الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الرواية في مختبر الصورة ومناخاتها

الرواية في مختبر الصورة ومناخاتها
10 نوفمبر 2018 00:15

إبراهيم الملا (الشارقة)

يقع السيناريو بين شكلين فنيين هما: الرواية كنمط أدبي وسردي، وبين السينما كنمط بصري وتفاعلي، ووجود السيناريو كوسيط ذهبي يمنحه قابليةومرونة كي يتمدد في مشاع تخيلي يتآلف فيه الحوار مع المشهد، والطبيعة الخارجية مع المونولوج الداخلي، كما أنه يتخلّق في ذهن الكاتب، ثم يتشكّل لاحقاً في ذهن المخرج كمعمار وقوام للفيلم أو المسلسل التلفزيوني، مانحاً بذلك المشاهد قصصاً وحكايات يتمازج فيها الواقع مع الفانتازيا، وتتضامن فيها صنعة الكاتب مع حرفية المخرج.
ولتوصيف العلاقة بين الرواية والسيناريو، والشروط القياسية التي يمكن أن ترجح عملاً أدبياً للدخول في مختبر الصورة ومناخاتها الخاصة، نظّم معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس الأول ندوة بعنوان: «روايات مرئية» ضمن الفعاليات الفكرية والثقافية للدورة السابعة والعشرين للمعرض.
شارك في الندوة كل من الروائي والسيناريست الأميركي ترافيس هانتر، والكاتب المصري سعيد سالم، والمخرج السينمائي الفلبيني ألفين بيابان، وقدم ضيوف الندوة الإعلامية الدكتورة لمياء توفيق.
الروائي الأميركي هانتر الذي أنتج حتى الآن 12 رواية، حظي بعضها بصيت نقدي جيد في الأوساط الثقافية الأميركية ونال قبولاً واسعاً في الأوساط الشعبية هناك، قال: «إن الكثير من الروائيين يصطدمون برؤية المخرج وبشروط المنتج، عند الشروع في تحويل رواياتهم إلى أعمال سينمائية، ذلك أن تركيز أغلب هؤلاء المخرجين والمنتجين ينصّب على عنصري التشويق والإثارة، وبسبب تفضيل هذين العنصرين يتم الاستغناء عن تفاصيل سردية وجمالية كثيرة أوردها المؤلف في روايته الأصلية، واضطر للتنازل عن حمولاتها الأدبية والخيالية لصالح هذه الشروط الإنتاجية الجديدة التي تطمح لتقليل التكاليف وزيادة الأرباح عندما يتعلق الأمر بتوزيع الأفلام أو الأعمال الدرامية وتسويقها».
بدوره، أكد المؤلف والسيناريست المصري سعيد سالم أن أفق الرواية أوسع بكثير من أفق السيناريو، كما أن الروائي يمتلك حرية لا تتوفر لكاتب السيناريو عند الحديث عن لعبة الزمان والمكان على سبيل المثال، فالروائي يتنقل بين الأزمنة الثلاثة (الماضي والحاضر والمستقبل) من دون قيود ملزمة، كما يمكن له التنقل بين الأمكنة ووصف المشاعر الداخلية والولوج إلى مشاعر القارئ، وإلى ذكرياته وعواطفه، بينما يخاطب السيناريست عين المشاهد فقط، وعلى المخرج بعد ذلك اللجوء لعمليات فنية لاحقة مثل المونتاج والمكساج والمؤثرات السمعية والبصرية كي يتجاوب المتفرج مع اللقطات، انطلاقاً من شكل تعبيري مختلف يعوض به الإمكانات السردية المتوافرة في الرواية، والمفتقدة في السيناريو.
أما المخرج الفلبيني بيابان، فأوضح أن اهتماماته موزعة بين السينما والأدب، وأنه بدأ بتحويل قصصه القصيرة إلى أفلام منذ عشر سنوات تقريباً، مضيفاً أنه يتبع أسلوباً مختلفاً عن أقرانه من المخرجين في بلده، فهو يركز أولاً على محتوى القصة في ذهنه، ويحاول أن يجعل هذا المحتوى قوياً وصلباً، لأنه يمثل بؤرة الحكاية وجوهرها، ومن ثم يضع الهوامش والخيوط الجانبية التي تقود في النهاية إلى تفعيل هذه البؤرة المحورية، ويقوم تالياً بكتابة القصة كما هو متعارف عليه، ويحوّلها مباشرة بعد ذلك إلى صيغة بصرية من خلال السيناريو، ولذلك عندما يشرع في تنفيذ الفيلم فإن المشاهد تتدفق في خياله وفي الكاميرا من دون إشكالات وحواجز قد يجابهها المخرجالمنفصل منذ البداية عن أجواء الروائي وعن تصورات كاتب السيناريو، وقال: «أنا هنا ربطت الوسائط الثلاث في ذهني منذالشروع في نسج الفكرة، لذلك أجد أن كلاً من الكتابة والإخراج يتداخلان مع صنعتي الأساسية، وهو خلق الحكاية على الورق ثم تجسيدها على الشاشة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©