ونحن نستقبل عيد الفطر المبارك في ظل ظروف غير مسبوقة اجتاحت العالم جراء جائحة كورونا، نتمنى أن نستحضر الدعوة السامية والمناشدة الأبوية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لنا جميعاً بأن نكون ملتزمين بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، لنتجاوز الظروف، ونتصدى للجائحة. 
 خلال المحاضرة الرمضانية في مجلس سموه أمس الأول، وكانت بعنوان «نحتفي بعاداتنا ونثمّن سلامتنا» قال القائد الحكيم الحريص على أبنائه: «أرجو من كل مواطن ومقيم - ونحن في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وخلال عيد الفطر المبارك - أن نحافظ على أنفسنا وأهلنا وأبنائنا والبقاء في منازلنا». 
وقال سموه «لا توجد في قاموسنا كلمة اليأس، ولأجل بلدنا دولة الإمارات وأهلنا وضيوفنا فيها سنبذل كل غال ونفيس في سبيل مواجهة هذا التحدي الذي يعد أحد التحديات العديدة والمتنوعة التي تواجهها الأمم في تاريخها»، مذكراً الجميع «بأن ما يجعل الاختلاف والفارق بين الدول في المواجهة هو قدرات أبنائها وكوادرها البشرية التي تضعها في المقدمة، وهو ما جعل دولة الإمارات ضمن أفضل عشر دول في التصدي لهذا الوباء». وهو إنجاز علينا تعزيزه بالالتزام.
 وقفنا خلال تلك المحاضرة القيّمة على حجم الاستعدادات والإمكانيات لما تقوم به فرق العمل والمتطوعون من الكوادر الطبية والتمريضية و«الطوارئ والأزمات»، وكل الجهات التي تكاتفت لأجل سلامة الإمارات، ومن فيها. 
تابعنا صوراً لمعنى أن يقوم المرء بواجبه بكل حب وإنسانية، وليس لمجرد أنه وظيفة، شاهدنا كيف حرص أحد أفراد دورية لشرطة أبوظبي على مرافقة زوج وزوجته للمستشفى في ساعة متأخرة من الليل رغم الحظر، وكذلك إيصاله محفظة لمواطن حتى باب بيته. وكيف كانت متطوعة إماراتية هي الأم والأخت والموجهة عن بُعد، وعبر الهاتف لستة أطفال صغار من عائلة مقيمة كانوا وحيدين في شقتهم، بينما كان والدهم ووالدتهم في الحجر الصحي لأكثر من ثلاثة أسابيع وفرت لهم خلالها ثلاث وجبات طعام يومياً وأجهزة حاسوب لمتابعة دراستهم عن بُعد. وعندما خرجت الأم من الحجر لم يكن لهم من أمنية إلا أن تنهي ابنتها الكبرى دراستها لتلتحق بشرطة أبوظبي، وتتعلم خدمة الآخرين. 
أمام عظمة هذه المشاهد، نقول للجميع: الالتزام ثم الالتزام، والحمد لله على نعمة الإمارات، وشيوخ الإمارات، وأهل الإمارات، وكل من على أرض الإمارات.