فوجئ عالمنا العربي، وتحديداً في منطقتنا الخليجية بالاختيار الصادم لمنصة فيسبوك بتعيين المدعوة توكل كرمان ضمن الفريق الاستشاري لـ«تنقية» محتوى المنصة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط و«مراقبة مضامين العنف والكراهية».
اختيار صادم وهي الإرهابية المعروفة بانتمائها للتنظيم العالمي لجماعة «الإخوان» الإرهابية والعضو القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح ومالكة قناة بلقيس التي أنشأها ومولها أحد أجهزة المخابرات في إقليمنا لبث خطاب الكراهية والتحريض ضد شعوبنا وبالذات الإمارات والأشقاء في المملكة العربية السعودية ومصر وبقية بلداننا، وهي الملطخة أياديها بدماء الأبرياء من الشباب اليمني الذين سرقت ثورتهم وتضحياتهم مع تنظيمها المأفون أثناء «الخريف العربي».
 اختيار قوبل بعاصفة من الاحتجاجات والانتقادات لا تقل عن التي صاحبت تسللها في ظروف مريبة لخطف جائزة نوبل للسلام، ويثير العديد من التساؤلات حول توقيت إعلانه مستغلاً انشغال العالم اليوم بجائحة كورونا. 
كما أنه يكشف التخطيط الممنهج الذي يعمل عليه التنظيم الإرهابي لإيصال عناصره للمنصات العالمية بغية السيطرة عليها و الترويج لأجنداته ومنطلقاته الفكرية والعقائدية، ولا سيما في أوساط الشباب الفئة الأكثر استخداماً وتواجداً على مواقع التواصل الاجتماعي.
خطورة التعيين تكمن في أن ثلاثة من أكثر هذه المواقع شعبية وهي «فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب» مملوكة لجهة واحدة، وبالتالي فإن فحيح الأفعى وسموم التنظيم سيجدان طريقهما لتلك المنصات.
التصدي لهذا الاختيار البائس لا يكون فقط بالتنديد والمناشدات العاطفية أو الانسحاب وترك المجال لكرمان وسموم التنظيم الإرهابي، وإنما مخاطبة المنصات العالمية والجهات المسؤولة عنها لكشف الستار عنها وإبراز الوجه القبيح لها ولأفكارها وخطابها المليء بالكراهية والتحريض بالأدلة والبراهين التي تفضحهم خاصة في البدايات الأولى لـ«الخريف» العربي في العام 2011، وكذلك ما كانت تنشره عبر صفحاتها ومواقعها من توجهات متطرفة وطرح يؤجج الكراهية والعنف تدعم التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «تنظيم القاعدة» الإرهابي النشط في اليمن في تلك الحقبة وأيضاً «داعش»، تدوينات موثقة مهما نجحت كرمان في تزويق طروحاتها القبيحة عندما تخاطب الرأي العام الغربي، وتحاول إقناعه بأنها «حمامة سلام» في إقليم مضطرب وتقدم نفسها على أنها ناشطة للدفاع عن حقوق المرأة والإنسان في هذه المنطقة.
نرد على هذا الاختيار الغريب والصادم بالمنطق والعمل العلمي لكشف أمثالها من الإرهابيين المضللين المتاجرين بدماء وحقوق الأبرياء.