الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فبركات زكريا ستشن عن أصول السومريين الفضائية.. بؤس العلم

فبركات زكريا ستشن عن أصول السومريين الفضائية.. بؤس العلم
13 ديسمبر 2018 02:55

زكريا ستشن Zacharia Sitchin (2010 – 1920) كاتب أميركي من مواليد الاتحاد السوفيتي، ولد في باكو عاصمة الجمهورية الأذرية، درس في كلية لندن للاقتصاد في جامعة لندن. لا صلة له بعلوم التأريخ والآثار واللغات السومرية والسامية القديمة. كان مناصراً لفرضية الاتصال القديم (باليوكونتانت)، واختار الرواية التوراتية ليؤكد فرضيته الوهمية حول هبوط (الأنوناكي) من كوكب لا وجود له اسمه (نيبيرو) على أرض سومر، وقام من أجل ذلك بترجمة نصوص سومرية وأكدية اللغة عن الإنجليزية وتفسيرها بطريقته غير العلمية وتحريف معانيها، ثم جمعها في رواية واحدة وأضاف لها أموراً علمية شهدناها في عصرنا هذا، وجعل بعض المكتشفات العلمية المعاصرة موجودة في أزمان (الأنوناكي) السحيقة جداً مثل ثقب الأوزون وسدّه عن طريق غبار الذهب (وهي معالجة افترضها هو) والهندسة الوراثية والمركبات الفضائية وغيرها.. ويرى أن هؤلاء (الأنوناكي) هبطوا في بلاد سومر وبنوا منازلهم وهي معابد السومريين، وتزاوجوا مع البشر في أرض الرافدين، وأنتجوا السومريين المتفوقين عرقياً، وهم الذين بنوا الأهرامات التي صارت قاعدة لهبوطهم على الأرض. وتوافق مع كائنات (نفليم) التوراتية ونسل (الأنونانكي) المفترض والذي نتج عن تزاوج هذه الكائنات مع البشر.
قام زكريا ستشن Zecharia Sitchin بتوليف نظرية تدعو الى السخرية حقاً، تقضي بأن السومريين ماهم إلا نتاج تصنيعٍ جيني حدث قبل عشرات الآلاف من السنين بين الآلهة القادمين من كوكب بعيد جداً عن الأرض هو الكوكب الثاني عشر الذي يدور حول الشمس واسمه نبيرو (وهو فرض خيالي صنعه ستشن لاصحة له علمياً)، حيث يرى في روايته الخيالية عبر كتاب اسماه مجازياً «كتاب إنكي المفقود» أنه منذ حوالي 445 ألف سنة مضت، هبط رجال فضاء هم (آلهة الأنانوناكي السبعة في الأساطير السومرية) من كوكب نبيرو إلى الأرض بحثا عن الذهب لكي يسدّوا بغباره ثقباً في فضائهم المخترق والذي بدأ يسبب لهم الموت وقلة الخصوبة. هبطوا على بحار الأرض، ونزلوا الشواطئ وأسسوا مدينة إريدو (Eridu) التي يرى أن معناها «بيت الغربة». ثم توسعت المستوطنة الأولى وصارت مركزاً لمراقبة البعثة والفضاء، ومركزاً لعمليات البحث عن المعادن. وبسبب قلّة العاملين هناك فقد لجأ رجال الفضاء للهندسة الوراثية لتصميم عمال بدائيين من الإنسان البدائي الذي كان يسكن جنوب مابين النهرين، وهو جنس الإنسان المعروف آنذاك في العالم كله، وكوّنوا، بعد أن خلطوا جيناتهم بجينات ذلك الإنسان البدائي ما يعرف بالإنسان العاقل، ثم جاء الطوفان المدمر الذي اجتاح الأرض على إثر خلافات وحروب بين الأنوناكي؛ وأصبح رجال الفضاء آلهة، ومنحوا الإنسان نواميس حضارة. وبعدها، بحوالي أربعة آلاف سنة مضت، تم القضاء على جميع ما تم إنجازه في كارثة نووية نشبت بين هؤلاء الأنوناكي.
ونستدل من هذا أن السومريين أبناء جنس متفوق قادم من الفضاء، ولا يمكننا هنا عرض تفاصيل نظريته البائسة هذه والتي فبركها من لصق وتأويل خاص به لما يقرب من 800 نص رافديني مسماري لكي تتطابق مع أحداث التوراة حول الخليقة، علماً بأن زكريا ستشن يهودي تركي وغير مختص، أكاديمياً، بالسومريات أو بوادي الرافدين، وقد حشد له مناصروه العنصريون (من اليهود والصهاينة) كل وسائل الإعلام ومنها الإنترنيت لكي يشيعوا أفكاره وكتبه ومحاضراته لأنها تعيد إثبات صحة ما جاء في التوراة بعد أن فنّدتها المكتشفات الآثارية ووضعت تاريخاً علمياً آثارياً للعالم القديم وبداية حضارته بعيدا عن المؤثرات التوراتية التي كان يحفل بها التاريخ قبل ظهور علم الآثار.
بعد أن اكتشف العلماء أن اليهود بنوا تراثهم الديني والدنيوي على سومر وبابل، وأصبحت لعبة سرقة سومر وثراثها مكشوفة. ويفضح هذا السطو على سومر وتراثها من قبل اليهود كتاب بعنوان «انتحال سومر: كيف خدع اليهود الجنس البشري» (Sumerian Swindle) وهو بثلاثة أجزاء ويكشف تفاصيل انتحال اليهود لتراث سومر بشكل خاص.
جاء ستشن ليعيد الهيبة للتراث اليهودي عبر تأويلات مفبركة وهو بذلك يبدو كمن يعيد صرخة جوزيف هاليفي الذي جنّ جنونه عندما أعلن اكتشاف الحضارة السومرية لأول مرة، من قبل عالم الآثار أولبرايت، لأنه كان يهودياً ولايرى غير الساميين في وادي الرافدين بناة لحضارة البشرية.
ونرى أن وجهة نظر زكريا ستشن تستخف بعقولنا وترمي بعرض الحائط تلك الجهود العلمية الجبارة التي قام بها الآثاريون ومتخصصو اللغات القديمة طيلة أكثر من قرن ونصف، وقد سخر من أفكاره كل هؤلاء العلماء الكبار واعتبروها محض رواية متخيلة.

