الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القراقير».. «شراخ» وأسلاك تغري الأسماك بالسقوط في الشباك

«القراقير».. «شراخ» وأسلاك تغري الأسماك بالسقوط في الشباك
5 ديسمبر 2010 20:17
قفص صيد الأسماك القاعية المسمى محليا وخليجيا “قرقور”، من أهم وأقدم الطرق التي استخدمت على مر السنين، ولا يزال يحظى بأهمية كبيرة عند الصيادين، لما له من خاصية في صيد أعداد متنوعة من الأسماك. وقد مرت صناعة القراقير بمراحل مختلفة، ولكن لم يتوقف الإنسان عن الاستعانة بها لجلب الرزق من البحر، حتى عندما بدأ الصياد يتخلى عن صناعة القراقير من شراخ النخيل والاتجاه إلى تصنيعها من الأسلاك المعدنية والتي تسمى محليا “السيم”. بداية.. يقول عبيد الشامسي، أحد أقدم صيادي السمك في منطقة الحمرية التابعة لإمارة الشارقة، وهي منطقة ساحلية عمل أغلب رجالها في البحر، إنه يعمل في هذه المهنة منذ كان في العاشرة من عمره، وقد مر على علاقته بالبحر أربعون عاماً، حيث لم يتعلم شيئاً آخر إلا فنون البحر وجلب الرزق من أعماقه، ويضيف أن كل التطور الذي مر على أي دولة قد أدخل الكثير من الأدوات التي تعين الإنسان على الحصول على الرزق من البحر، إلا أن القرقور بقي الأول بالنسبة لأصحاب السفن الخاصة بالصيد. وكانت بداية مهنة خدمة القرقور قبل ما يزيد على مائة عام وربما أكثر من ذلك بكثير، حين استخدم الإنسان الذي امتهن صيد السمك عسق النخلة، فكان يجفف ثم يجرد من الورق فيصبح جريداً، ثم يشرخ أو يفلق بأدوات حادة تشبه السكين حتى يتحول إلى أشرطة لينة، وكان يسمى "شراخ" وهو ما يقطع بالسكين إلى شرائح، ويعتبر مصيدة في قاع البحر، حيث تكثر الأسماك التي تعيش في قاع البحر ولا تطالها الشباك أو لا يمكن للصياد أن يحصل على أعداد كافية منها بأية آلة أخرى، لأن الكثير من أدوات الصيد يمكن أن تضر بالمكان إن لم تكن مناسبة. إغراء السمك ويوضح الشامسي أن تلك الأقفاص عبارة عن قراقير ودوابي، والدوابي هي الأكبر حجما، حيث يكون حجم المحيط للقفص "خمسة باع" والباع هو تقريباً متر، وهناك حجم "ثلاثة باع ونصف"، والبيمة، وهي بحجم باعين، و"بيمة مقص" وهي باع وذراع، ويستخدم الكبير منها لصيد الجش والهوامير والأصغر للصافي والشعري والحمرة والقين والشولي والقارطة، وهناك ما يصيد الدردمان والضلع وجش أم الحلي والزريدي. كما أن هناك مناطق لرمي القراقير ولم تكن هناك شدود لأن المناطق كانت عامرة بالحيد المرجاني، والشدود هي تلك الأماكن التي يرمي بها الصياد قطعاً متنوعة كي ينمو عليها المرجان والكائنات التي تغذي الأسماك، والمناطق التي يذهب إليها الصيادون تسمى "لحف"، ومنها لحف المنقف ولحف الباطنية ولحف السوق ولحف بلجداد ولحف مصداق، وعند إنزال القراقير إلى أعماق البحر توضع حسب أحجامها في مجموعات، فيتم وضع كل ثلاثة إلى جانب بعضها في عمق خاص بحجم القرقور، وتسمى هذه الطريقة "خبطة"، وتترك لمدة لا تزيد على يومين، وتوضع بداخل كل واحد منها كمية من الطعوم لإغراء السمك بالدخول، وتدخل أنواع كثيرة من الأسماك وتزيد كميتها حين يكون موسم صيدها في مرحلة وجود القرقور وحسب العمق. «بدوه» .. أول مرحلة ويضيف: كان نوع من المرجان يسمى "حميرين" للونه المائل الى الاحمرار، وقديما كان القرقور لا يصنع إلا من مواد طبيعية بشكل كامل ثم دخلت الأسلاك المعدنية، ولجذب الأسماك يوضع الطعم داخل القرقور بعد المدخل، كما يوضع ثقل يعمل على تثبيت القرقور قرب قاع البحر وهناك حبل خاص لرفع القرقور من البحر، وتلك الأقفاص كانت ولا تزال تبدأ بجدل وحبك تلك الأشرطة الليفية بحبال من ليف النخل، واليوم بالسيم أو السلك، ويجعل له الصياد فتحتين. فتحة لدخول الأسماك إليه لا يستطيع الخروج منها بأي حال مهما حاول، وفتحة للصياد يخرج منها الأسماك بعد وصول القرقور إلى سطح السفن، والمعروف ان تلك القراقير لم تكن تخلف أي مخلفات ضارة بالبيئة في حال الاستغناء عنها لأنها تتحلل وتتفت. البداية تكون بوضع أساس القرقور في أول مرحلة يسمى "بدوه"، أي بداية وتكون بحبك الأسلاك بشكل دائري وحلزوني حتى يصبح بشكل نجمة سداسية، ثم مرحلة "عجفة"، وهي لف الاسيام أو الأسلاك ثم تصنع بدوة الفراش وهو قاع القرقور ويجب أن يكون مطابقاً لحجم القفص، وتترك مساحات للفتحات التي سبق ذكرها، وتضاف للقرقور قاعدة من النخل تحمي أسلاك القرقور من الانحناء والإعوجاج، حين يسحب من أعماق البحر إلى أعلى السفينة. جداية القرقور الأسلاك المعدنية تكون مطلية بمادة مقاومة للصدأ وغير ضارة، وقد بدأت صناعة القرقور من السيم أو السلك تنتعش في السبعينيات من القرن الماضي، وفي كل الأحوال لصناعة القرقور مقياس كان يتم عن طريق الذراع، وكانت ولا تزال صنعة القرقور تسمى جداية القرقور عند أهل البحر، وقد كان الصياد الثري يملك حوالي 30 “دوباية”، والبعض يصل العدد لديهم إلى 70 أو 150 قرقوراً، وكانت الأسعار تبدأ من ثلاث روبيات والروبية تعادل الدرهم آنذاك، وحتى خمسة وعشرين درهما، أما اليوم فالقراقير من 40 درهماً وحتى 1200 درهم.
المصدر: الحمرية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©