الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

العطار.. يوثّق ذاكرة "السينما في دولة الإمارات"

العطار.. يوثّق ذاكرة "السينما في دولة الإمارات"
23 أكتوبر 2018 01:11

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

من خلال معرضه، الذي حمل عنوان «السينما في دولة الإمارات»، وانطلق مساء أمس الأول في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي بـ«مساحة المشروع»، ويستمر حتى الخامس من نوفمبر المقبل، يرى الفنان والمصور الفوتوغرافي الإماراتي عمار العطار، أن التطبيقات الإلكترونية السينمائية وعصر أفلام الـ«أون لاين»، دفعا بعض أصحاب دور العرض إلى إغلاق صالات السينما القديمة وهدم بعضها أو تجديدها، والتي ظهرت في الإمارات أواخر الخمسينيات، ومنها سينما تسمى بـ«سينما هارون» بالشارقة، وكانت تقع آخر شارع العروبة مقابل السوق المركزي حالياً، حيث إن هذه السينما كانت مفتوحة، أي تعرض أفلامها في الهواء الطلق، وبذلك كانت تقع عروضها تحت رحمة الظروف الجوية، ولكن عشاق الأفلام كانوا يصمدون ويستمرون في المشاهدة حتى لو كانت تمطر بغزارة، وكانت الكراتين والأوراق المقواة هي مظلاتهم البدائية التي يحتمون تحتها، والعروض في هذه السينما كانت تبدأ في التاسعة مساء، وكان يوم الاثنين من كل أسبوع مخصصاً للنساء فقط.
وفي الفترة ذاتها تقريباً كانت هناك سينما في دبي تسمى «ناشونال سينما» (سينما الوطن)، وفي رأس الخيمة ظهرت سينما «النخيل» في حقبة الستينيات، وفي كلباء كانت هناك سينما أنشأها شخص يدعى «مظفّر»، ويقال إن سينما الماريه، من أوائل دور السينما التي تم افتتاحها في إمارة أبوظبي، وكانت «سينما الدورادو» من بعدها.

ملصقات ووثائق
تطرق العطار من خلال معرضه إلى صور لملصقات أفلام ومطبوعات سينمائية وإيصالات شحن ووثائق مكاتب بريد لبعض الأفلام الشهيرة القادمة من منطقة جنوب آسيا والشرق الأوسط وهوليوود، والتي عرضت في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إلى جانب القصص والروايات المجهولة، والتي لم تحظ باهتمام ضمن الممارسات الثقافية حول صناعة السينما، وطقوس حضور الأفلام في صالات العرض بدولة الإمارات.
وسعى العطار، من خلال عدسته، منذ أن قرر الانغماس في مجال التصوير، إلى توثيق اللحظات والموضوعات التي ترتبط بحياة الناس، وكانت السينما أحد اهتماماته نظراً لشغفه الدائم بمتابعة الأفلام الأجنبية والعربية والهندية، وكان قرار هدم مبنى الجولدن سينما في دبي عام 2015، والتي تعود إلى عام 1971، الحافز الذي دفع العطار إلى توثيق السينما قبل الهدم، حيث وجد الكثير من ملصقات الأفلام التي تعود لسبعينيات القرن الماضي، إضافة إلى أوراق تبين المخاطبات والرقابة والمراسلات لدور العرض السينمائية آنذاك، وجمع على مدار السنوات الثلاث الماضية، السجلات والمقتنيات السينمائية التي توثق المعلومات الرسمية وغير الرسمية الخاصة بالمطبوعات والنشرات الإعلانية السينمائية، والتي كان يتم توزيعها يدوياً، إضافة إلى ملصقات الأفلام التي تعيد تجسيد الثقافة للسينما في دولة الإمارات.

سينما مستقلة
ويعود المعرض بزواره إلى دور السينما المستقلة التي تم بناؤها في بدايات سبعينيات القرن الماضي، حيث استضافت مجموعة منتقاة من الأفلام السينمائية من بنجلاديش ومصر وهوليوود والهند ولبنان وباكستان، والتي شكلت آنذاك مكاناً لالتقاء أفراد المجتمع، ومع مسيرة التطور في الإمارات، تحولت هذه الدور السينمائية إلى مراكز سينمائية ضخمة تدعم زوارها بسلسلة واسعة من برامج الجمهور الترفيهية، التي عادة كانت تفتقر إليها مجمعات المسارح السينمائية.
وعن معرضه، قال العطار: «قدمت العام الماضي معرضاً عن «سينما جولدن دبي» فقط، لكن تعتبر (السينما في دولة الإمارات)، أول معرض من نوعه يقدم مقتنيات سينمائية قديمة بصورها الأصلية حول صناعة السينما قبل وبعد اختفائها، من 7 صالات سينمائية من إمارات مختلفة منها: سينما (الدورادو) أبوظبي و(غرناطة) في أم القيوين و(بلازا) في الفجيرة التي تحولت إلى متجر في الوقت الحالي، و(سينما الحمرا) في الشارقة و(سينما الخليج) في رأس الخيمة.

طقوس عائلية
وتابع العطار: «يقدم المعرض صورة واسعة وشاملة حول الثقافة السينمائية في دولة الإمارات ومنطقة الخليج، من خلال رصد ظواهر عدة، من بينها الطقوس العائلية الأسبوعية المتمثلة في الذهاب إلى صالات السينما أو الملصقات الدعائية المستخدمة في الترويج عن الأفلام أمام شريحة عريضة ومتنوعة من الجمهور، كما قدم لمحة حول تاريخ عرض الأفلام، واستخدام معدات عرض قديمة إلى جانب إحضار مقاعد السينما القديمة من صالة عرض «جولدن سينما دبي»، التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، ليكون المعرض بمثابة تاريخ لسينما الإمارات زمان».

السينما والوسائل البصرية
يعد المعرض جزءاً من مؤتمر «السينما ووسائل الإعلام البصرية في الخليج»، الذي تنظمه علياء يونس بالتعاون مع ديل هدسون في معهد جامعة نيويورك أبوظبي، خلال الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر الجاري، وتزامناً مع المؤتمر، سيقام حوار فني مع المصور المبدع عمّار العطار في «مساحة المشروع» يوم 29 أكتوبر الجاري.

كتاب «عكس الزمن»
كشف المصور الفوتوغرافي عمار العطار أنه يعد لتحضير مشروع جديد، عبارة عن كتاب حول مشروعه الذي عرضه في السابق خارج الدولة وحمل عنوان «عكس الزمن»، والذي يبحث من خلاله عن تاريخ التصوير في الإمارات وتطوره، والمصورين القدامى في الدولة، وكيف كانت تلتقط الصور بالاستوديو في القدم وكيف تطور التصوير عبر الزمن، والقصص المتعلقة به، وكذلك كيفية تلوين الصور التي التقطت بالأبيض والأسود، مشيراً إلى أنه من المقرر أن يحول الكتاب إلى منصة رقمية، حيث إنه أجرى لقاءات مع عدد من المصورين الإماراتيين القدامى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©