الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أفلام الإمارات تنافس السينما العالمية على "شباك التذاكر"

أفلام الإمارات تنافس السينما العالمية على "شباك التذاكر"
19 أكتوبر 2018 01:06

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

جذب الجمهور لحضور الفيلم الإماراتي في صالات العرض، ظل حلماً يراود صناع السينما المحليين، الذين أخذوا على عاتقهم هم تواجد الفيلم المحلي، فتحدوا أنفسهم وذللوا الصعاب بجهود فردية، اقتناعاً منهم بأن لديهم إمكانات تجعل أعمالهم تسجل حضوراًِ في العروض، وتنافس الأفلام العالمية والعربية والخليجية على شباك التذاكر، وأتت بالفعل العديد من محاولات بعض المنتجين والمخرجين التي حققت هذا الحلم وكسبت ثقة الجمهور، وحصدت إيرادات عالية، خصوصاً بعد تنفيذها بأعلى المستويات الفنية والتقنية، إلى جانب المحتوى والمضمون المميز، كلها عناصر أهلتها لتحقيق الصدى والنجاح الكبيرين دون اقتصارها على العرض المهرجاني.
«ضحي في أبوظبي» لـ راكان .. «عوار قلب» لجمال سالم.. «هجولة» لعلي المرزوقي.. «فريج الطيبين» و«مزرعة يدو» لأحمد زين.. «كارت أحمر» لناصر التميمي.. «عاشق عموري» لعامر سالمين المري، أفلام خرجت من قفص المهرجانات، واعتمدت على تحقيق النجاح من خلال عرضها تجارياً في السينما المحلية والخليجية في عرض أول لها، ليأتي التميز في الفيلم الاجتماعي الرياضي «عاشق عموري»، ليقفز نحو الإنجازات المحلية والعالمية، بعرضه في المهرجانات وكذلك العرض التجاري، حيث يعتبر أول فيلم إماراتي يشارك في 14 مهرجاناً دولياً وعربياً، إلى جانب احتلاله مراكز متقدمة في شباك التذاكر، علماً بأن هناك أفلاماً أيضاً حصدت إيرادات عالية في شباك التذاكر، لكنها عرضت في المهرجانات المحلية أولاً مثل «ساير الجنة».

معايير فنية
هذه الطفرة التي شهدتها الأفلام الإماراتية في عروضها التجارية، تحققت منذ 3 سنوات تقريباً، وكانت نتيجتها الانتعاش في الحركة السينمائية بالعديد من الأفكار والقصص المختلفة والمتجددة، والتي تنوعت بين «الأكشن» والدراما والرعب والكوميديا، حتى أوجدت مفهوم السينما التجارية، ووسط هذه الانفراجة، التي تحققت من قبل صناع السينما المخضرمين والشباب، تظل هناك طموحات أكبر وتحديات أكثر يريدون تحقيقها لدفع عجلة إنتاج الأفلام التجارية إلى الأمام، بعد أن وضعت بصمة فنية في الصالات السينمائية، حيث قال المخرج راكان: خروج الأفلام من قفص المهرجانات إلى صالات العرض، وتحقيقها الصدى الكبير والانتشار الجيد داخلياً وخارجياً، يرجع إلي التقنيات التي استخدمت في هذه الأعمال، والمعايير الفنية عالية المستوى التي عكست طبيعة الثقافة والتراث وصورة المجتمع المحلي، إلى جانب قضاياها المجتمعية التي لامست هموم الناس بشكل عام والشباب على وجه الخصوص.
ولفت إلى أن ما حققه صناع السينما الشباب في إنتاج أعمال سينمائية بشكل فردي، أوجد مفهوم السينما التجارية.
ورغم أنها كانت تجربة محفوفة المخاطر، لاسيما أن المنتج لا يعرف إذا كان سيحقق الربح من هذه التجربة، إلا أن الأغلبية، الذين لديهم شغف بالسينما وحب في إظهار الفيلم الإماراتي بأحسن صورة، ظلوا يسعون وراء حلمهم بأن يحتل الفيلم الإماراتي مراكز متقدمة في شباك التذاكر، بغض النظر عن الربح.

كسب الثقة
وأشار راكان إلى «ضحي في أبوظبي» و«ضحي في تايلاند»، اللذين تولى إخراجهما، اكتسبا ثقة الجمهور في مشاهد الفيلم الإماراتي، خصوصاً «ضحي في أبوظبي» الذي حقق نجاحاً منقطع النظير في الصالات المحلية والخليجية، لدرجة أنه أعيد عرضه لأكثر من 3 أسابيع، وهذا في حد ذاته شجع مجموعة من الشباب على تنفيذ أعمال إماراتية لعرضها في السينما.

