الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حاكم الشارقة يستقبل سلطان بن سلمان آل سعود ويفتتحان معرض "صدى القوافل"

حاكم الشارقة يستقبل سلطان بن سلمان آل سعود ويفتتحان معرض "صدى القوافل"
18 أكتوبر 2018 01:05

الشارقة (الاتحاد)

استقبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية، وذلك صباح أمس الأربعاء في فندق شيراتون الشارقة.
ورحب سموه، في مستهل لقائه، بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتبادل معه الأحاديث الودية ذات الاهتمام المشترك، في المجالات الثقافية والعلمية والتراثية.
وافتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية، معرض «صدى القوافل.. مراكز حضارية من المملكة العربية السعودية خلال فترة ما قبل الإسلام» والذي تقام فعالياته بمتحف الشارقة للآثار.
ويأتي المعرض ضمن مجالات التعاون الثقافي بين هيئة الشارقة للمتاحف والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية، وتستمر فعالياته حتى 31 يناير 2019م.

روابط تاريخية
وتجوّل صاحب السمو حاكم الشارقة وسمو الأمير في مختلف أقسام المعرض التاريخي الذي يضم خمسين قطعة أثرية مكتشفة في المملكة العربية السعودية تعرض للمرة الأولى أمام الجمهور، وتكشف عن الروابط التاريخية العميقة والتقاليد والعادات المشتركة بين أبناء منطقة الجزيرة العربية.
وطاف سموه، خلال جولته، على أقسام المعرض، متعرفاً إلى تواريخ القطع المعروضة، وأهميتها الفنية والتاريخية والعلمية في قراءة ودراسة وتحليل تاريخ التجارة وطرق القوافل والآثار في شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى أماكن اكتشافها والتي تسرد جزءاً مهماً من تاريخ المنطقة وثقافتها والعلاقات بين سكان المناطق في ذلك الوقت.
كما يتضمن المعرض 6 قطع أثرية من مقتنيات متحف الشارقة للآثار اكتُشفت في أهم المواقع التاريخية في الشارقة، وهي: مليحة ومويلح وجبل البحيص، ويعود تاريخها إلى ما بين 2000 سنة قبل الميلاد وعام 300 بعد الميلاد.
وتُعد المجموعة الأثرية المعروضة من المملكة العربية السعودية ذات أهمية تاريخية وفنية، وتم اكتشافها في مناطق تاريخية مهمة في ذلك الوقت، تشمل مواقع نجران، والعلا، وتيماء، وهي محطات توقف مهمة على أهم الخطوط التجارية الرئيسة، حيث كان المسافرون وقوافل التجار يقصدونها وهم محملون بالبضائع المختلفة، مثل البخور والأواني الفخارية، وغيرها. كما كان المسافرون على الطرق التجارية القديمة يعبرون نجران في جنوب الجزيرة العربية، في طريقهم إلى موقع العلا، والذي شكّل نقطة ربط بين المدن والمناطق في الجنوب، والمراكز الثقافية الكبرى في أقصى الشمال، بينما كان موقع تيماء نقطة عبور رحلاتهم إلى بلاد الرافدين.
وتتضمن قائمة القطع الأثرية التي ستعرض للجمهور منحوتات غنية بالتفاصيل من البرونز للماعز والإبل، ومذبح من الحجر الرملي ينتهي بمجسم لرأس ثور له قرنان، ومفتاح من البرونز، ومباخر بتصاميم متنوعة، وعدد من التماثيل، إضافة إلى مجموعة من الجرار والأواني الفخارية مختلفة الأشكال والأحجام.

سبل التواصل
ويُقدم المعرض لمحة عن السُّبل التي كان يتبعها أبناء القرى والمدن في مختلف أرجاء الجزيرة العربية للتواصل والتبادل التجاري فيما بينهم، حيث كان سكان المنطقة يتنقلون ويعبرون المسافات الشاسعة باستخدام شبكة معقدة وواسعة من الطرق التي كانت تربط بين أطراف الجزيرة العربية، وكان التواصل قائماً بين أبناء المنطقة حتى قبل اختراع العملات وصك النقود والقيام بالمعاملات بهدف تحقيق المكاسب المادية.

