عدد اليوم
عواصم (وكالات)
حثت منظمة الصحة العالمية أمس كل وزراء الصحة على تحسين تبادل المعلومات بشأن فيروس كورونا الجديد على الفور، لافتة إلى أنها سترسل فريقاً من الخبراء الدوليين للعمل مع نظرائهم الصينيين. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، أمام المجلس التنفيذي، إن المنظمة ترسل كمامات وقفازات وأقنعة تنفس ونحو 18 ألف سترة واقية من مخازنها لنحو 24 دولة تحتاج إلى دعم، مشيراً إلى إجراءات في 22 دولة تتعلق بالتجارة أو السفر قائلاً: «إن على تلك الإجراءات أن تكون محدودة المدة ومتناسبة مع المخاطر على الصحة العامة على أن تتم مراجعتها بشكل متكرر»، موضحاً أن من شأن مثل تلك القيود أن يكون لها تأثير على زيادة الخوف، دون منافع تذكر للصحة العامة.
وأكد جيبرييسوس أن التدابير المشددة التي اتخذتها الصين للسيطرة على تفشي الفيروس حدت من انتشاره خارج حدود الصين، ما وفّر فرصة سانحة لوقف تفشيه. ودعا إلى مزيد من التضامن، متهماً بعض حكومات الدول الغنية بأنها متأخرة كثيراً في تقاسم المعلومات حول الإصابات. وأضاف: «في الوقت الذي كانت فيه 99 في المئة من حالات الإصابة في الصين، لدينا فقط 176 حالة في بقية العالم.. هذا لا يعني أن الوضع لن يزداد سوءاً. لكن بالتأكيد لدينا فرصة سانحة للتصرف.. دعونا لا نضيع هذه الفرصة السانحة»، وتابع قائلاً: «من دون معلومات أفضل، يصعب علينا تقييم كيفية تطور تفشي الفيروس، أو الأثر الذي يمكن أن يحدثه، وضمان أننا نقدم التوصيات الأكثر ملاءمة».
وكان سفير الصين لدى الأمم المتحدة في جنيف شين شو قال: إن بعض القيود التي فرضتها الدول خالفت توجيهات منظمة الصحة العالمية مثل منع دخول الأجانب الذين زاروا الصين خلال 14 يوماً سابقة وتعليق إصدار التأشيرات وإلغاء رحلات الطيران، وأضاف مخاطباً المجلس: لا تشاركوا في المبالغة في رد الفعل.. عليكم اتباع توصيات منظمة الصحة العالمية والإحجام عن فرض القيود على السفر الدولي والتجارة.
ومن جهة ثانية، قللت المنظمة من أهمية تقارير إعلامية أشارت إلى اكتشاف عقاقير مبتكرة يمكنها علاج المصابين بالفيروس. وقال المتحدث باسم المنظمة طارق جاساريفيتش تعليقاً على ما ذكره تقرير بثه التلفزيون الصيني إن فريق أبحاث في جامعة تشيجيانج اكتشف عقاراً فعالاً لعلاج الفيروس، وحول ما ذكرته محطة سكاي نيوز البريطانية بأن باحثين حققوا تقدماً كبيراً في ابتكار لقاح قال: لا توجد أنواع علاج فعالة معروفة لهذا الفيروس.
إلى ذلك، منحت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية تصريحاً طارئاً لمعامل الصحة العامة لبدء فحوص فيروس كورونا الجديد باستخدام أدوات ابتكرتها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وهو ما قد يساهم في تسريع الفحص في الولايات المتحدة التي اكتشفت 11 حالة مصابة بالفيروس حتى الثالث من فبراير. هذا في وقت قال فيه الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تعمل مع الصين للحد من انتشار الفيروس، وإن إدارته تتخذ خطوات لحماية الأميركيين من الأمراض ومن كورونا، وستعمل على تحسين النظام الصحي وتقديم الرعاية اللازمة.
وكانت الولايات في السابق ترسل العينات المطلوب فحصها إلى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. وقال سكوت بيكر المدير التنفيذي لجمعية معامل الصحة العامة إن التصريح يسمح لمعامل الصحة العامة في الولايات بطلب أدوات اختبار وأيضاً بالبدء في التحقق من صحة الاختبارات في معاملها. وتوقع أن تتمكن المعامل، ما إن تحصل على الأدوات، من بدء الفحوص في غضون خمسة أو ستة أيام. وأضاف أن المعامل سترسل في البداية عينات إلى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها للتحقق من نتائجها.
ومن جهتها، قالت هيئة الأدوية الأوروبية إنها تتخذ خطوات للإسراع بتطوير لقاحات وأدوية لمكافحة فيروس كورونا الجديد، وأضافت أنها مستعدة لدعم مطوري الأدوية بجميع الأدوات التنظيمية المتاحة من أجل تعزيز وتعجيل تطوير إجراءات فعالة لمكافحة ومنع انتشار هذا الفيروس. وقالت إنها تسعى وراء لقاحات أو مضادات للفيروسات يحتمل وجودها لعلاج أو منع تفشي الفيروس وتحلل جميع المعلومات المتاحة عن المشاكل التي تعترض مطوري الأدوية للمساعدة في حلها.
