شهدت أيام عيد الفطر المبارك إقبالاً واسعاً من الناس على التطبيقات المجانية للمحادثات الصوتية والمرئية، والمتاحة على المتاجر المعروفة، وذلك بسبب متطلبات التباعد الجسدي والتزاور عن بُعد، التزاماً بالإجراءات الاحترازية التي دعت لها الدولة في ظل الظروف السائدة جراء جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19».
 وكان مستخدمو هذه التطبيقات يعبرون عن سعادتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوافر هذه التطبيقات المجانية التي أتاحت لهم الاطمئنان على أعزائهم وتبادل تهاني العيد معهم، ما خفف من وطأة الواقع الجديد الذي فرضته الجائحة. وبذات القدر أيضاً ثارت التساؤلات مجدداً عن سر إصرار هيئة تنظيم الاتصالات وموفري الخدمات، وهما «اتصالات» و«دو» على حجب مثل هذه الخدمات المتاحة مجاناً في كل دول العالم.
كان متوقعاً من الجهتين، ومع الظروف السائدة المبادرة من باب المسؤولية المجتمعية على أقل تقدير، الإعلان عن توفير التطبيقات المجانية دون أية مساومات، أو مناورات كما حصل مع باقات التعلم عن بُعد!
توسعت الأحاديث وتشعبت لتطرح دعوات قديمة متجددة بضرورة فتح الباب للمزيد من شركات الاتصالات لتكون هناك منافسة حقيقية تصب في مصلحة المستهلك بدلاً من الوضع الحالي، وما ترتب عليه من ممارسات احتكارية وأسعار تعد الأغلى قياساً بدول الجوار والعالم.
 من أطرف التعليقات ما كانت تعقيباً على مقطع مصور لشخصية معروفة من الأعيان كان يشكو بطء النت في دارته، وكذلك من صعوبة توافر خدمات «الواي فاي» بالشكل المطلوب في مختلف المناطق، وهي المتاحة مجاناً في العديد من دول العالم، بل هناك مدن وعواصم وأحياناً بلدان، مثل لوكسمبورج، وكذلك ليختنشتاين كلها مشبوكة بـ«واي فاي» مجاني. وقالوا: إذا كان مثله يشكو، فماذا عن حال العامة مع بطء وضعف «النت» في البيوت؟ ومواصلة رحلة «ترقية الباقات» المستمرة لعل وعسى أن تكون أفضل وأسرع.
الممارسات الجارية من قبل موفري خدمات «الاتصالات» لدينا دفعت بالناس للبحث عن بدائل، ومنها أحياناً غير قانوني، وبعضها يحمل مخاطر ارتياد مواقع ومنصات قد تكون شراكاً وفخاخاً لقراصنة المعلوماتية والمبتزين، والتي لا يميزها بسهولة الإنسان غير العارف بدهاليز هذا العالم الافتراضي.
نتمنى أن نسمع قريباً عن مبادرة من موفري خدمات الاتصالات لإتاحة الخدمات المرئية المجانية المرتبطة بمواقع التواصل، مبادرة تحسب لهم كجهد في مكافحة كورونا.