عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
لكسر قيود هيمنة الدولار ومجابهة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدأ الاتحاد الأوروبي، في وضع خطط تمهد الطريق أمام عملته الموحدة لتلعب دوراً أكبر في المحيط الدولي. ومن بين هذه الخطط، ضمان زيادة استخدام اليورو، في قطاعات استراتيجية مثل، الطاقة والسلع وصناعة الطائرات، للمراهنة على تحدي هيمنة الدولار الأميركي كعملة للاحتياطي النقدي العالمي، وفقاً لصحيفة فاينانشيال تايمز.
وتقوم المفوضية الأوروبية في الوقت الحالي، بإعداد برنامج عمل بهدف تعزيز الدور العالمي لليورو، في الوقت الذي اقتضت فيه السياسات التي ينتهجها الرئيس الأميركي ترامب، ضرورة تعضيد السيادة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي.
وفي مسودة اطلعت عليها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، تؤكد بروكسل على ضرورة العمل لمجابهة التغييرات الأخيرة التي طرأت على الحوكمة والتجارة الخاضعة للقوانين العالمية، في إشارة مستترة لسياسات إدارة ترامب العدوانية التجارية.
ويطالب برنامج العمل، بالمزيد من الضغوط السياسية على عقود الطاقة ليتم تقويمها بعملة اليورو. كما يؤيد أيضاً، مرور العمليات التجارية المالية المقومة باليورو، عبر منصات مسجلة، بجانب تشجيع تطوير نظام الاتحاد الأوروبي للدفع.
وتطالب بروكسل، العواصم الأوروبية، بالتأكد من أن كل العقود التي يتم إبرامها داخل إطار عمل اتفاقيات الطاقة بين الحكومات، مقومة باليورو. ويُذكر أن ما يزيد على 80% من واردات الاتحاد الأوروبي من الطاقة، يتم تسعيرها وتسديد قيمتها بالدولار وليس اليورو.
اكتسبت مسألة العملات المستخدمة في مبيعات الطاقة، أهمية جديدة بسبب الجهود الأوروبية، للحفاظ على صفقة مع إيران للحد من الأنشطة النووية لطهران. وبخروج أميركا من الاتفاقية، ترى بروكسل، أن الإدارة الأميركية وبمحاولتها جعل الدولار كسلاح بفرضها عقوبات على الشركات الأوروبية التي تقوم بنشاط تجاري مع طهران، بمثابة جرس إنذار، فيما يتعلق بالسيادة النقدية والاقتصادية لأوروبا.
وتشير مسودة ورقة الاتحاد الأوروبي، لوجود تدابير مستهدفة في منظومة الاتحاد، لتعزيز اليورو وكسب المزيد من الاستقلالية. كما تستهدف المفوضية الأوروبية، هيمنة اليورو على حساب الدولار في النظام المالي العالمي، مع الوضع في الاعتبار كونه أصبح العملة السائدة على صعيد عمليات المشتقات المالية.
تتضمن خطط بروكسل، توسعة نطاق القوانين التي تتطلب بعض عقود المشتقات المالية ليتم تداولها عبر ما يعرف بدور المقاصة، بغرض تشجيع إنشاء مجمعات سيولة من الأوراق المالية المقومة باليورو.
وترى بروكسل، أن الارتقاء بتداول اليورو على الصعيد العالمي، يعكس ثقل الاتحاد الأوروبي السياسي والاقتصادي، في عالم متعدد الأقطاب. وتشمل خطط سياسة الاتحاد، توفير الدعم الفني للدول الأفريقية التي ترغب في استخدام اليورو كعملة لعمليات الدفع العالمية، بالإضافة إلى خطوات لتشجيع الهيئات والآليات الأوروبية، بهدف زيادة حصة الدين المقوم باليورو.
كما تشعر المفوضية، بالقلق إزاء هيمنة السوق من قبل عدد صغير من برامج بطاقات الدفع الدولية، معتبرة أن هذا يعني أن معالجة المعاملات داخل أوروبا تتم في الغالب خارج الاتحاد الأوروبي.
وتحذر بروكسل، من أن ذلك ربما يتسبب في بروز نقاط ضعف غير ضرورية، وأنها بصدد التخطيط للبحث عن طرق لتطوير «حل للدفع الفوري» على نطاق كافة أرجاء الاتحاد الأوروبي.
