"الغرفة الحسية" تنمي قدرات ذوي التوحد

أحمد السعداوي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة

«الطفولة المبكرة في أبوظبي» تقدم دليلاً متكاملاً للوالدين بشأن رعاية الطفل

يوسف بن إسماعيل يحوِّل «الليجو» إلى مشاريع مبتكرة

غرفة التكامل الحسي أو ما يعرف بـ «الغرفة الحسية»، تلعب دوراً كبيراً في الارتقاء بمهارات وقدرات الكثير من الأطفال اصطحاب الهمم، خاصة ممن لديهم اضطراب التوحد، بما تحتويه من تجهيزات تساعد على تقوية الحواس، حيث تعمل على تنمية الانتباه واللمس والتذوق والإدراك.
نزيه خادم والد الطفل محمد، الذي يعاني اضطراب التوحد، قال إن ابنه يعيش في أسرة مكونة من أربعة أفراد، له أخت بعمره نفسه، يعيش في بيئة اجتماعية وثقافية جيدة، ومراحل الحمل والولادة مرت تحت إشراف طبي، وكان وزنه عند الميلاد 3 كجم تقريباً، بنيانه الجسمي يتناسب وعمره الزمني، السمع طبيعي «بناءً على تقرير طبي»، كما أنه لا يعانى أمراضاً جسمية أو عضوية، بدأت تظهر عليه الأعراض قبل أن يكمل عامه الثاني، حينها بدأنا ندرك أن محمد قد يكون مصاباً باضطراب التوحد، فبدأنا في رحلة العلاج والتأهيل.
التحق محمد بأحد المراكز في عمر خمس سنوات، حيث كان يعاني ضعف التواصل ومهارات الحياة اليومية، لكن التدريب في الغرفة الحسية، ساعد على دمجه في الحياة الأكاديمية بشكل جيد وممارسة العملية التعلمي، وهو الآن في الصف الخامس الابتدائي بإحدى مدارس أبوظبي.
ويروي والد الطفل عمر أشرف عبدالفتاح، أن ابنه جاء إلى الحياة سليم البنيان ولا يعاني أي مشكلات أو أمراض جسمية أو عضوية، من خلال عملية ولادة قيصرية، ولكن بملاحظة الوالدين في البيت وجدا أن عمر يعاني مشكلات في التواصل اللفظي، ضعف الانتباه والتركيز، ضعف التفاعل الاجتماعي.
ويتابع: شاهدنا فرقاً واضحاً في تدريب ابني بعد فترة من التدريب على المشكلات الحسية التي عاناها في فترة طفولته، وكان برنامج التكامل الحسي له الأثر في اكتسابه العديد من المهارات.
ويقول الدكتور محمد فودة اختصاصي التأهيل بأحد مراكز تأهيل وعلاج أصحاب الهمم بأبوظبي، إن المصابين بإعاقات شديدة لديهم اضطراب أو خلل في استقبال المعلومات الحسية، وإن هذه الحواس بحاجة إلى تنشيط أو تحفيز حتى تقوم بعملها بشكل صحيح، وهنا يظهر الدور المحوري للغرفة الحسية في تنشيط الحواس المختلفة لأصحاب الهمم، واهتمت مراكز التأهيل بإنشاء مثل هذه الغرف، إدراكاً لأهميتها ودورها الذي لا يمكن الاستغناء عنه في عمليات التأهيل.
ويشرح: تستخدم الغرفة الحسية وسيلة فعالة لتقييم وتأهيل الأشخاص الذين يعانون اضطرابات وظيفية في المعالجة الحسية، من خلال المثيرات الحسية أو التكامل الحسي، اعتماداً على أكبر تنوع من الأجهزة التكنولوجية الحديثة لخدمة الأهداف العلاجية بغرض تنمية القدرات والحواس.