الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حقل «جبل علي» نقلة في الاستكشاف والاكتفاء الذاتي

حقل «جبل علي» نقلة في الاستكشاف والاكتفاء الذاتي
12 فبراير 2020 02:08

أبوظبي (الاتحاد)

شكل الإعلان عن اكتشاف مكمن جديد للغاز الطبيعي، والواقع على مساحة 5 آلاف كيلو متر مربع في المنطقة بين سيح السديرة «أبوظبي» وجبل علي «دبي» بمخزون يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، إنجازاً جديداً لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» في قطاع الاستكشاف والحفر، بحسب تقرير للشركة حصلت عليه «الاتحاد».
ووفقاً للاتفاقية التي تم توقيعها مع هيئة دبي للتجهيزات، تقوم «أدنوك» بالاستثمار وتسخير التكنولوجيا والخبرة لتطوير وإنتاج موارد الغاز المكتشفة، إضافة إلى القيام بعمليات مسح واستكشاف جديدة في المنطقة لتقييم المزيد من موارد الغاز وإجراء الدراسة النهائية لتكلفة إنتاجها.
وجاء اكتشاف المخزون الضخم من الغاز، كثمرة أولى عمليات تقوم من خلالها شركة «أدنوك» باستكشاف الموارد الهيدروكربونية في إمارة دبي، ونتيجة لتوسع أدنوك في حفر عشرات الآبار لاستكشاف الموارد الهيدروكربونية التقليدية وغير التقليدية، وذلك باستخدام أحدث التقنيات الرقمية في كل مجالات أعمالها، لاسيما في قطاع الاستكشاف والحفر.

المسح والاستكشاف
وقال التقرير:«شرعت أدنوك في عام 2018 بتنفيذ أكبر مشروع مسح سيزمي ثلاثي الأبعاد، يشمل مناطق بحرية وبرية في العالم، بمساحة إجمالية تصل إلى 53 ألف كيلومتر مربع». ويستخدم المشروع تقنيات رائدة توفر كثافة بيانات تفوق بخمس مرات حجم البيانات التي توفرها التقنيات والممارسات المستخدمة حالياً في هذا المجال، حيث يوفر المسح صوراً ثلاثية الأبعاد، عالية الدقة للتراكيب الجيولوجية المعقدة، على أعماق تصل إلى 25 ألف قدم تحت سطح الأرض.
وأضاف: يتضمن المشروع في المناطق البحرية استخدام سفن لتوليد موجات صوتية، يتم استقبالها وتسجيلها بوساطة مجسات ولواقط في قاع البحر، كما يستخدم المشروع آليات ثقيلة تصدر موجات زلزالية خفيفة، ومجسات ولواقط يتم تركيبها فوق سطح الأرض، لمسح المناطق البرية.
وتعتزم «أدنوك» التعاون مع شركة «توتال» الفرنسية لاستخدام طائرات من دون طيار، لجمع بيانات سيزمية «زلزالية» ثلاثية الأبعاد، وذلك لتوسيع نطاق بحثها وتنقيبها عن موارد جديدة للنفط والغاز في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذه التكنولوجيا المتطورة في المنطقة، عن طريق نشر أجهزة استشعار سيزمية للبحث عن موارد جديدة للنفط والغاز.
كما أطلقت «الشركة» مشروعاً تجريبياً، باستخدام «النظام المتكامل لتقنيات المسح الفيزيائي المتعدد» (METIS) من «توتال»، والذي يعد أول نظام آلي لجمع بيانات المسح السيزمي في العالم، حيث تعتزم نشر آلاف أجهزة الاستشعار جواً باستخدام أسطول من الطائرات من دون طيار، على أن يتم لاحقاً استرداد هذه الأجهزة من خلال مركبات برية آلية.

نقلات نوعية
وأفاد التقرير بأن «أدنوك للحفر»، التابعة لشركة أدنوك، نجحت بتحقيق رقم قياسي جديد من خلال حفر أطول بئر بحرية أفقية في الشرق الأوسط بحقل زاكوم العلوي بمسافة 41022 قدما، في ديسمبر 2019، معلنة بذلك تجاوز رقمها السابق والذي حققته في أكتوبر من العام نفسه، بحفر بئر في الحقل ذاته بعمق 40362 قدماً، وسجل شهر فبراير الماضي نجاح الشركة بحفر بئر برية في حقل باب، خلال زمن قياسي هو الأقصر في تاريخ الشركة.
وأسهمت اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وقعتها أدنوك مع شركة بيكر هيوز في أكتوبر 2018، بدعم نمو وتطور «أدنوك للحفر» لتصبح الشركة الوحيدة في المنطقة القادرة على تقديم خدمات متكاملة في مختلف مراحل ومجالات أعمال حفر وتهيئة آبار النفط والغاز.
وفي مارس الماضي، أعلنت الشركة إكمال أول بئر، من خلال تقديم خدمات حفر متكاملة في مجال حفر وتهيئة آبار النفط والغاز، وذلك في حقل الضبعية البري.
وساعد تطبيق هذا النظام في الآبار البرية والبحرية والجزر النفطية الاصطناعية، برفع معدل كفاءة عمليات الحفر بنسبة تصل إلى 25%، ما أدى إلى تحقيق توفير كبير في التكاليف وزيادة الربحية.
كما أطلقت أدنوك للحفر برنامجاً شاملاً لتوسعة أسطول حفاراتها لدعم خطط «أدنوك» في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وتسريع وتيرة تنفيذ استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي.
وكانت «أدنوك» استحوذت خلال شهر نوفمبر 2019 في المرحلة الأولى من البرنامج، على أربعة حفارات برية متطورة مصنعة في دولة الإمارات بقيمة تزيد على 350 مليون درهم، وتخطط «أدنوك» لامتلاك عشرات الحفارات المتطورة المخصصة للعمل في الحقول البرية والبحرية والجزر النفطية الاصطناعية خلال الخمس سنوات المقبلة، عقب تدشين الحفارات الأربع في الربع الأول من العام السابق.
وتعد «أدنوك للحفر»، أكبر شركة حفر في الشرق الأوسط، حيث تتولى تشغيل أسطول كبير من الحفارات يتكون من 95 حفارة، منها 64 حفارة برية، و20 حفارة بحرية، و11 حفارة مخصصة للعمل في الجُزر النفطية الاصطناعية.

