السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الإمارات للطاقة النووية»: «براكة للشباب» يؤهل قادة البرنامج النووي السلمي الإماراتيين لإحداث التغيير

«الإمارات للطاقة النووية»: «براكة للشباب» يؤهل قادة البرنامج النووي السلمي الإماراتيين لإحداث التغيير
22 ديسمبر 2019 00:49

بسام عبد السميع (أبوظبي)

عندما دخلت موزة الحبسي، للمرة الأولى، مركز المحاكاة على تكنولوجيا مفاعلات الطاقة النووية (APR-1400)، الذي أنشأته مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في موقع مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية، عايشت خريجة برنامج «رواد الطاقة»، تجربة مميزة، بعد أن شاهدت بنفسها أحد أكثر مراكز المحاكة تطوراً على مستوى العالم، وتعاملت مع أحدث ما تقدمه التكنولوجيا من أجهزة وأنظمة فائقة التطور.

مركزان للمحاكاة
وحرصت «الإمارات للطاقة النووية» على إنشاء مركزي محاكاة، مطابقين بالكامل لغرفة التحكم الرئيسة لمفاعلات محطات براكة للطاقة النووية السلمية، بموقع المشروع في منطقة الظفرة بأبوظبي، التزاماً منها بتوفير برامج تعليم وتدريب على أرفع مستوى، واستقطاب الكفاءات المواطنة، وفقاً لأحد أهداف البرنامج النووي السلمي الإماراتي بتطوير قطاع نووي مستدام يوفر فرص عمل مجزية لمواطني الدولة.

تجربة مميزة
وقالت موزة الحبسي عن تجربة زيارتها الأولى لمركز المحاكاة: «أصابتني الدهشة مباشرة منذ لحظة دخولي، بسبب مساحة المركز الواسعة والجودة العالية في كل تفاصيله»، مشيرة إلى أن إعجابها لم يخبُ إلى الآن بمركز (APR 1400) ومن الأجهزة بالغة التطور المخصصة للتدريب، مضيفة: «الآن وبعد مرور الوقت، لا يسعني إلا أن أقول إنني حظيت بتجربة تدريبية مميزة ومتنوعة تستحق التقدير».
وتشغل موزة الحبسي حالياً وظيفة مهندسة محاكاة في شركة «نواة»، وقالت «لقد وفر لي برنامج رواد الطاقة، فرصة للمساهمة في أحد أهم المشروعات الوطنية بالدولة، وهو تطوير البرنامج الأول للطاقة النووية السلمية في المنطقة العربية»، مؤكدة: «أنا فخورة بعملي في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية لمدَ شبكة كهرباء دولة الإمارات بطاقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة».

رواد الطاقة
وتقدم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية «أدنيك» من خلال برنامج «رواد الطاقة»، الذي أطلقته عام 2009، برنامج الدبلوم العالي في تكنولوجيا الطاقة النووية بالتعاون مع شركة «نواة» للطاقة. ولا تقتصر أهمية الدبلوم على تطوير القدرات البشرية في قطاع الطاقة النووية السلمية فحسب، بل تعزز أيضاً التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية، وغيرها من الدول.
ويضم البرنامج 6 فصول دراسية، تعنى 4 منها بالتعليم والتدريب النظري الذي يقدمه معهد «بوليتكنك أبوظبي»، إلى جانب إدارة التدريب وبناء القدرات في «نواة»، ويتلقى الطلبة بعد ذلك، على مدار الفصلين الأخيرين، تدريباً عملياً في مرافق تديرها الشركة الكورية للطاقة المائية والنووية في كوريا الجنوبية.
ونجح برنامج «رواد الطاقة» الذي يواصل قبول الطلبات من كل أنحاء دولة الإمارات، في تخريج 350 طالباً وطالبةً حتى اليوم، فيما يواصل نحو 124 طالباً وطالبةً تدريبهم في البرنامج، ويتوقع تخرجهم في المستقبل القريب، حيث يشتمل على عدد من المسارات التخصصية، مثل تدريب رواد الطاقة على تصميم الوقود النووي.

المرافق التعليمية
وإلى جانب هذا البرنامج، تواصل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الاستثمار في المرافق التعليمية والتدريبية في الدولة، إضافة إلى تنظيم المبادرات والمنصات الموجهة نحو فئة الشباب.
ومن بين هذه الاستثمارات، رعاية المؤسسة لقاعة التدريس الافتراضية المجهزة بأحدث التقنيات المتطورة في جامعة خليفة، إضافة إلى «مجلس براكة للشباب» الذي أطلقته المؤسسة وشركاتها التابعة في عام 2018.
ويتم استخدام مركز المحاكاة للتدريب في موقع براكة، إلى جانب الصفوف الدراسية والتدريب خلال العمل، لرفد المتدربين لمناصب مشغل ومشغّل أول للمفاعلات النووية بالمعارف والمهارات الضرورية لتشغيل مفاعلات الطاقة النووية السلمية، إذ يعتبر التدريب على أجهزة المحاكاة عنصراً أساسياً ضمن ثقافة السلامة في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة، كما تلعب دوراً هاماً في تحقيق الجاهزية التشغيلية.

