شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال هذه الفترة الاستثنائية التي نمر بها، مشاركات أوسع من الناس في البيوت، وكل من واجهه أمر غرد به أو عبر عنه على صفحته أو ضمن «جروبات» الدردشة. 
 استوقفتني هجمة من البعض على إعلامنا المحلي، وجعله شماعة كل إخفاق مروا به أو معالجة تخالف أهواءهم، ويردونها إلى ما يعتبرونه «سقفاً» وحدوداً.
موضوع هذا «السقف» الذي يتحجج به هذا البعض حسمه بكل وضوح منذ أكثر من عام معالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة رئيس المجلس الوطني للإعلام أمام حضور منتدى الإعلام الإماراتي في دبي - وقد تشرفت أن أكون منهم- عندما قال لا يوجد هناك سقف سوى ثوابتنا الوطنية. 
ثوابت ينطلق منها إعلامنا منذ البدايات الأولى لقيام الدولة الاتحادية، ورسالته في توطيد الهوية الإماراتية وتعزيز اللحمة الوطنية وإبراز المنجزات والمكتسبات التي تحققت للوطن ومواطنيه، وفي الوقت ذاته تناول القضايا كافة المتعلقة بالمسيرة المباركة لمعالجة أي سلبيات أو أخطاء قد تظهر هنا أو هناك بكل مهنية وحرفية تعتمد المصداقية.
البعض جعل من مواقع التواصل ساحة محاكمة وانتقادٍ لأداء الإعلام الإماراتي، وعقد المقارنات مع غيره، دون أن يتوقف أمام خصوصيته، خصوصاً من منتقدٍ لا يستطيع التفريق بين التاء المبسوطة والأخرى المربوطة؟!. 
جلد الذات لا يقدم حلولاً، بل يعد إيغالاً في سوداوية لا مكان لها في وطن التفاؤل والإيجابية الذي يرحب بكل مبادرة بناءة بعيداً عن التنظير والمنظرين، مرحباً بالعاملين في صمت لأجل الحقيقة والصالح العام.
أحيي هنا مبادرة الأستاذة منى المري مديرة المكتب الإعلامي لحكومة دبي عندما ردت على انتقادات للأداء الإعلامي بصورة إيجابية بفتح باب استقبال الأفكار والاقتراحات لتطوير أداء الإعلام الإماراتي لتحظى بأكبر عصف ذهني تحضره، كما قالت.
لعل في مقدمة ما نحتاج إليه في المرحلة المقبلة، التخلص من حواجز وضعتها بعض الدوائر والمؤسسات أمام الإعلاميين من خلال شركات العلاقات العامة التي أصبحت هي المصدر والمتحكم في إيصال المعلومة وتوزيعها على الجميع بذات الصيغة والصياغة.
الغيرة على الوطن وحبه تحتاج إلى عمل لا إلى «ثرثرة» في «جروبات» أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ووضع تصورات وتقديمها عبر المنصات المتاحة في كل المؤسسات، بما فيها المجلس الوطني للإعلام، إذا كان المرء يستشعر فعلاً مسؤولية حمل أمانة القلم والكلمة، و«هذا الميدان يا حميدان».