عدد اليوم
حاتم فاروق (أبوظبي)
قال رؤساء تنفيذيون لشركات ومصانع محلية، إن إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة عن اكتشاف مكمن جديد للغاز الطبيعي بمخزون ضخم يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة، يمثل نقلة نوعية في تحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة من إمدادات الغاز الطبيعي، مؤكدين أن القطاع الصناعي بالدولة سيكون المستفيد الأول من زيادة وتيرة الإنتاج الوطني من الغاز الطبيعي الذي يمثل نسبة كبيرة في التكلفة التشغيلية للمصانع المحلية.
وأكد هؤلاء لـ«الاتحاد» أن تعزيز الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي سيكون له تداعيات إيجابية علي المشاريع التنموية الكبرى بشكل عام والصناعة الوطنية بشكل خاص، وذلك تماشياً مع استراتيجيات التطوير التي تنتهجها الدولة في إطار الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة، لافتين إلى أن التوجه نحو إنتاج الغاز الطبيعي في برامج التصنيع سيعزز من خطط الدولة بالتحول نحو اقتصاد أخضر منخفض الكربون.
الاكتفاء الذاتي
وقال المهندس جمال الظاهري الرئيس التنفيذي لمجموعة «صناعات»، إن اكتشاف حقل جبل علي للغاز الطبيعي سيسهم في تعزيز موقع الإمارات ضمن الدول التي تملك أكبر احتياطات الغاز عالميا مما يحقق الاكتفاء الذاتي للدولة، مؤكداً أن الإعلان الجديد سوف يعزز من مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي حيث إن الغاز الطبيعي يشكل نسبة 89% من مصادر الطاقة التي تعتمد عليها القطاعات الاقتصادية في أبوظبي، ومن ضمنها القطاعات التي ندعمها في صناعات»
وأضاف الظاهري، أن الاكتشاف يشكل خطوة هامة لدفع عجلة النمو للاقتصاد الوطني، ما يساعد في خفض التكلفة التشغيلية للمصانع والسعر النهائي للمنتج الصناعي الوطني، بالإضافة إلى زيادة القدرة التنافسية للشركات الوطنية في الأسواق الخارجية، ما سيؤدي إلى زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي في البلاد.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة «صناعات» أن المجموعة تنظر إلى هذا الاكتشاف على أنه ترجمة لمساعي وجهود القيادة الرشيدة حفظها الله في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دور القطاع الصناعي كركيزة أساسية لبناء اقتصاد مستدام ومتنوع، متوقعاً أن يعم الاكتشاف الجديد الكلفة التشغيلية للمصانع المحلية.
أسعار تنافسية
من جانبه، قال المهندس سعيد غمران الرميثي الرئيس التنفيذي لشركة «حديد الإمارات»، إن اكتشاف دولة الإمارات العربية المتحدة لمكمن جديد للغاز الطبيعي في المنطقة بين سيح السديرة (أبوظبي) وجبل علي (دبي) بمخزون ضخم يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة، سيساهم في دفع العجلة الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار الرميثي إلى أن القطاع الصناعي في دولة الإمارات يعتبر لاعباً استراتيجياً في مسيرة التنويع الاقتصادي تماشياً مع استراتيجية التطوير الهادفة للاستعداد للخمسين عاماً المقبلة، وهذا بالتأكيد سيجعله أول المستفيدين من هذا الاكتشاف الجديد، حيث سيلبي كافة احتياجات الصناعة من إمدادات الغاز الطبيعي بأسعار تنافسية.
وأوضح الرميثي أن شركة «حديد الإمارات» قطعت أشواطاً طويلة في عملياتها وإنتاجها بما يواكب توجهات الدولة الصناعية، حيث يعتبر قطاع الصلب مساهماً أساسياً في مسيرة البناء ومحفزاً للصناعات التحويلية.
وسيساهم الاكتشاف الجديد في تحقيق رؤيتنا المستقبلية وتنفيذ مشاريعنا التوسعية الرامية إلى توفير منتجات ذات قيمة مضافة وتنافسية عالية.
بدوره، قال الدكتور أحمد بن حسن الشيخ، رئيس مجلس إدارة شركة «دوكاب»: «يأتي اكتشاف مكمن جديد للغاز الطبيعي في المنطقة المشتركة الواقعة بين إمارتي دبي وأبوظبي، والتي تغطي مساحة قدرها 5 آلاف كيلومتر مربع، ضمن أحد أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي، ما يعزز مكانة دولة الإمارات بين الدول التي تمتلك أكبر مخزونات الغاز الطبيعي على مستوى العالم.
وسيمثل هذا الاكتشاف رافداً حيوياً يساهم في تعزيز اقتصاد الدولة».
وأضاف» باعتبارنا مؤسسة وطنية تتمتع ببصمة جليّة في القطاع الصناعي في الدولة، فإننا على ثقة بأن هذا الاكتشاف سيعود بفوائد جمّة على مختلف قطاعات الدولة، علاوة على تأثيره الإيجابي في تحفيز وتيرة مساهمتنا لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وعلى صعيد التكاليف، لا يزال الوقت مبكراً للحديث عن مدى تأثيره علينا، إلا أن فوائده المؤكدة تتمثل في الاقتراب من هدف تحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة من إمدادات الغاز الطبيعي، بما يدعم مشاريعها التنموية الكبرى خلال المرحلة المقبلة تماشياً مع استراتيجية التطوير الهادفة للاستعداد للخمسين عاماً المقبلة».