التدريس الافتراضي
وتمتاز قاعة التدريس الافتراضية في جامعة خليفة بالكفاءة والحماية الإلكترونية وقدرات عالية على التكيف مع مختلف الظروف، وتتيح للطلاب والموظفين العاملين في مشروع محطات براكة إمكانية المشاركة في البرامج التدريبية المتقدمة. وتم تجهيز القاعة بجهاز محاكاة للهندسة النووية، يُستخدم لتدريب الطلبة على نحو آمن، من خلال منحهم الفرصة لتشغيل أجهزة افتراضية عن بعد والتعامل مع سيناريوهات واقعية.
ويعد التعليم والتدريب المهني وتطوير الكفاءات الإماراتية من أهم مكونات رسالة ورؤية مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، لدعم البرنامج النووي السلمي الإماراتي، والمساهمة في تحول دولة الإمارات نحو الاقتصاد والمجتمع القائمين على المعرفة.

كفاءات مواطنة
وشهدت البرامج التي أطلقتها المؤسسة في تطوير القدرات البشرية، إنجازاً كبيراً في يوليو 2019، بحصول 22 من الكفاءات الإماراتية على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمديري تشغيل ومشغلي مفاعلات نووية، ليصبحوا أول المختصين بهذا المجال في الدولة.
ويحظى الموظفون الشباب العاملون في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها وهما «نواة للطاقة» وشركة «براكة الأولى»، بفرصة الانضمام إلى «مجلس براكة للشباب»، الذي تأسس عام 2018 بهدف تطوير وتمكين القادة الإماراتيين المستقبليين للقطاع النووي للمساهمة في البرنامج النووي السلمي الإماراتي. كما يلعب المجلس دورَ قناة التواصل المباشرة بين القيادة العليا لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركتي «نواة» و«براكة الأولى» والموظفين الإماراتيين الشباب العاملين فيها، حيث يزودهم المجلس بإمكانيات تساعدهم على التميز والتطور، إلى جانب المشاركة في عملية صنع القرار.

التدريب على أجهزة المحاكاة جزء أساسي من ثقافة السلامة
يعد التدريب على أجهزة المُحاكاة جزءاً أساسياً من ثقافة السلامة التي تلتزم بها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها، شركة «نواة للطاقة» وشركة «براكة الأولى»، وتستخدم هذه الأجهزة إلى جانب الصفوف الدراسية والتدريب العملي لتزويد المتدربين في مناهج تدريس «مديري تشغيل المفاعلات» و«مشغلي المفاعلات»، بالمهارات والخبرات الضرورية لتشغيل محطات الطاقة النووية السلمية وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالكفاءة والسلامة.
ومنذ تأسيسها، التزمت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بدعم الكفاءات الإماراتية والإسهام في تطويرها، حيث نجحت إلى جانب شركة «نواة للطاقة»، المكلفة بتشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية، في تقديم مجموعة واسعة من برامج التدريب والتطوير القائمة على المنح الدراسية لمواطني دولة الإمارات، تشمل المرحلة الجامعية والدراسات العُليا والدورات المهنية.
وتتماشى هذه البرامج مع خطة أبوظبي، ورؤية الإمارات 2021، ومئوية الإمارات 2071، حيث تساهم بشكل كبير في تحقيق أهدافها، خاصة أن هذه المبادرات مجتمعة تهدف إلى تحويل اقتصاد الدولة نحو الاقتصاد المعرفي، عبر توجيه الطلبة نحو دراسة المواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وغيرها من المجالات التقنية، عبر مجموعة واسعة من البرامج التعليمية والتدريبية.

علي النعيمي: نسهم في تحقيق التنمية المستدامة للدولة
قال علي النعيمي رئيس مجلس براكة للشباب: «تُمثل الطاقة النووية السلمية أهمية كبيرة لمستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث توفر كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية من دون انبعاثات ضارة بالبيئة، ما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للدولة وتلبية التزاماتها بموجب اتفاقية باريس للمناخ».
وأضاف: «ساهمت برامج ومبادرات تطوير الكفاءات التي تنفذها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة، وأبرزها مجلس براكة للشباب، في تحقيق تلك الأهداف، ويُشرفني أن تتاح لي الفرصة من خلال رئاسة هذا المجلس، لإبراز مزايا تعليم مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للطلبة، إلى جانب الحرص على إيصال أفكار الشباب في كافة أقسام وإدارات المؤسسة والشركات التابعة لها».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©