خطوات مهمة
حققت «أدنوك» خطوات مهمة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، وكان أبرزها توحيد الهوية المؤسسية للمجموعة ضمن رؤية واحدة، وبدء تعاملها مع أسواق رأس المال العالمية لأول مرة، وإجراء أول اكتتاب عام على حصة أقلية في إحدى شركاتها، وإفساح باب المشاركة في الامتيازات أمام شركاء استراتيجيين جدد، وإطلاق مزايدة تنافسية لمنح تراخيص لمناطق جديدة، لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز في أبوظبي، وبدء عملية تحول رقمي شاملة، واتخاذ خطوات للتوسع دولياً.

دمج التكنولوجيا في جميع مجالات الأعمال
تعمل أدنوك على دمج التقنيات الرقمية الحديثة في كل مجالات أعمالها في قطاع النفط والغاز، بدءاً من منصات الحفر، وصولاً إلى منصات التداول، بما يسهم في الارتقاء بالأداء وتعزيز شراكاتها، وتمكين كوادرها البشرية.
ويشكل مركز «ثمامة» لتحليل بيانات الدراسات الجيولوجية والمسوحات الزلزالية، ومركز «بانوراما» للمراقبة والتوجيه والرصد المباشر على مدار الساعة لكافة العمليات التشغيلية في «أدنوك»، الركيزة الأساسية في التحول الرقمي باستخدام التقنيات المبتكرة والمتطورة لتطبيق استراتيجية 2030 للنمو الذكي.
يتيح القسم المخصص للحفر في مركز «ثمامة» إمكانية متابعة متزامنة وبشكل مباشر للعمل في 120 موقعاً للحفر، ومقارنة أداء الآبار بالخطط والمعايير لخفض تكاليف الحفر وتحسين كفاءة الحفارات وزيادة الإنتاجية.
وتم تجهيز المركز الذي يتكامل مع مركز «بانوراما» بتطبيقات ذكية، لتحليل البيانات لبناء نماذج ديناميكية لباطن الأرض تساعد المتخصصين على تكوين صورة مفصلة للمكامن في أبوظبي، بما يسهم في تعزيز الفرص والحد من المخاطر.
ويُسهم مركز «ثمامة» لدراسات المكامن البترولية في استغلال العديد من الموارد التي يصعب الوصول إليها وتحسين خطط تطوير الحقول، وكذلك خفض تكاليف الحفر وإدارة السعة الإنتاجية في الحقول البرية والبحرية.
ويضم المركز مجموعة متخصصة من الخبراء من أصحاب الكفاءات من مختلف مجموعة شركات أدنوك، يعملون في بيئة متكاملة للوصول إلى حلول خلاقة لتحديات المكامن البترولية. وتقوم فرق العمل متعددة التخصصات في المركز، بتحليل المعلومات الواردة من عمليات حفر الآبار وعمليات الإنتاج ونتائج دراسات المسح الزلزالية، ومقارنتها بالبيانات التي يتم الحصول عليها من الآبار والعينات الجيولوجية المأخوذة من باطن الأرض للحصول على الشكل الجيولوجي المفصل للمكمن البترولي، إضافة إلى ذلك يساعد المركز في اكتشاف وتحديد فرص استغلال الموارد غير المستغلة، وزيادة الإنتاج منها.
كما يتم من خلال مركز ثمامة لدراسات المكامن البترولية مراقبة أداء المكامن بمرور الوقت، والاستخدام الأمثل للسعة الإنتاجية لشركة أدنوك.
ويعد مركزا «بانوراما» و«ثمامة» من أحدث منصات وأجهزة الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة لرصد البيانات وتحليلها، ومقارنة معدلات الأداء في العمليات التشغيلية بصورة مستمرة، ما يوفر وسيلة فعالة للحصول على معلومات دقيقة وفورية، تدعم عملية اتخاذ القرار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©