الأدب والدراما
عندما بدأت كتابة الدراما التلفزيونية خشيت كثيراً أن يؤثر هذا، على نحو سلبي، في كتابتي للنص الأدبي لغةً وأسلوباً، نظراً للاختلاف والتباين بين النوعين، واحتمال أن تقع لغتي الأدبية في نطاق المباشرة والتقريرية والإسهاب التي قد تقتضيها أحياناً كتابة الحوار الدرامي. غير أني اكتشفت بأن ممارستي للكتابة السينمائية والتلفزيونية والمسرحية والترجمة، كلها تساهم في تعميق تجربتي الثقافية وتوسيع مجال الرؤية، من دون أن تؤثر سلباً على اللغة والأسلوب. لقد وجدت أن بالإمكان التنقل بين الأشكال والأنواع بيسر وسلاسة من دون أن تصادف أي تعقيد أو تشوّش أو تشتّت.
لقد كنت أمارس كتابة الدراما على نحو متوازٍ مع النصوص الأدبية من غير أن أشعر بهيمنة أحدهما على الآخر. إن كتابة الدراما هي امتداد طبيعي لعشقي للسينما منذ الطفولة. وقد ساعدتني الممارسة الأدبية في كتابة النصوص الدرامية، خصوصاً في الحوار. كنت أدرك مبكراً الاختلافات الجوهرية بين الوسطين: الأدب والدراما.. لذلك لم أتجه إلى الدراما بوصفي أديباً بل بوصفي كاتباً للسيناريو يعي خاصيات وتقنيات هذا المجال ولغته المختلفة كلياً. بالتالي كنت أكتب بشروط الدراما وليس الأدب. في السيناريو أنت تقدّم رؤيتك وموقفك على نحو مغاير تماماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©