اليوم يبدأ موظفو الوزارات الاتحادية والدوائر المحلية استئناف أعمالهم من المكاتب والمقار الرسمية وبنسبة 30 في المائة ترتفع تدريجياً خلال الأسابيع المقبلة وفق تدابير وإجراءات وقائية واحترازية صارمة في مواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيدـ19 الذي تسبب في شل حركة الحياة والأعمال والاقتصاد على مستوى العالم وتسبب في خسائر لاقتصادات البلدان والمجتمعات بمليارات الدولارات، فضلاً عن الإصابات البشرية والخسائر في الأرواح.
مرحلة عودة الأعمال من المكاتب، وبعد انقطاع أكثر من شهرين ونصف الشهر، ولفئات من الموظفين بحسب ما حددت الجهات المختصة، بالتوازي مع تطبيق نظام العمل عن بٌعد للفئات المستثناة من قرار العودة المكتبي، تزامنت مع فتح المراكز التجارية والأسواق والخدمات الفندقية والقاعات الرياضية ودور السينما وغيرها، تباعاً، بحسب جاهزية كل منطقة في خطوة حرصت الدولة على التأكيد من خلالها على أن عودة الحياة والنشاط لهذه القطاعات والمرافق لا يعني أنتهاء الجائحة بل مواصلة الحياة والتعايش مع الفيروس مع الالتزام بكل الاحتياطات والتدابير الوقائية المطلوبة. والتأكيد على دور كل فرد في المجتمع بأنه المسؤول عن سلامته وسلامة أسرته والمحيطين به باعتباره العنصر الأهم في معادلة التصدي للجائحة، ريثما يتوصل العلم والعالم لعلاج يقضي على الفيروس.
 اليوم تلج الإمارات مرحلة التعايش مع جائحة فيروس «كوفيدـ 19»، مرحلة جديدة جاءت بعد تعامل حكيم ورشيد منذ اللحظات الأولى لظهور الجائحة، أظهرت الجاهزية العالية والاستعدادات الكبيرة للدولة في مواجهة الخطر الذي خرج عن نطاق السيطرة في مجتمعات ودول أخرى، ومنها دول صناعية كبيرة ومتقدمة، إلا أن أنظمتها الصحية انهارت تحت وطأة الضغط عليها والناجم عن سوء التعامل مع الأمر منذ بداياته الأولى.
 الإمارات تلج هذه المرحلة بعد أن حققت تفوقاً عالمياً في احتواء الأزمة، كانت مفاتيحها الإغلاق وتعليق حركة السفر والتوسع في إجراء الفحوصات التي تجاوزت أكثر من مليوني فحص لنحو 20% من السكان وإقامة المستشفيات والمراكز والعيادات الميدانية، مما أثمر اليوم عن الارتفاع الكبير والملحوظ في حالات الشفاء المسجلة وبحسب الأرقام المعلنة تباعاً.
هذا الإنجاز الذي تحقق ونفخر به هو اليوم على المحك، بعد أن وضعت الدولة ثقتها في كل فرد منا بأن يكون مسؤولاً بالمحافظة على نفسه وعلى سلامة كل عزيز عليه باتباع الإجراءات الوقائية المحددة لحماية نفسه والآخرين. حفظ الله الإمارات.