيد دفاع «الملكي» النجم الإسباني سيرخيو راموس الذي خاض في الموسم الماضي 26 مباراة مع ريال مدريد في بطولة الدوري الإسباني بواقع 2290 دقيقة طوال الموسم.
وتشير الأرقام إلى أن قائد ريال مدريد نجح في قطع الكرة 29 مرة من المنافسين بنسبة نجاح 72.5% من إجمالي محاولاته للحصول على الكرة، وشتتها 84 مرة، بينما منعها من الوصول للمرمى 12 مرة.
في المقابل، شارك النجم الإسباني في 6 لقاءات هذا الموسم بإجمالي 540 دقيقة، نجح خلالها في قطع الكرة 11 مرة، بنسبة نجاح 91.7% من إجمالي المحاولات.
وعلى الجانب الآخر، يبرز على صعيد المدافعين في فريق اتلتيكو مدريد اللاعب الأوروجوائي دييجو جودين الذي شارك الموسم الماضي مع فريقه في 30 مباراة مع بإجمالي زمن 2554 دقيقة في الدوري الإسباني فقط.
ونجح قائد دفاع النادي الأتلتي في قطع الكرة 33 مرة في تلك المشاركات، بنسبة نجاح 66% فقط، أي أقل من راموس بنسبة 6.5%، وشتت الكرة 140 مرة، بينما منعها من الوصول لمرماه 20 مرة. وفي الموسم الحالي، شارك جودين في 6 مباريات بالدوري لعب خلالهم 469 دقيقة، ونجح في قطع الكرة 4 مرات فقط بدقة بلغت 33.3%، وهي النسبة الأسوأ له في مسيرته، وشتت الكرة 18 مرة، بينما لم يمنع أي تسديدة على مرماه.

سيميوني يطارد الفوز السادس
ستكون زيارة الأرجنتيني دييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، لملعب سانتياجو برنابيو اليوم في «ديربي مدريد» هي الـ13، في تاريخه، حيث توج مع فريقه على نفس الملعب بكأس الملك 2013، وخاض عليه ذهاب كأس السوبر الإسباني الذي فاز به في 2014.
ولم يعرف سيميوني طعم الخسارة في هذا الملعب في 5 مواسم متتالية بالليجا، ويأمل بالطبع في رفع هذا الرقم إلى 6 مواسم.
وكان أول ظهور للمدرب الأرجنتيني على هذا الملعب في أول ديسمبر 2012، حيث خسر فريقه 2-0 .
وفي الظهور الثاني، بنهائي كأس الملك في 17 مايو 2013 أنهى المدرب الأرجنتيني سلسلة الإخفاقات للروخيبلانكوس أمام «الغريم التقليدي»، وقلب النتيجة بعد تقدم كريستيانو، فتعادل دييجو كوستا قبل أن يحرز البرازيلي جواو ميراندا هدف الفوز.
لم تكن هذه مجرد بطولة فحسب، والتي كانت تعد الثالثة للأتلتي في عهد سيميوني، فقد كانت أول بطولة كأس ملك يتوج بها الروخيبلانكوس منذ 1996، ومثّلت كذلك نقطة تحول في مسار الروخيبلانكوس الذي قفز قفزة كبيرة بين عمالقة الأندية الأوروبية.
فقد فاز الأتليتي بعدها بالدوري (2013-2014) وكأس السوبر الإسباني (2014) وكأس السوبر الأوروبي (2018) والدوري الأوروبي (2017-2018) فضلا عن الوصول مرتين لنهائي دوري أبطال أوروبا. وحقق الأتليتي الفوز 3 مرات على البرنابيو في الليجا، وجاءت الانتصارات الثلاثة على التوالي منذ 2013 حتى 2016 بواقع 0-1 في 28 سبتمبر 2013 بهدف لدييجو كوستا، و1-2 في 13 سبتمبر 2014 في لقاء حسمه أردا توران في الرمق الأخير، بعدما سجل تياجو مينديش وتعادل كريستيانو رونالدو، و0-1 في 27 فبراير 2016 بهدف من توقيع جريزمان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©