المعادلة الصعبة
الفنان أحمد زين مخرج فيلم «فريج الطيبين»، أكد أنه يجب الاهتمام وتقديم الدعم للفيلم التجاري بشكل أكبر، وقال: الأفلام الإماراتية التي انتجت في الفترة الأخيرة واعتمدت على عرضها السينمائي، وحققت المعادلة الصعبة، في جذب الجمهور للفيلم الإماراتي وتحقيق مراكز متقدمة في شباك التذاكر بمنافسة الأفلام الأخرى، كان أغلبها من إنتاجات فردية، لكنها كانت عالية المستوى، سواء في المضمون أو التقنيات الإخراجية أو الجرأة في الطرح واختيار القصص المتنوعة، منوهاً أنه إذا تواجد الدعم لهذه الأفلام بشكل أكبر، سيتم تنفيذ أعمال بمستويات تقنية أعلى، وفي الوقت نفسه سيعمل ذلك على تشجيع الصناع واستمراريتهم في صناعة الأفلام.
وأضاف: كان فيلم «مزرعة يدو» الشرارة التي نورت لصناع السينما طريقهم إلى العرض التجاري، إلى جانب أفلام أخرى حققت نجاحاً بعده، لذلك فنحن من جهتنا كصناع سينما، قطعنا أشواطاً مهمة بتوجهنا نحو صناعة أفلام للعرض التجاري، الأمر الذي كنا نفتقده في السابق، حيث حقق العديد من الأفلام البارزة نجاحاً وتابعها الناس بشغف، لاسيما أنها لامست بشفافية تقدم وارتقاء الذائقة والثقافة الفنية لدى الناس في المجتمع وبات الجمهور يتابع جديد الأفلام الإماراتية، وما تقدمه من قضايا ورؤى مختلفة.

لغة سينمائية
المنتج والمخرج عامر سالمين المري الذي عرض له مؤخراً فيلمه الجديد «عاشق عموري» بصالات السينما، ويحقق إنجازات أخرى بمشاركته في مهرجانات دولية وعالمية حاصداً جوائز وشهادات تقدير قال: إنجاز كبير تحققه الأفلام التجارية في الفترة الأخيرة، فلم أتوقع أو أفكر يوماً عندما نقذت فيلم «عاشق عموري» في أول تجربة كتابية وإخراجية لي، أن يكسب ثقة الجمهور كونه فكرة رياضية جديدة، ويتحول في الوقت نفسه بعد العرض التجاري، إلى «سفير الإمارات» في المحافل الدولية والعالمية، فمثل هذه الأفلام التي تصنع بطابع فني ولغة سينمائية ومضمون عال من ناحية السيناريو والإخراج والأداء، هي ما تحسب لإنجازات السينما الإماراتية.
وتابع: في الـ3 سنوات الأخيرة، أصبح لدينا حركة فنية، في ظل وجود سوق السينما في الإمارات، بتوفر شركات الإنتاج وعدد الصالات، التي أعطت الفرصة للسينمائيين بعرض أعمالهم، ففي السابق لم تتوفر هذه العناصر، لكنها موجودة حالياً على أرض الواقع، لذا يحقق الفيلم الإماراتي إنجازات في العروض التجارية.
ونوه المري إلى ضرورة وجودة الرعاية والدعم للأفلام التجارية، فبعد أن استطاع صناع السينما إرضاء طموحات الجمهور، لابد من الاستمرار وتقديم مستوى فني أعلى مما قدم، حتى لا تهتز هذه الثقة.

تكاتف المخضرمين والشباب
أعطت التجارب السينمائية مساحة كبيرة لإبراز الفيلم الإماراتي، ومنافسته للأفلام السينمائية الأخرى، بحسب ما أكد المخرج والمنتج ناصر التميمي، الذي عرض له منذ فترة فيلم «كارت أحمر».
وقال: تكاتف صناع السينما المخضرمين والشباب في إنتاج أعمال سينمائية إلى الشاشة الذهبية مباشرة، أدى إلى انتعاش الفن السابع، موضحاً أن الفيلم الإماراتي خرج من نطاق المحلي إلى الخارجي بعد عدة تجارب جيدة، ميزته في الساحة، وأن أهم ما ميز الأعمال المحلية نوعية الأفلام المقدمة والتي تم تنفيذها بصيغة فنية لعرضها في صالات السينما والمهرجانات.
وشدد التميمي على ضرورة تواجد الدعم لهؤلاء السينمائيين الذين يصرون بين فترة وأخرى على حضور الفيلم الإماراتي، لاسيما أن أغلب الإنتاجات الماضية كانت بجهود فردية مع دعم بسيط، موضحاً أن التركيز في الفترة الحالية من المفترض أن يكون على الأفلام التجارية، بعد غياب المهرجانات المحلية.

مغامرة «شباب شياب»
«شباب شياب».. أحدث الإنتاجات السينمائية الإماراتية، التي تم إنتاجها من قبل «إيمج نيشن» لعرضها في صالات السينما مباشرة، ومن المقرر أن يطلق عرضه التجاري 22 نوفمبر المقبل، ويروي الفيلم العائلي الذي أخرجه ياسر الياسري، ولعب بطولته سلوم حداد وسعد الفرج ومرعي الحليان ومنصور الفيلي، قصة 4 أصدقاء يعيشون في دار للمسنين، وعندما يرث أحدهم ثروة كبيرة، يذهبون جميعاً إلى دبي بتشجيع من طبيبتهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©