الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان الشيخ زايد التراثي.. إصدار متفرد

7 ديسمبر 2017 00:05
سويعاتٌ أحظى بها كلّ عامٍ في ربوع التراث الإماراتي بزيارتي لـ «مهرجان الشيخ زايد التراثي»، والتميّز الذي شهدته في إصداره الثامن هذا العام حرّك كل ذرّة عشقٍ في داخلي لهذا البلد الذي يحتضن تنوعاً ثقافياً ومنظومة حضارية لما يزيد على 200 جنسية، فأطلّ علينا تحت شعار «أرض الإمارات ملتقى الحضارات»، وما زاد رونق المهرجان تزامنه مع مئوية ميلاد المؤسس - طيّب الله ثراه - «1918 - 2018». منذ ولجت بوابة المهرجان الرئيسة، مروراً بممشى الإمارات الذي ازدان بتشكيلة ضوئية تحمل ألوان العلم الإماراتي، وصولاً إلى عروض النافورة المائية الضوئية يتخللها عروض الليزر مصحوبة بمعزوفات موسيقية إماراتية وأغان وطنية متنوعة لفرقة موسيقية تجوب الساحات وتملأ الأجواء بهجة وفخراً احتفاءً بالعيد الوطني، حينها علمت يقيناً كيف ينبثق المستقبل، بكل ما يحمل من حداثة وتطور، من أحضانِ ماضٍ عريق وتراثٍ أصيل، بل وكيف يعود إليه ويرتمي في أحضانه. تتنوع الفعاليات والمشاركات المحلية والخليجية والعالمية كلّ عام، إلا أنها بلغت ذروتها هذا العام بمشاركة أكثر من 30 دولة، لتشهد مزيجاً مبهراً يجمع التراث الإماراتي الأصيل بالتراث العالمي وسط أجواء آسرة وطقس معتدل ونسائم أقرب إلى الباردة تصاحبك في جولتك بالمهرجان. وتستشعر روح زايد وأنت تتنقل بين أروقة المهرجان، فمن جناح «ذاكرة الوطن»، حيث السيرة والمسيرة والاتحاد، إلى الواحة الزراعية، إلى متحف البيت القديم، إلى جناح «تمورنا تراثنا»، إلى «زايد والخيل»، إلى سباق الهجن، إلى القرية التراثية للطفل، كلها مجالات كانت من اهتمامات الشيخ زايد، رحمه الله، التي تؤتي ثمارها اليوم بغرسه ودعمه وعمله. وسط هذا العبق التراثي، تلفت نظرك التفاصيل المعاصرة المتمثّلة في «معرض روّاد الأعمال الإماراتيين» بدعمٍ من صندوق خليفة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وساحة «الوثبة كاستم شو» التي تقدّم تشكيلة واسعة من السيارات الكلاسيكية وأخرى معدّلة وسيارات التحكم عن بعد؛ ليأتي هذا الانسجام والتناغم ما بين الحضارة والتراث ترجمة حيّة لإرادة المؤسس الملهم زايد حين قال: «من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©