دلائل حضارية
ويتيح معرض «صدى القوافل... مراكز حضارية من المملكة العربية السعودية خلال فترة ما قبل الإسلام» فرصة نادرة لأفراد المجتمع والمهتمين بالفنون في الشارقة والإمارات للاطلاع على هذه المجموعة المميزة للمقتنيات الأثرية.
وفي تصريح لصاحب السمو حاكم الشارقة بهذه المناسبة، قال سموه:
نرحب بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي شرفنا في هذا اليوم، ولم يشرفنا بنفسه فقط، وإنما شرفنا بعلمه ومعرفته، وما يحمله الذين معه من علمٍ ومعرفةٍ، وأنا كشخص باحث في تاريخ المنطقة قديماً، في هذه اللحظات الدقيقة، كنت قد استفدت الكثير، وأتمنى أن أدرس كل ما جاء في هذا المعرض من الناحية التاريخية، ومن ناحية الطرق التجارية، وأنا من الذين كتبوا في هذا المجال، ليس على الأرض، وإنما كتبته في البحر، فالآن - إن شاء الله - أكمل هذه المعلومات الموجودة. لقد وجدتُ ضالتي هنا.
فهذه المعارض ترتقي بالذوق الإنساني لما تحويه من معلومات عن أسلافنا الذين لم تكن لهم تجارة وحسب، بل تمتعوا كما تبرز اللغة الموجودة هنا، بالذائقة الموسيقية، الذائقة الراقصة، وذائقة اللعب بالدمى، وهذه من سمات الدول المتحضرة، وليست بدائية، فالبدائية لا تعطي شيئاً.
ولذلك، أرى أن هذا المعرض، وأشباه هذا المعرض والكنوز التي تخرج الآن من المملكة العربية السعودية، تثري الفكر العربي الذي يقول إننا أتينا من البداوة، ويعتبر البداوة بعيدة عن التحضر. ها هي الحضارة والبداوة جزء منها، والبداوة ليست عيباً، وإنما البداوة هي القيم الموروثة التي يلتزم بها الإنسان، ولذلك نتمنى - إن شاء الله - أن تنتهي هذه الاكتشافات إلى مزيد من هذه العلوم.
أنا جداً سعيد بهذا اليوم بما شاهدته، وأتمنى التوفيق للعاملين في هذا المجال، وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير الأخ سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي لم يستطع أحد أن يواكب فيه بهذه المواكبة التي تجاوزت الآن أكثر من 10 سنوات، من العمل الدؤوب ليس في مجال إخراج التراث من الأرض وحسب، وإنما، أيضاً، إحياء التراث الذي على الأرض، كما في هذه المناطق وهذه الحواضر التي يعيدها مثلما كانت، ونتمنى - إن شاء الله - أن نزورها، ونرى ما يقوم به، ونحن لا نملك إلا الدعاء والتوفيق له وللذين يعملون معه.

السعودية.. ملتقى الحضارات
ومن جانبه، ثمّن سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، حضور وتشريف صاحب السمو حاكم الشارقة للمعرض وافتتاحه، مشيراً إلى أن تكرّم سموّه بالحضور يحمل من المعاني والدلالات الشيء الكثير، فسموه شخصية عالمية، ورجل الثقافة، والمعرفة والعلم، ورجل التاريخ.
ولفت سمو الأمير سلطان بن سلمان إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في مجال حماية التراث والآثار واستعادتها، وتدريب أجيال جديدة من الآثاريين، وعمليات التطوير الشاملة للمتاحف، وإنشاء وحدات جديدة منها، مما يسهم في تعريف العالم بالتراث الضخم الذي تضمه المنطقة، كونها أرض وملتقى حضارات موغلة في القدم.
شهد فعاليات المعرض إلى جانب سموهما: الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، علي إبراهيم المري رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، محمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، خالد بن بطي الهاجري مدير عام المدينة الجامعية، منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، سعود بن فهد السويلم القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية لدى الدولة، عبد الرحمن علي الجروان، وعدد من ممثلي الهيئات والمؤسسات العلمية والتراثية.
كما ودع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صاحب السموّ الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، في ختام زيارته إلى إمارة الشارقة.
وكان في مقدمة مودعي رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لدى مغادرته مطار الشارقة الدولي، الشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني في الشارقة، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير عام هيئة مطار الشارقة الدولي، والشيخ سلطان بن عبد الله آل ثاني مدير دائرة الطيران المدني، وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©